التوسعة السعودية الثالثة للمسجد الحرام.. تقاسيم معمارية وجهود خدمية استثنائية
الجمعة / 17 / صفر / 1443 هـ - 20:59 - الجمعة 24 سبتمبر 2021 20:59
تولي المملكة العربية السعودية المسجد الحرام فائق العناية وجليل الاهتمام والرعاية على جميع الأصعدة، وخصوصاً عمارة المسجد الحرام وتوسعته، لاستقبال ضيوف بيت الله الحرام، ومنها التوسعة السعودية الثالثة وهو ما تجلى في حزم الإمكانات والخدمات وفق تخطيط محكم ودراسة مستفيضة وخبرات هندسية تسعى لتقديم أرقى الخدمات لقاصدي الحرمين الشريفين على مدار العام.
وتتولى الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي مهام الإشراف على الأعمال الخدمية والفنية والهندسية والتوجيهية بالتوسعة السعودية الثالثة، من خلال الجولات الميدانية ورفع تقاريرها لصاحب الصلاحية، والتواصل مع مديري العموم والجهات ذات العلاقة لإنهاء الملاحظات التي ترفع عن إنتاجية العمل وتحسين جودة الخدمات المقدمة.
وتتنوع الخدمات المقدمة بالتوسعة السعودية الثالثة بتظافر جهود الإدارات والجهات الأمنية والرقابية والخدمية بين خدمات التعقيم والتطهير لكافة المصليات والممرات، وتقديم الخدمات الميدانية بأحدث الطرق والمواصفات العالمية، وتوفير الخدمات التقنية بكافة أشكالها الخدمية والتوجيهية والاستطلاعية، كاللوحات الكتابية والإرشادية الإلكترونية المتميزة بسهولة التصميم، ومناسبة المواقع للمحتوى، إضافة إلى استكمال حزم الأعمال الإنشائية والكهروميكانيكية، والتشطيبات المعمارية، وإصدار التراخيص المنظمة لتلك الأعمال وغيرها من الخدمات التي تقدمها الرئاسة في جنبات المسجد الحرام.
وفي ذات السياق تقوم الرئاسة على تنظيم دخول المصلين إلى المواقع المخصصة للصلاة وفق الإجراءات المتبعة لحاملي التصاريح، التي كرست من خلالها طاقاتها لتهيئة المصليات وتسخير الإمكانات وفق ضوابط الإجراءات الاحترازية والتباعد الجسدي بوضع ملصقات التباعد بجميع المصليات المهيأة مسبقاً، بواقع تباعد ' مترين ' لكل مصل وآخر بجميع مواقع المصليات المخصصة للرجال والنساء، وذلك للحفاظ على سلامة قاصدي بيت الله الحرام، كما تشرف الإدارة العامة للأشخاص ذوي الإعاقة على المصليات المخصصة لذوي الإعاقة والعناية بهم، وتخصيص عربات قولف لنقلهم في ساحات الحرم، وترجمة الأسئلة الشرعية بلغة الإشارة في حال حاجتهم لذلك.
وتعد التوسعة السعودية الثالثة نقلة تاريخية ونوعية في تاريخ المسجد الحرام وتحوي العديد من التصاميم المعمارية ذات الجودة العالية والشكل الهندسي المميز، حيث يعلو مبنى التوسعة السعودية الثالثة تقاسيم معمارية شاهقة والأسقف العالية والشرفات المطلة والفراغات الرحبة عمادها الرخام الفاخر والمشربيات المذهبة، تحليها خطوط عربية من الثلث للنصوص القرآنية، والزخارف الهندسية، الأمر الذي يسهم في إضافة المزيد من البهاء والجمال الذي يكسو فراغ التوسعة، كما تتجانس ملامحه مع النمط العام لحلية المسجد الحرام، وجاءت الزخارف بترويقتها عملاً هندسياً ساد فيه مبدأ التجريد، وانتشر استعمال هذه الزخارف في تزيين الجدران والقباب والتحف المختلفة منها النحاسية والزجاجية والخزفية والرخامية، بالإضافة إلى أن الزخارف الهندسية استخدمت في أشكال متعددة في الفن والعمارة الإسلامية.