الرأي

اليوم الوطني قصة تبدأ برؤية

سالم العنزي
قبل 91 عاما، أعلن المؤسس الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود - طيب الله ثراه - الانتهاء من توحيد البلاد تحت راية (لا إله إلا الله محمد رسول الله). في 17 جمادى الأول 1351هـ انتهت رحلة استمرت اثنين وثلاثين عاما لتوحيد هذه البلاد. أرسى خلاله المؤسس - رحمة الله - قواعد هذا البنيان على هدي كتاب الله الكريم وسنة رسوله الأمين -صلى الله عليه وسلم-. قبل 91 عاما توحدت القلوب قبل أن تتوحد الحدود. توحدت المملكة على أسس متينة من العدل والمحبة والتلاحم وبسط الأمن، وبنيت على التكاتف والاتحاد والتعاون وخدمة الدين بروح الوسطية السمحة، والسعي الدائم والدؤوب نحو تحقيق التقدم والرخاء لأبنائها والمقيمين عليها. ومن بعده -رحمه الله- واصل الملوك سعود، وفيصل، وخالد، وفهد وعبدالله - رحمهم الله جميعا - قصة طويلة من البناء والتنمية وضعت بلادنا الغالية على قائمة أهم عشرين دولة على مستوى العالم.

واليوم نشهد تحت قيادة سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله- تحولا ملموسا تقوده رؤية طموحة نحو مستقبل حيوي واعد عنوانه العمل والمثابرة لتحقيق التطلعات والأحلام التي زرعها فينا أمير الشغف والهمة العالية ولي العهد الأمير محمد بن سلمان - حفظه الله -. اليوم.. المملكة بمكانتها الكبيرة والمرموقة على الساحة الإقليمية والعالمية تشكل لبنة مهمة في تحقيق الاستقرار اقتصاديا وسياسيا وأمنيا.

قصص النجاح دائما ما تبدأ برؤية. ورؤيتنا أصبحت واقعا ملموسا. أصبحت المملكة اليوم تستثمر بشغف في الصناعات الحديثة، والتقنية والطاقة المتجددة والصناعات الذكية وصناعة السيارات والمحركات الكهربائية بالإضافة إلى تعزيز نمو الصناعات الحالية في البتروكيماويات ودعم السياحة المحلية والترفيه وتجديد المواقع التاريخية، والاستمرار في تحسن بيئة الأعمال، ونقل التكنولوجيا، وتوظيف وتدريب القوى البشرية الوطنية. إن ما تحقق من إنجازات على كافة الأصعدة هو في الحقيقة ثمرة من ثمار وحدة الكلمة وحدة الصف التي حبانا بها الله. فالقيادة حريصة على رخاء وأمن الشعب وقابلها الشعب بالولاء والمحبة واللحمة منقطعة النظير.

مرت بلادنا بأزمات مختلفة وكبيرة، ولم تزدها إلا قوة وثباتا ووحدة صف. إن أعمار الدول لا تقاس بالزمن، بل تقاس بحجم الإنجاز والتحديات. إن الإنجازات التي تحققت خلال 91 عاما تساوي بل وتتعدى ما قامت بعض الدول في تحقيقه في مئات السنين والعقود. نستقبل اليوم الوطني 91 ونحن أكثر انفتاحا على العالم وقد حققت مملكتنا نجاحات كبيرة في شراكاتها العالمية، وصنعت تحالفات قوية قادرة على دعم منظومة الاقتصاد الوطني. يا لها من فرحة كبيرة ونحن خلال احتفالنا باليوم الوطني، نستذكر تحول مملكتنا من الشتات إلى الوحدة، ومن الحياة البسيطة إلى حياة رقمية تجعلها واحدة من أكثر دول العالم جذبا، ومحورا للعالم الإسلامي، ومصدرا لصناعة القرار، بفضل الإرادة القوية الحازمة لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده الأمير محمد بن سلمان -حفظهما الله-.

إن المؤشرات التي تصدر من الهيئات والمنظمات الدولية تؤكد أننا نسير في الاتجاه الصحيح، فقد قفزت المملكة قفزات نوعية للوصول إلى مجتمع معلوماتي واقتصاد معرفي ورقمي. بالإضافة لتحقيق معدلات عالية ومتقدمة في مؤشرات رفاهية المواطن والمقيم وتسهيل أمور حياتهم المعيشية. إن من حق المواطنين الاعتزاز بوطنهم؛ لأنه حقق ما لم يحققه بلد في العالم من تحكيم لكتاب الله وسنة نبيه -صلى الله عليه وسلم- والتمسك بعقيدة التوحيد، كما حقق التطور العلمي والحضاري والتقني والاجتماعي في وقت قياسي.

قبل 91 عاما وضع الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن اللبنة الأولى في رؤية تهدف لتحويل شبه الجزيرة العربية إلى مملكة الإنسانية ومكانا جاذبا لكل دول العالم. ونحن اليوم نقطف أولى ثمار رؤية 2030 التي يرعاها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز -حفظهما الله-.

وأخيرا وفي يومنا الوطني، نهنئ سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، والشعب السعودي وكل محب ومقيم على أرض بلادنا بهذه الذكرى المجيدة، والحمد لله رب العالمين على تتابع النعم.

smalanzi@