المغاربة يوجهون الصفعة الأخيرة للإخوان
هزيمة مذلة للعدالة والتنمية في الانتخابات التشريعية تسقط آخر معاقل الشبكة يوسف: الشعب المغربي أغلق القوس على الربيع الإخواني الذي فتحته مصر مدن: الفساد وسوء الإدارة وتغييب الكفاءات الوطنية وراء الهزيمة المدوية شلقم: ضربة عقابية ثقيلة للحزب الذي قاد الحكومة على مدى عقد كامل
السبت / 4 / صفر / 1443 هـ - 20:33 - السبت 11 سبتمبر 2021 20:33
وجه الشعب المغربي صفعة جديدة لجماعة الإخوان، تمثلت في هزيمة حزب العدالة والتنمية في الانتخابات التشريعية، وهو ما وصفه البعض بسقوط آخر معاقل الشبكة المنتشرة في كثير من الدول العربية.
وعد محللون أن المغاربة أغلقوا القوس على الربيع الإخواني، بسبب ضلوعهم في الفساد وسوء الإدارة وتغييب الكفاءات الوطنية عن مواقع الإدارة، وتمكينهم لمناصريهم وأعضائهم من الاستيلاء على المناصب والمكاسب.
وتوقع المراقبون أن يسهم السقوط المدوي للحزب المنتمي للإخوان في انتعاشة قريبة للدولة المغربية، بعد تكليف زعيم حزب التجمع الوطني للأحرار عزيز أخنوش بتشكيل الحكومة، في أعقاب فوز حزبه في الانتخابات، وفقا لموقع (24) الإماراتي.
أغلقوا القوس
وأكد محلل صحيفة «العرب» اللندنية فاروق يوسف، أنه حين هُزم حزب العدالة والتنمية المغربي في الانتخابات التشريعية بطريقة تنطوي على قدر من الإذلال الذي مارسه الشعب في حق الحزب الحاكم فإن القوس الذي فتحته مصر أغلقه المغرب، لقد انتهى ربيع الإسلاميين أو ما سُمي بالربيع العربي.
وأضاف الكاتب العراقي «كانت تجربة الإخوان في حكم المغرب فاشلة على جميع الأصعدة، ولولا أن الدستور كان صارما في مراقبة الصلاحيات، ولولا أن الدولة المغربية كانت أكثر صلابة من أن تُخترق لكانت نتائج حكم الإخوان كارثية، فهي المرحلة التي هي أكثر فسادا في تاريخ المغرب السياسي»، مشيرا إلى أن المغاربة أغلقوا القوس على الربيع الإخواني. وختم مقاله بالسؤال «ألا يعني ما جرى أن هزيمة الإخوان هي هزيمة لمشروع غربي قديم؟».
هزيمة مدوية
ورأى الكاتب بصحيفة «الخليج» الإماراتية الدكتور الكاتب الدكتور حسن مدن، أن ما جرى لـ»العدالة والتنمية» المغربي، يعيد إلى الصدارة النقاش حول سعة المسافة بين أداء أي قوة سياسية واجتماعية في أي مكان، حين تنتقل من موقع المعارضة إلى إدارة الحكم في البلدان التي يقوم نظامها السياسي على تداول السلطة عبر آلية الانتخابات، أو حتى في البلدان التي تصل فيها إلى الحكم قوى معارضة عبر انقلابات أو ثورات، ليفاجأ الناس بأن أداءها في إدارة أمور البلد المعني لا يقل سوءا عن أداء الحكومات التي كانت محل نقدها ومعارضتها؛ بل إن التجربة تشير، في الكثير من الحالات إلى أنه يكون أسوأ بكثير، مما يجعل الناس تترحم على ما أصبح ماضيا على الرغم من مساوئه.
وأضاف أن وصف نتائج الانتخابات في المغرب وهزيمة الحزب الإخواني هزيمة مدوية «لن يكون من الممكن قراءتها خارج سياق مآلات تجارب الإسلام السياسي في الحكم، وهي ماثلة أمامنا الواحدة تلو الأخرى في السودان وتونس ومصر وأخيرا المغرب، وحتى في البلدان التي ما زال هذا التيار في السلطة فيها، فإنه محل معارضة شعبية واسعة، بسبب الفساد وسوء الإدارة وتغييب الكفاءات الوطنية عن مواقع الإدارة في الدولة، وتمكين مناصريه وأعضائه غير الأكفاء في الأغلب الأعم منها».
ضربة عقابية
وعد المحلل السياسي عبدالرحمن شلقم، «أن الثامن من سبتمبر 2021، يوم كتب فيه الشعب المغربي على أوراق الاقتراع في الانتخابات التشريعية، عنوانا بارزا لمرحلة جديدة من عمره السياسي. زلزال هز به المواطن المغربي بنية الأحزاب السياسية التي تنافست في الانتخابات، وأعاد تشكيل القوى الحزبية بإرادته الفريدة».
وأضاف أن ما لحق بـ»حزب العدالة والتنمية» من هزيمة كاسحة، كان ضربة عقابية ثقيلة من الشعب المغربي للحزب الذي قاد الحكومة على مدى عقد كامل، لقد عبر المغاربة عن رفضهم لما أقدمت عليه الحكومة.
وتابع «لقد أصبحت المملكة المغربية دولة دستورية برلمانية، وتمأسست هويتها السياسية وترسخت، بمعنى أنها بلغت سن الرشد الديمقراطي الذي تكرست به قواعد التداول على إدارة الدولة، عبر انتخابات تشريعية، وتصبح الحكومة مجلس إدارة الدولة الذي يعمل من أجل تحقيق ما يصبو إليه الناخب، لم يعد الحكم يحتكره حزب واحد أو مجموعة من الأحزاب تجلس على كرسي السلطة إلى مدى مفتوح، تستخدم من أجله قدراتها المالية وتوظف المصالح الإدارية والزبونية. نتائج الانتخابات التشريعية أكدت أن مرحلة الشعارات والآيديولوجيا، قد تهاوت وأصبح البرنامج الانتخابي الذي يتفاعل مع ما يريده الناس هو الفيصل الذي يحدد من يحكم على مدى السنوات الخمس القادمة».
سن الرشد
وأوضح الكاتب أن «المغرب اجتاز مراحل امتحان حقيقية في مسيرته نحو الديمقراطية، كان الملك محمد السادس هو المهندس الذي وضع الأرجام على الطريق بنصوص الدستور، وتفاعل الشعب بوعي موضوعي تجاوز الجهوية والعشائرية، وكان الشباب من الجنسين هم الأكثر حرصا على المشاركة في هذا العرس الديمقراطي، الذي أجمع المراقبون المحليون والأجانب على نزاهته».
وختم مقاله قائلا «بلا شك فإن المغرب أكدت بلوغها سن الرشد الديمقراطي بهذه النتائج التي قال من خلالها المغاربة إن الحساب ينتظر كل من تولى إدارة شؤون البلاد ومراقبة إنجازاته وإخفاقاته ومعاقبة من يخفق في تحقيق الأهداف الوطنية، وأكدت نتائج هذه الجولة الانتخابية تهافت الشعار بكل شحناته وتوجه الناس نحو ما يكتب على الأرض بحروف الفعل في كل المجالات، ويبقى المكسب الأكبر للشعب المغربي هو تأكيد بلوغه سن الرشد السياسي بترسيخ الديمقراطية».
وعد محللون أن المغاربة أغلقوا القوس على الربيع الإخواني، بسبب ضلوعهم في الفساد وسوء الإدارة وتغييب الكفاءات الوطنية عن مواقع الإدارة، وتمكينهم لمناصريهم وأعضائهم من الاستيلاء على المناصب والمكاسب.
وتوقع المراقبون أن يسهم السقوط المدوي للحزب المنتمي للإخوان في انتعاشة قريبة للدولة المغربية، بعد تكليف زعيم حزب التجمع الوطني للأحرار عزيز أخنوش بتشكيل الحكومة، في أعقاب فوز حزبه في الانتخابات، وفقا لموقع (24) الإماراتي.
أغلقوا القوس
وأكد محلل صحيفة «العرب» اللندنية فاروق يوسف، أنه حين هُزم حزب العدالة والتنمية المغربي في الانتخابات التشريعية بطريقة تنطوي على قدر من الإذلال الذي مارسه الشعب في حق الحزب الحاكم فإن القوس الذي فتحته مصر أغلقه المغرب، لقد انتهى ربيع الإسلاميين أو ما سُمي بالربيع العربي.
وأضاف الكاتب العراقي «كانت تجربة الإخوان في حكم المغرب فاشلة على جميع الأصعدة، ولولا أن الدستور كان صارما في مراقبة الصلاحيات، ولولا أن الدولة المغربية كانت أكثر صلابة من أن تُخترق لكانت نتائج حكم الإخوان كارثية، فهي المرحلة التي هي أكثر فسادا في تاريخ المغرب السياسي»، مشيرا إلى أن المغاربة أغلقوا القوس على الربيع الإخواني. وختم مقاله بالسؤال «ألا يعني ما جرى أن هزيمة الإخوان هي هزيمة لمشروع غربي قديم؟».
هزيمة مدوية
ورأى الكاتب بصحيفة «الخليج» الإماراتية الدكتور الكاتب الدكتور حسن مدن، أن ما جرى لـ»العدالة والتنمية» المغربي، يعيد إلى الصدارة النقاش حول سعة المسافة بين أداء أي قوة سياسية واجتماعية في أي مكان، حين تنتقل من موقع المعارضة إلى إدارة الحكم في البلدان التي يقوم نظامها السياسي على تداول السلطة عبر آلية الانتخابات، أو حتى في البلدان التي تصل فيها إلى الحكم قوى معارضة عبر انقلابات أو ثورات، ليفاجأ الناس بأن أداءها في إدارة أمور البلد المعني لا يقل سوءا عن أداء الحكومات التي كانت محل نقدها ومعارضتها؛ بل إن التجربة تشير، في الكثير من الحالات إلى أنه يكون أسوأ بكثير، مما يجعل الناس تترحم على ما أصبح ماضيا على الرغم من مساوئه.
وأضاف أن وصف نتائج الانتخابات في المغرب وهزيمة الحزب الإخواني هزيمة مدوية «لن يكون من الممكن قراءتها خارج سياق مآلات تجارب الإسلام السياسي في الحكم، وهي ماثلة أمامنا الواحدة تلو الأخرى في السودان وتونس ومصر وأخيرا المغرب، وحتى في البلدان التي ما زال هذا التيار في السلطة فيها، فإنه محل معارضة شعبية واسعة، بسبب الفساد وسوء الإدارة وتغييب الكفاءات الوطنية عن مواقع الإدارة في الدولة، وتمكين مناصريه وأعضائه غير الأكفاء في الأغلب الأعم منها».
ضربة عقابية
وعد المحلل السياسي عبدالرحمن شلقم، «أن الثامن من سبتمبر 2021، يوم كتب فيه الشعب المغربي على أوراق الاقتراع في الانتخابات التشريعية، عنوانا بارزا لمرحلة جديدة من عمره السياسي. زلزال هز به المواطن المغربي بنية الأحزاب السياسية التي تنافست في الانتخابات، وأعاد تشكيل القوى الحزبية بإرادته الفريدة».
وأضاف أن ما لحق بـ»حزب العدالة والتنمية» من هزيمة كاسحة، كان ضربة عقابية ثقيلة من الشعب المغربي للحزب الذي قاد الحكومة على مدى عقد كامل، لقد عبر المغاربة عن رفضهم لما أقدمت عليه الحكومة.
وتابع «لقد أصبحت المملكة المغربية دولة دستورية برلمانية، وتمأسست هويتها السياسية وترسخت، بمعنى أنها بلغت سن الرشد الديمقراطي الذي تكرست به قواعد التداول على إدارة الدولة، عبر انتخابات تشريعية، وتصبح الحكومة مجلس إدارة الدولة الذي يعمل من أجل تحقيق ما يصبو إليه الناخب، لم يعد الحكم يحتكره حزب واحد أو مجموعة من الأحزاب تجلس على كرسي السلطة إلى مدى مفتوح، تستخدم من أجله قدراتها المالية وتوظف المصالح الإدارية والزبونية. نتائج الانتخابات التشريعية أكدت أن مرحلة الشعارات والآيديولوجيا، قد تهاوت وأصبح البرنامج الانتخابي الذي يتفاعل مع ما يريده الناس هو الفيصل الذي يحدد من يحكم على مدى السنوات الخمس القادمة».
سن الرشد
وأوضح الكاتب أن «المغرب اجتاز مراحل امتحان حقيقية في مسيرته نحو الديمقراطية، كان الملك محمد السادس هو المهندس الذي وضع الأرجام على الطريق بنصوص الدستور، وتفاعل الشعب بوعي موضوعي تجاوز الجهوية والعشائرية، وكان الشباب من الجنسين هم الأكثر حرصا على المشاركة في هذا العرس الديمقراطي، الذي أجمع المراقبون المحليون والأجانب على نزاهته».
وختم مقاله قائلا «بلا شك فإن المغرب أكدت بلوغها سن الرشد الديمقراطي بهذه النتائج التي قال من خلالها المغاربة إن الحساب ينتظر كل من تولى إدارة شؤون البلاد ومراقبة إنجازاته وإخفاقاته ومعاقبة من يخفق في تحقيق الأهداف الوطنية، وأكدت نتائج هذه الجولة الانتخابية تهافت الشعار بكل شحناته وتوجه الناس نحو ما يكتب على الأرض بحروف الفعل في كل المجالات، ويبقى المكسب الأكبر للشعب المغربي هو تأكيد بلوغه سن الرشد السياسي بترسيخ الديمقراطية».