العالم

غضب شعبي عربي يلاحق الإخوان

ركبوا موجة (الخريف العربي) فلفظهم الشارع وافتضح أمرهم الإفتاء المصرية: جميع التنظيمات الإرهابية تولد من رحم الإخوان حميد: إخوان ليبيا استغلوا الفوضى العارمة وباتوا الأكثر خطرا التونسيون يطالبون بغلق فرعهم ووقف فسادهم وملاحقة الغنوشي

تونسية ترفض حكم الإخوان (مكة)
فيما توارت تنظيمات الإخوان في عدد كبير من الدول العربية، تعيش حركة النهضة التونسية التي تحمل لواء التنظيم صراعات داخلية قد تعجل بنهايتها، بعدما نجح الرئيس قيس سعيد في توجيه ضربة قوية لقواعدها بحل حكومتها وتعطيل البرلمان الذي تتمتع بأغلبيته.

ويرى مراقبون أن الإخوان الذين ركبوا موجة (الخريف العربي) قبل سنوات، وحاولوا الاستفادة من الثورات التي جرت في عدد من الدول، عادوا ليكتوا بنيرانها ويدفعوا الثمن غاليا بعد أن لفظهم الشارع، وافتضح أمرهم.

وفي تعبير عن الرفض الشعبي للإخوان، طالب التونسيون الرئيس قيس سعيد بإغلاق فرع اتحاد العلماء المسلمين الذي وصفوه بـ «وكر الإرهاب»، بينما أكدت دار الإفتاء المصرية مجددا أن كل الجماعات المتطرفة خرجت من رحم الإخوان.

وكر الإرهاب

وصعد التونسيون مطالبهم للرئيس التونسي قيس سعيد، بغلق فرع اتحاد العلماء المسلمين، وعدوه «وكر الإرهاب»، وقالوا إن مثل هذه الجمعيات الإخوانية تهدد المكتسبات ومدنية الدولة التونسية.. وفقا لصحيفة «إندبندنت عربية».

وأوضح الموقع، أن رئيسة الحزب الدستوري الحر عبير موسى، دعت إلى اتخاذ قرار رئاسي فوري لإغلاق المقر، مهددة بالتصعيد ومواصلة النضال حتى تقديم ملفات مقر القرضاوي إلى القضاء، وإلى اللجنة الوطنية لمكافحة الإرهاب ولجنة التحاليل المالية، وتتبع مسالك تمويله الأجنبية التي تخالف قانون الجمعيات في تونس. وأشار الموقع إلى أن موسى لم تخف قلقها من»السموم» التي يبثها اتحاد العلماء المسلمين والجمعيات التي يمولها في تونس بأموال أجنبية، والتي قد تنسف ما بنته الدولة المدنية التونسية منذ عهد الراحل الزعيم بورقيبة. وقالت النائب المستقلة مريم اللغماني، إنهم «ينادون بغلق المقر الذي يبث سمومه في المجتمع التونسي، والذي جاء بثقافة مخالفة للدستور التونسي، وغريبة على الثقافة التونسية التي ترتكز على مدنية الدولة».

رحم التطرف

وقالت دار الإفتاء المصرية إن العلاقة وطيدة بين جماعة الإخوان والتنظيمات الإرهابية كافة، التي خرجت جميعها من رحم الإخوان.

وأشار مفتي مصر الدكتور شوقي علام إلى أن «الإخوان تنظيم متجذر في العنف من أول عهده، وهذا ثابت بالوثائق، فقضية السلمية واللاعنف غير موجودة لدى هذا التنظيم الذي مارس الإرهاب».

وأشار المفتي إلى الدليل المرجعي لمواجهة ومكافحة التطرف الذي وضعته دار الإفتاء المصرية، لدراسة «الحالة الداعشية فضلا عن الواقع المصري الذي أعقب حكم الإخوان، مؤكدا أن هناك صلات متشابكة بين التنظيمات المتطرفة مثل تنظيم داعش، وجميع أفكار كتبهم، ما يدل على وجود رابط قوي.

وأشار إلى أن «تنظيم داعش الإرهابي مثل خطورة كبيرة على الإسلام منذ ظهوره، وهو الأمر الذي جعلنا نستشعر هذا الخطر الذي طال تشويهه صورة الإسلام في العالم، فضلا عن مناقضة التنظيم الإرهابي لرسالة الإسلام، والقراءة الخاطئة للمسلك النبوي، إلى جانب تنصيب أنفسهم دولة رغم أنهم ضد نظام الدولة، وفي النهاية قضية الحاكمية والتكفير، وهي أدوات داعش» في إشارة إلى المفردات المحورية التي يقوم عليها تنظيم الإخوان وعمله.

ميليشيات عسكرية

وتساءل الكاتب سالم حميد عبر موقع «218» الليبي: أين وصلت مخططات جماعة الإخوان بعد مضي ما يقارب القرن على التأسيس؟

وأجاب قائلا «مرت الجماعة بمد وجذر، صعود وهبوط، لتكشف أوراقها كاملة في السنوات الأخيرة وتتعرى أمام الشارع العربي، ولتكتب نهايتها في أكثر من بلد، حيث إن كل ما تشدقت به ليس سوى أوهام بغية تحقيق الهدف الوحيد وهو الوصول للسلطة واحتكارها وإقامة دول إخوانية».

وأضاف «يختلف نفوذ ونشاط الجماعة من بلد إلى آخر، مع العلم أن ولاء الجماعة ليس للأوطان، فهي تؤمن بأنها كيان عابر للجغرافيا، ومن المعروف أن نشاط الجماعة يعتمد على نفوذها وقدرتها على تخطي دولها، وحاولت في بعض الدول أن تنضم لأحزاب سياسية، وفي دول أخرى كونت ميليشيات عسكرية أو لجأت للإرهاب والعنف بغية تحقيق غايتها، لكن حاليا وبعد مضي قرن من الزمن فإن وضع الجماعة في الحضيض، وهي تضمحل أو تكاد في كثير من الدول».

فضح مخططاتها

وأشار الكاتب إلى أن وصول التنظيم إلى السلطة في مصر أدى إلى كشفها أمام الشارع وفضح مخططاتها، وكذلك حدث في السودان، حيث تم عزل الرئيس السابق عمر البشير، أما بالنسبة للإخوان الهاربين إلى تركيا فبدؤوا المرحلة الثانية من هروبهم، وهذه المرة يبحثون عن بديل لتركيا التي لفظتهم هي الأخرى بعد التقارب بينها وبين مصر.

وأضاف «في تونس أصبحت نهاية الإخوان قريبة لكن بطريقة أخرى، حيث كان لقرار سعيد دور مهم في مجابهة الإخوان، ومنعهم من العبث بالدولة التونسية».

انهيار التنظيم

ومع اختفاء التنظيم وانهياره في عدد من الدول، بدأ الركن الأخير الممثل في حركة النهضة يتهاوى في تونس، وقالت صحيفة «العرب» اللندنية إن الحركة تعرف نقاشات حادة داخل وخارج مؤسسات الحركة، محورها العام نهاية الغنوشي سياسيا ومطالبته بالاستقالة في أقرب وقت، لمنع انهيار الحركة، خاصة بعد أن حسمت الرئاسة التونسية الأمر قائلة إنه «لا حوار ولا تواصل مع الغنوشي».

ورغم محاولات التكتم الشديدة على الخلافات في السنوات الماضية، إلا أن المصادر «تقول إن الوضعية مناسبة سياسيا ونفسيا داخل الحركة لمحاسبة الغنوشي على سياسته وتفكيك الغموض الذي يحيط بعلاقاته الخارجية، وطريقة تدبير الأموال التي يسير بها دواليب النهضة، والتي تجعله صاحب القرار الأول والوحيد خلال السنوات الماضية».

ويقول المراقبون إن إقصاء الغنوشي، لا يعني أن المطالبين بإقالته، مستعدون للتخلي عن النهج الإخواني للحركة «وأن التنازلات التي يمكن أن يقدمها أي طرف لا يمكن بأي حال أن تقود إلى تغييرات جذرية، فالحركة ستظل حركة إسلامية ذات تشابكات خارجية، كما أن محاولات تونستها ستظل محدودة».

كيف هزم الإخوان؟
  • ثورة شعبية ضد حكم محمد مرسي وإبعادهم في مصر
  • عزل الرئيس عمر البشير في السودان بعد احتجاجات شعبية
  • ملاحقة عناصر الإخوان في تركيا وعدد من دول العالم
  • اقتراب نهاية حركة النهضة التي تمثلهم في تونس
  • التصدي بحزم لعبث الإخوان في دول الخليج
  • مواجهة التنظيمات الإخوانية في الأردن ودول الشام