العالم

برلمان إيران يعترف بفضائح سجن إيفين

قاليباف: الخبراء أكدوا وقوع انتهاكات صارخة بحق المعتقلين شجاع: لجنة تحققت من مقاطع الفيديو المسربة والانتهاكات المريرة نوروزي يعدها صناعة يهودية لصرف النظر عن أحداث طالبان مقاطع جديدة تكشف عن حجم المعاناة وعدم احترام إنسانية نزلاء السجن

صور من داخل سجن إيفين (مكة)
أقر رئيس البرلمان الإيراني محمد باقر قاليباف بوقوع انتهاكات جسيمة في حق المعتقلين بسجن إيفين شمال طهران.

وقال في تصريحات صحفية في طهران، إنه «تمت إعادة النظر في جميع الفيديوهات المتعلقة بسجن إيفين بحضور أعضاء مجلس النواب، وخبراء من القضاء والنيابة العامة والمسؤولين المعنيين، وثبت وقوع انتهاكات في حق المعتقلين ويجب التعامل مع مرتكبيها»، وأضاف «تم عقد اجتماع لمراجعة أبعاد الانتهاكات في سجن إيفين بعد زيارة نواب البرلمان للسجن»، مشددا على ضرورة التعامل مع الجناة.

وأثارت تسريبات سجن إيفين فضائح دولية كبيرة لإيران، حيث أظهرت الصور سجناء فاقدي الوعي على الأرض، وضباطا يسحبونهم على الأرض، وسجناء يحاولون الانتحار، كما تظهر الصور المعاملة العنيفة للسجناء، ولامبالاة المسؤولين.

ويعد سجن إيفين سيئ السمعة أشهر سجون إيران، ويستوعب عددا كبيرا من السجناء السياسيين في أجنحة مختلفة، وقد وردت أنباء عديدة عن التعذيب في هذا السجن، كما تخضع بعض أجنحة هذا السجن لإشراف الأجهزة الأمنية.

وقائع التعذيب

ولا يعد اعتراف رئيس البرلمان الإيراني بفضائح سجن إيفين الأول من نوعه، فقبله بساعات وصف مسؤول بالبرلمان الإيراني، بأنه تم التثبت من وقائع التعذيب في سجن إيفين سيئ السمعة في طهران.. وفقا لـ»العين الإخبارية» الإماراتية.

وأكد حسن شجاع، رئيس «لجنة المادة 90» التابعة للبرلمان الإيراني، أن اللجنة حققت في مقاطع الفيديو المسربة من سجن إيفين شمال طهران، وجرى التثبت من تلك الانتهاكات المريرة التي ارتكبت بحق المعتقلين.

وتابع «شجاع» في تصريحات صحفية، أن «مقاطع الفيديو التي تم تسريبها من داخل سجن إيفين مريرة ومؤسفة للغاية، وقمنا بمراجعة الأفلام في اللجنة البرلمانية بعناية قبل إجراء هذا التفتيش»، وأضاف «بعد مراجعة تلك المقاطع المسربة من سجن إيفين ثبت أنها صحيحة وقد حدثت ضد المعتقلين وهي مريرة ومؤسفة للغاية».

ولجنة «المادة 90» البرلمانية هي مكلفة بموجب الدستور الإيراني بالتصدي للشكاوى الخاصة بانتهاكات الدستور التي ترتكبها سلطات الحكم الثلاث.

16 مقطعا

وفور نشر الصور، رد محمد مهدي حاج محمدي، رئيس منظمة السجون بالاعتذار للمرشد علي خامنئي وللشعب الإيراني، ووصف ما يجري بـ»غير مقبول»، إلا أن محمد مصدق، النائب الأول لرئيس القضاء، زعم أن الصور تم التلاعب فيها.

وقالت منظمة العفو الدولية في بيان، إن تحليل 16 مقطع فيديو تم تسريبها من سجن إيفين بطهران، يقدم أدلة مروعة على الضرب والتحرش الجنسي والإهمال المتعمد وسوء المعاملة للسجناء الذين يحتاجون للعلاج.

وأعرب عن قلقه إزاء الاكتظاظ في السجون الجماعية والظروف الوحشية واللاإنسانية في الحبس الانفرادي.

وكانت مجموعة تدعى «عدالة علي» الإيرانية المعارضة تمكنت من اختراق كاميرات المراقبة الأمنية المغلقة في سجن إيفين، ونشرت صورا غير مسبوقة عن الانتهاكات التي تقع داخل السجن.

صناعة يهودية

وكان النائب الأول لرئيس السلطة القضائية الإيرانية، محمد مصدق، ذكر في حديث للتلفزيون الإيراني، أن «بعض مقاطع الفيديو الخاصة بسجن إيفين تم تحريرها ولا علاقة لها بالسجن».

وزعم نائب رئيس اللجنة القانونية والقضائية في البرلمان الإيراني، حسن نوروزي، أن « مقاطع الفيديو التي تتحدث عن إساءة معاملة السجناء في سجن إيفين هي «صناعة صهيونية» لصرف انتباه الناس عن «هزيمة أمريكا على طالبان».

وأضاف النائب نوروزي أن الفيديوهات التي تم الإفراج عنها هي «ابتزاز» وأنه لم يكن هناك تعذيب في السجون الإيرانية.

وأظهرت صور ومقاطع فيديو حجم المعاناة وسوء الأوضاع للمعتقلين داخل سجن إيفين شمال طهران، وأوضحت الصور الجديدة مجموعة من نزلاء سجن إيفين وهم ينامون جنبا إلى جنب، دون مراعاة التباعد الاجتماعي في ظل تفشي فيروس كورونا المستجد في إيران.

تفتيش السجون

وتظهر مقاطع الفيديو «عددا كبيرا من السجناء وهم يشغلون مساحة صغيرة وغير قياسية ويستغلونها من أجل النوم»، وفي مقطع فيديو آخر للمجموعة التي اخترقت كاميرات المراقبة في سجن إيفين قبل ثلاثة أيام، يظهر سجين داخل مصلى السجن ويبدو أنه مريض وفقد وعيه، فيما يقوم زملاؤه بنقله بعد أن لقي حتفه.

وكانت مجموعة «عدالة علي» تعهدت بالكشف عن المزيد من الوثائق ومقاطع الفيديو والصور من داخل سجن إيفين، بعد أن نشرت مقاطع تظهر تعذيب وسوء معاملة السجناء في هذا السجن، ما حرك ردود فعل دولية غاضبة.

وطالبت منظمة العفو الدولية، السلطات الإيرانية بالسماح بتفتيش مستقل للسجون.