العالم

تلون الإخوان يقلب الأوضاع في تونس

الغنوشي يتراجع ويعلن دعم حركته للرئيس

راشد الغنوشي (مكة)
تسبب تلون جماعة الإخوان الإرهابية في حالة من الدهشة داخل تونس، بعدما تراجع زعيم حركة النهضة التونسية راشد الغنوشي، عن موقفه من الرئيس قيس سعيد، معلنا دعم الحركة للرئيس التونسي.

وفي رد فعل مفاجئ وبعد النصر الكبير الذي حققه الرئيس التونسي في إبعاد الجماعة القمعية، قال الغنوشي في تصريحات إعلامية «سندعم الرئيس قيس سعيد، ونعمل على إنجاحه بما يقتضي ذلك من استعداد للتضحيات من أجل الحفاظ على استقرار البلاد واستمرار الديمقراطية»، وأضاف «ننتظر خارطة الطريق للرئيس ولا حل إلا بحوار تحت إشرافه».

وتابع «تلقينا رسالة شعبنا وحركة النهضة منفتحة على المراجعة الجذرية لسياساتها»، وتوقع أن يتفاعل البرلمان «إيجابيا» مع الحكومة التي سيقترحها الرئيس.

وهاجمت حركة النهضة الإخوانية في الفترة الماضية رئيس الدولة قيس سعيد، وطلبت منه التراجع عن القرارات التي اتخذها والتي زعمت بأنها «غير دستورية وتمثل انقلابا على الدستور».

وعاشت الحركة أزمة غير مسبوقة منذ إعلان الرئيس قيس سعيد عن قرارات تجميد البرلمان وتجريد أعضائه من الحصانة وإقالة الحكومة، بسبب التباين في المواقف بين من يدعو إلى القبول بقرارات سعيد والتعامل معها ومن يطالب باعتبارها انقلابا، وذلك على وقع انشقاق داخل الحركة نفسها قد يقود إلى تفككها، بحسب مراقبين.

وشهدت الفترة الماضية ردود فعل لافتة، حيث حذفت صفحة حركة النهضة على موقع «فيس بوك»، تصريحا منسوبا إلى رئيس الحركة راشد الغنوشي، قال فيه «إنه يجب تحويل القرارات الاستثنائية التي اتخذها الرئيس إلى فرصة للإصلاح، وأن تكون مرحلة من مراحل الانتقال الديمقراطي»، وذلك في تحول مثير لموقف الغنوشي الذي كان من أبرز المعارضين لهذه القرارات.

وقرر الرئيس التونسي في 25 يوليو الماضي، تجميد كافة اختصاصات البرلمان لمدة شهر وتجريد أعضائه من الحصانة وإقالة الحكومة التي يقودها هشام المشيشي، مقابل توليه رئاسة السلطة التنفيذية والنيابة العامة، استنادا إلى الفصل 80 من الدستور، وهو ما اعتبره رئيس البرلمان وزعيم حركة النهضة راشد الغنوشي «انقلابا على الدستور والثورة».