إنهاء بذخ الزواج أهم من السياسة بالصين
الرئيس يتعهد بمراسم زفاف جماعية للقضاء على الطقوس باهظة النفقات مهر العروس يشمل مجوهرات وحيوانات ومزارع وأموالا نقدية 30 ألف دولار وأكثر مطلب أسرة العروس للتخلي عن ابنتها 15 مدينة ومنطقة تشهد خطة إصلاح شاملة لتقاليد الزفاف
الاحد / 29 / ذو الحجة / 1442 هـ - 19:41 - الاحد 8 أغسطس 2021 19:41
بات الاهتمام بوقف بذخ الزواج وإقامة حفلات عرس جماعية أهم لدى الرئيس الصيني وإدارته من السياسة والحروب الكلامية المشتعلة ليل نهار مع الولايات المتحدة الأمريكية، حيث أعلنت بكين أخيرا عن تجربة رائدة تمتد 3 سنوات من أجل «إصلاح تقاليد الزواج» والتصدي للتكاليف الباهظة التي أدت إلى تراجع معدل الزيجات، وانخفاض معدل المواليد.
وتستعد ثنائيات المخطوبين والمخطوبات في مدينة تشونجتشينج، إحدى أكبر مدن الصين، للمشاركة في حفل زفاف جماعي ترعاه الحكومة، في إطار التجربة، وقد تصبح مظاهر البذخ - وبعض تقاليد الزواج القديمة - أمرا مستهجنا، على المستوى الرسمي.
ويرى الكثيرون أن الهدف من الإصلاح هو القضاء على التكاليف الباهظة والتقاليد التي تسهم في تراجع معدلات الزواج والمواليد في البلاد، بحسب تقرير للكاتب الصحفي، آدام مينتر، نشرته وكالة أنباء بلومبيرج.
مهر العروس
ويقول مينتر إن المسؤولين في الصين يأملون في أن تساعد هذه الإصلاحات على المدى الطويل، في وقف التراجع في عدد السكان الذي يلوح في الأفق، ويرى الكاتب أن هذا رهان تكتنفه الخطورة.
وعلى مدار عقود، سمحت الحكومة المركزية للأسر الصينية بتسيير شؤونها الشخصية، مع قليل من التدخل من جانبها، ووجود بعض الاستثناءات، ويرى الكاتب أن توسيع نطاق اللوائح الحكومية لتشمل تقاليد الزفاف، يمثل تحولا كبيرا، فبدلا من إحداث طفرة في عدد الأطفال، يرجح أن يؤدي ذلك إلى حالة من الاستياء.
ومن الناحية التاريخية، كان يتم ترتيب إجراءات الزواج من أجل أن تؤدي إلى أفضل ترابط ممكن بين الأسر، ولكفالة ترتيب الزواج، كان يتوقع أن تدفع عائلة العريس «مهرا للعروس» والذي قد يشمل أي شيء، من المجوهرات إلى الأموال النقدية، أو حيوانات المزارع.
تعويض الخسارة
وفي الظروف الأقل ثراء، كان الثمن يعد تعويضا لخسارة ما تقوم به الابنة من عمل، وكان ينظر إليه في أماكن أخرى، على أنه برهان على الإخلاص ووسيلة للربط بين الأسر، واستمر هذا التقليد بشكل مفتوح حتى خمسينات القرن الماضي، عندما حظرت الحكومة الشيوعية الجديدة الزواج القسري، ولكنه عاود الظهور مجددا، رغم ذلك، خلال الثمانينات، مع إعادة انفتاح السياسة والاقتصاد.
ويحابي القانون الصيني حقوق الملكية للرجال في حال حدوث طلاق، حيث يحمي «مهرالعروس» الزوجة وأسرتها حال فشل الزواج، وفي المجتمعات الريفية، حيث النساء نادرات نسبيا (بسبب الآثار المستمرة لسياسة التحكم في حياة السكان)، يزداد «مهر العروس» على نحو سريع، وفي بعض المناطق من المألوف أن تطلب أسرة ما 30 ألف دولار أو أكثر، لإحدى بناتها- وهو مبلغ من الممكن أن يقضي على مدخرات العريس وأسرته.
ولائم الزفاف
وغالبا ما يشار إلى «مهر العروس» كسبب رئيسي في تراجع معدل الزيجات في البلاد، ولكن هناك نفقات أخرى تؤثر أيضا بقوة، حيث إن الولائم التي تقام خلال حفلات الزفاف تشكل أحداثا رمزية ثرية، فهي لا تحتفي بالعريسين فحسب، ولكنها تسمح أيضا لأسرة الزوج بأن تبرهن على احترامها للضيوف والعلاقات معهم، ولكي تفعل الأسرة ذلك، هي غالبا تنفق ببذخ.
وعلى مستـوى الطمـوح والصعـود الاجتماعي، أسفر ذلك عن نوع من «سباق التسلح» في إقامة الولائم، وهو ما أسهم في ازدهار صناعة حفلات الزفاف، والتي يصل حجمها إلى نحو 130 مليار دولار).
خطة إصلاحوعلى مدار عقود، كانت السلطات على قناعة بأن تترك مثل هذه الأمور للعائلات، ولكن الأزمة الديموجرافية التي تلوح في الأفق في الصين - جنبا إلى جنب مع رغبة الرئيس الصيني تش جين بينج، في تخفيف الضغوط على الطبقة المتوسطة- في سبيلها إلى تغيير المعادلة.
وفي شهر أبريل الماضي، أعلنت الحكومة الصينية أن خطة إصلاح تقاليد الزفاف، ستبدأ في 15 مدينة ومنطقة، وترمي الخطة، ضمن أهداف أخرى، إلى خفض تكاليف الزواج والقضاء على الممارسات المبتذلة- التي لا تتفق مع «القيم الاجتماعية الأصيلة»- مثل المقالب التي يتعرض لها العريس ليلة الزفاف.
وكما هو الحال مع معظم القواعد الحكومية على المستوى الوطني، جرى ترك التفاصيل للحكومات المحلية، وأدى ذلك إلى فترة من الابتكار السريع لتقاليد الزفاف، مع محاولات رسمية للنصح بتوخي الاعتدال.
ندرة النساء
وفي إقليم شانكسي الريفي، حيث الندرة النسبية في النساء، تقوم لجنة من «قرويين رفيعي المستوى» بالضغط على الأسر لخفض « مهر العروس».
وفي ختام تقرير، يقول الكاتب مينتر إن هذه الجهود لن تنجح في إلغاء التقاليد التي تعود في بعض الحالات إلى آلاف السنين، والأهم من ذلك، أنه ليس من المرجح أن تثني النساء اللائي يؤجلن الزواج وإنجاب الأطفال من أجل حياتهم العملية.
وفي أحسن الأحوال، قد توصم الولائم بأنها مباهاة، ولكن المزيد من الجهود القوية من شأنه أن يدفع الطقوس باهظة التكلفة بعيدا عن العيون- إلى الدوائر الخاصة بالأسر الصينية التي تدافع عنها وترى أنها ملك لها.
ممر العشاق الصيني:
وتستعد ثنائيات المخطوبين والمخطوبات في مدينة تشونجتشينج، إحدى أكبر مدن الصين، للمشاركة في حفل زفاف جماعي ترعاه الحكومة، في إطار التجربة، وقد تصبح مظاهر البذخ - وبعض تقاليد الزواج القديمة - أمرا مستهجنا، على المستوى الرسمي.
ويرى الكثيرون أن الهدف من الإصلاح هو القضاء على التكاليف الباهظة والتقاليد التي تسهم في تراجع معدلات الزواج والمواليد في البلاد، بحسب تقرير للكاتب الصحفي، آدام مينتر، نشرته وكالة أنباء بلومبيرج.
مهر العروس
ويقول مينتر إن المسؤولين في الصين يأملون في أن تساعد هذه الإصلاحات على المدى الطويل، في وقف التراجع في عدد السكان الذي يلوح في الأفق، ويرى الكاتب أن هذا رهان تكتنفه الخطورة.
وعلى مدار عقود، سمحت الحكومة المركزية للأسر الصينية بتسيير شؤونها الشخصية، مع قليل من التدخل من جانبها، ووجود بعض الاستثناءات، ويرى الكاتب أن توسيع نطاق اللوائح الحكومية لتشمل تقاليد الزفاف، يمثل تحولا كبيرا، فبدلا من إحداث طفرة في عدد الأطفال، يرجح أن يؤدي ذلك إلى حالة من الاستياء.
ومن الناحية التاريخية، كان يتم ترتيب إجراءات الزواج من أجل أن تؤدي إلى أفضل ترابط ممكن بين الأسر، ولكفالة ترتيب الزواج، كان يتوقع أن تدفع عائلة العريس «مهرا للعروس» والذي قد يشمل أي شيء، من المجوهرات إلى الأموال النقدية، أو حيوانات المزارع.
تعويض الخسارة
وفي الظروف الأقل ثراء، كان الثمن يعد تعويضا لخسارة ما تقوم به الابنة من عمل، وكان ينظر إليه في أماكن أخرى، على أنه برهان على الإخلاص ووسيلة للربط بين الأسر، واستمر هذا التقليد بشكل مفتوح حتى خمسينات القرن الماضي، عندما حظرت الحكومة الشيوعية الجديدة الزواج القسري، ولكنه عاود الظهور مجددا، رغم ذلك، خلال الثمانينات، مع إعادة انفتاح السياسة والاقتصاد.
ويحابي القانون الصيني حقوق الملكية للرجال في حال حدوث طلاق، حيث يحمي «مهرالعروس» الزوجة وأسرتها حال فشل الزواج، وفي المجتمعات الريفية، حيث النساء نادرات نسبيا (بسبب الآثار المستمرة لسياسة التحكم في حياة السكان)، يزداد «مهر العروس» على نحو سريع، وفي بعض المناطق من المألوف أن تطلب أسرة ما 30 ألف دولار أو أكثر، لإحدى بناتها- وهو مبلغ من الممكن أن يقضي على مدخرات العريس وأسرته.
ولائم الزفاف
وغالبا ما يشار إلى «مهر العروس» كسبب رئيسي في تراجع معدل الزيجات في البلاد، ولكن هناك نفقات أخرى تؤثر أيضا بقوة، حيث إن الولائم التي تقام خلال حفلات الزفاف تشكل أحداثا رمزية ثرية، فهي لا تحتفي بالعريسين فحسب، ولكنها تسمح أيضا لأسرة الزوج بأن تبرهن على احترامها للضيوف والعلاقات معهم، ولكي تفعل الأسرة ذلك، هي غالبا تنفق ببذخ.
وعلى مستـوى الطمـوح والصعـود الاجتماعي، أسفر ذلك عن نوع من «سباق التسلح» في إقامة الولائم، وهو ما أسهم في ازدهار صناعة حفلات الزفاف، والتي يصل حجمها إلى نحو 130 مليار دولار).
خطة إصلاحوعلى مدار عقود، كانت السلطات على قناعة بأن تترك مثل هذه الأمور للعائلات، ولكن الأزمة الديموجرافية التي تلوح في الأفق في الصين - جنبا إلى جنب مع رغبة الرئيس الصيني تش جين بينج، في تخفيف الضغوط على الطبقة المتوسطة- في سبيلها إلى تغيير المعادلة.
وفي شهر أبريل الماضي، أعلنت الحكومة الصينية أن خطة إصلاح تقاليد الزفاف، ستبدأ في 15 مدينة ومنطقة، وترمي الخطة، ضمن أهداف أخرى، إلى خفض تكاليف الزواج والقضاء على الممارسات المبتذلة- التي لا تتفق مع «القيم الاجتماعية الأصيلة»- مثل المقالب التي يتعرض لها العريس ليلة الزفاف.
وكما هو الحال مع معظم القواعد الحكومية على المستوى الوطني، جرى ترك التفاصيل للحكومات المحلية، وأدى ذلك إلى فترة من الابتكار السريع لتقاليد الزفاف، مع محاولات رسمية للنصح بتوخي الاعتدال.
ندرة النساء
وفي إقليم شانكسي الريفي، حيث الندرة النسبية في النساء، تقوم لجنة من «قرويين رفيعي المستوى» بالضغط على الأسر لخفض « مهر العروس».
وفي ختام تقرير، يقول الكاتب مينتر إن هذه الجهود لن تنجح في إلغاء التقاليد التي تعود في بعض الحالات إلى آلاف السنين، والأهم من ذلك، أنه ليس من المرجح أن تثني النساء اللائي يؤجلن الزواج وإنجاب الأطفال من أجل حياتهم العملية.
وفي أحسن الأحوال، قد توصم الولائم بأنها مباهاة، ولكن المزيد من الجهود القوية من شأنه أن يدفع الطقوس باهظة التكلفة بعيدا عن العيون- إلى الدوائر الخاصة بالأسر الصينية التي تدافع عنها وترى أنها ملك لها.
ممر العشاق الصيني:
- ممر رومانسي في مدينة تشنجدو
- أقامته الحكومة للمقبلين عن الزوج
- تملؤه إشارات مرورية على شكل قلوب
- يطلب من العروس والعريس التأمل في جدية زواجهما
- يفكرون في فوائد حفلات الزفاف الجماعية
- أطلقت مدينة قوانجتشو خدمات استشارية
- تستهدف فترة ما قبل الزواج
- تعمل على ثني المقبلين على الزواج عن تقاليد الزفاف الباهظة
- تعمل الحكومة على أن تكون عملية الإقناع أكثر وضوحا
- تضع الحكومة المحلية خططا واسعة لتقليل التكاليف