كيف أفشلت مريم مؤامرة الملالي؟
ضرب بالهراوات ولكمات للمسنين والنساء والأطفال تنفيذا لأوامر خامنئي 1500 إيراني احتشدوا في كل دول أوروبا حتى الإفراج عن زعيمة المعارضةالإيرانيون يحتفلون بانتصار المعارضة على صفقة الخيانة بين النظام والفرنسيين
السبت / 23 / ذو القعدة / 1442 هـ - 21:50 - السبت 3 يوليو 2021 21:50
احتفلت المعارضة الإيرانية أمس، بالانتصار على مؤامرة الملالي والحكومة الفرنسية، التي جرى إفشالها قبل 18 عاما، بقيادة رئيسة الظل الإيرانية مريم رجوي.
وقالت منظمة خلق الإيرانية، إن الثالث من يوليو يمثل ذكرى غالية للتصدي للمؤامرة التي قامت على صفقة بين نظام الملالي والحكومة الفرنسية آنذاك للقضاء على المقاومة الإيرانية، عندما هاجمت الحكومة الفرنسية مكاتبها بعد صفقة تجارية بمليارات الدولارات أبرمت بين شركتي توتال ورنو الفرنسية وبين النظام الإيراني، بهدف تدمير المعارضة بقيادة مريم رجوي، لكن محكمة فرنسية حكمت في 3 يوليو بعدالة المقاومة، وعادت رجوي الرئيسة المنتخبة للمقاومة إلى أوفير سور واز في ضواحي باريس.
ودأبت منظمة خلق على فضح نظام الملالي عبر وسائل الإعلام العالمية، وكشفت عن حجم الفساد الذي يمارسه في الداخل، ومؤامرات الإرهاب والتخريب التي يتبناها في الخارج، والدعم الذي يقدمه للميليشيات المسلحة في عدد من دول المنطقة.
هلع وانتظار
وقال تقرير للتلفزيون الفرنسي «ظهيرة الثالث من يوليو عام 2003 وبعد ساعات من الانتظار والهلع لجمهور غفير من أبناء الجالية الإيرانية تجمع أمام مقر المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية في ضاحية «أوفير سور واز» الباريسية، عادت مريم رجوي رئيسة الجمهورية المنتخبة من قبل المقاومة الإيرانية إلی مقر إقامتها في هذه الضاحية، وسط ترحيب حار وحماس ودموع الفرح وأحاسيس فياضة لآلاف الرجال والنساء والشبان الإيرانيين ورئيس بلدية أوفير والجيران المخلصين والعطوفين لمقرها، وعدد من الشخصيات الفرنسية الإنسانية».
وأضافت «قد يكون الفرنسيون شهدوا عن لسان وسائل الإعلام علی هذه الحقيقة لتسجيلها في التاريخ، وذلك اليوم کان يوم النهاية المنتصرة والرائعة والمفعمة بالفخر والنخوة للحزن والفراق بالنسبة للشعب ومجاهدي الشعب الإيراني وجميع الضمائر الحرة والحية في العالم. فمر الحريصون علی تحرير إيران بأکثر أسابيع تاريخهم توترا والتهابا».
احتفالات المعارضة
ولفت إلى أنه في ذلك اليوم، وفي جميع أقطار العالم احتفل مقاتلو جيش التحرير في مدينة أشرف والشعب الإيراني في الأزقة والشوارع والمنازل بأحد أکبر أيامهم المفرحة.
وقال التقرير «في التاريخ الإيراني الحديث بمئة عام أيام فريدة من حيث شدة الشوق والحرص والحماس، منها اليوم الذي انتفض فيه أبناء الشعب الإيراني حتی دفعوا الشاه إلی التراجع وأعادوا الدکتور مصدق إلی منصب رئيس الوزراء، واليوم الذي هرب فيه الشاه من إيران، واليوم الذي مات فيه خميني واليوم الذي عادت فيه مريم إلی أحضان الإيرانيين».
وأكد أن هذه الفترة شهدت أجواء سياسية مشحونة بالتوتر بين فرنسا وعدد من الدول، واحتفل الإيرانيون من أنصار المقاومة بانتصارهم وفشل التعاملات والمساومات المشينة لفرنسا مع الإرهابيين الحاکمين في إيران.
قصة المؤامرة
وتعود المؤامرة إلى السادسة من صباح 17 يونيو 2013، عندما اقتحم 1300 شرطي ودرکي ملثم ومدجج بالسلاح منازل عدة ومقرات إقامة اللاجئين الإيرانيين بما فيها مقر إقامة السيدة مريم رجوي رئيسة الجمهورية المنتخبة من قبل المقاومة الإيرانية، الواقع في ناحية باريس.
وحطموا في غضون دقائق عدة سياج حديقة المقر، ودمروا کل شيء جاء في متناول أيديهم، وحطموا حتی الأبواب وکبلوا الجميع رجالا ونساء وأطفالا وشيوخا وشبابا بكل قسوة، لم يرحموا حتی امرأة صامدة فقدت إحدی رجليها بفعل التعذيب علی أيدي الجلادين المتطرفين.
ضرب الهراوات
وطالت ضربات هراواتهم ولكماتهم ورکلاتهم حتی الأمهات الإيرانيات اللاجئات والطاعنات في السن. واعتقل ما مجمله 165 شخصا من خلال مداهمة 13 منزلا، وقد تم نقل 22 من المعتقلين بينهم مريم رجوي إلی سجن في سرداب مقر جهاز المخابرات الفرنسية، بتهمة فضح النظام الديكتاتوري الإرهابي المتستر بغطاء الدين والحاکم في إيران.
وبعد تفتيش دقيق دام أياما عدة، وتم بواسطة أدوات متطورة، لم يتم العثور علی أي شيء يتعلق بمجموعة إرهابية، لم يعثروا علی أي شيء يثبت ذلك لا السلاح ولا المتفجرات ولا أي شيء آخر يكون مشتبها به قضائيا، وفي محاولة لمنع المقاومة الإيرانية من فضح النظام الإيراني، صادروا عشرات من الصحون اللاقطة وتلفزيونا وفيديو وجهاز الراديو وتلفونا وأکثر من 200 حاسوب شخصي قابل للنقل وآلافا من الوثائق والمستندات الشخصية.
تقرير سري
وبعد أسبوع نقلت صحيفة «فيغارو» الفرنسية عن جانب من «تقرير سري لجهاز المخابرات ومكافحة التجسس الفرنسي» اعترافه بأنهم صادروا ملايين عدة من الدولارات علی شكل أوراق نقدية، ولكن «المصادر المالية لهذه المنظمة ليست غير قانونية... وإنما حاجاتهم المالية يتم تسديد جانب منها عبر قيام ممثليات مجاهدي خلق في أوروبا وأمريكا الشمالية والشرق الأوسط بجمع التبرعات المالية التي يقدمها أفراد ولاجئون إيرانيون، أما الجانب الآخر فهو من مساعدات ومساهمات أعضاء المنظمة».
هزت القضية الرأي العام الفرنسي ثم الضمائر الحية في بقية بلدان العالم، وتحولت في غضون أسبوعين إلی أول خبر سياسي في العالم، فكتبت صحيفة «ليبراسيون» الفرنسية تقول «إن باريس تقدمت بهدية دبلوماسية لطهران، وهي مراوغة مقيتة لتسليم معارضي النظام الإيراني إلی حكومة أصبحت قوتها مهزوزة مسبقا علی أيدي أهالي طهران». ماذا يقول أبناء الشعب الإيراني حيال هذا الظلم؟ فأجابت صحيفة فرنسية أخری علی ذلك بقولها: «صرخات عدة أولا، ثم دخان أسود کثيف يتصاعد بسرعة، ثم تليه ألسنة نار تعم کل مکان».
رسالة مريم
وفي رسالة قصيرة کتبتها بخط يدها وأرسلتها من داخل السجن وتلتها شقيقتها أمام تجمع احتجاجي، قالت مريم رجوي «لقد صدمت عندما سمعت أن بعضكم ذهب إلی إحراق نفسه. أرجوکم أن توقفوا ذلك. أطلب منكم أن تكفوا عن إحراق أنفسکم، وإلا سوف أتألم وأحزن أکثر فأکثر... واصلوا مظاهراتكم السلمية
لتحققوا أهدافكم».
وفي اليوم اللاحق، أي في 19 يونيو 2003، أعلنت وزارة الخارجية الفرنسية أن موضوع إعادة المعارضين إلی إيران کما طلبه محمد خاتمي البارحة أمر غير وارد.
وبدورها قالت مريم رجوي في يوم إطلاق سراحها في هذا المجال، «خلال کل هذه الفترة من السجن قد نسيت نفسي وکنت أفعل کل ما کان بوسعي للحد من عمليات إحراق النفس... أولئك الشابات اللواتي لم يعدن حاضرات هنا.
ولكني أشعر بأنهن حاضرات الآن في صفوفنا. إني لست راضية عن عملهن هذا
إطلاقا، ولكني معجبة کل الإعجاب بإرادتهن الصلبة، إن هذا المستوی من الفداء والتضحية من أجل الحرية والوطن فريد».
ملاحم صامتة
لقد انطلقت حرکة دولية کبيرة في التضامن والاحتجاج ضد اعتقال مريم رجوي، ومن جميع أقطار أوروبا، احتشد أکثر من 1500 مواطن إيراني من أنصار المقاومة الإيرانية في ضاحية أوفير سور واز الباريسية، حيث افترشوا علی الرصيف أمام مقر إقامة السيدة رجوي وباتوا هناك.
وبدأ إضراب عن الطعام في 20 بلدا في العالم، وفي ضاحية أوفير سور واز قام أکثر من 170 شخصا بإضراب غير محدود عن الطعام، وکتب صحفي فرنسي في هذا المجال يقول «إنهم مفترشون علی الأرض وشاحبون وتعبون علی امتداد جدار. الرجال في جانب والنساء في جانب آخر. لا توجد هناك إغاثة طبية إلا طبيب متطوع قادم من لندن. وهناك فقط محطة إطفاء مستعدة علی مسافة 10 أمتار للتدخل لمواجهة احتمال حالات إحراق النفس».
عودة رجوي
وفي الثالث من يوليو 2013 أنصفت المحكمة الفرنسية مريم رجوي والمقاومة الإيرانية، وأقرت بعودتها إلى مقرها في فرنسا، وقال بير برسي رئيس منظمة حقوق الإنسان الحديثة غير الحكومية، «لا يمكن لأحد قط طيلة الـ20 سنة الماضية التي يتواجد فيها مجاهدو الشعب الإيراني في الأراضي الفرنسية أن يتهمهم بأي عمل ذي طابع عنف خارج إيران، حيث يقاتلون ضد نظام ديكتاتوري شرير».
وأضاف «ليس مجاهدو خلق إرهابيين وإنما مقاومون أصلاء، مثل المقاومين الفرنسيين، لأنهم يتابعون هدفا مماثلا لهم وهو إسقاط نظام غير شرعي يمارس التعذيب». وقال إيف بونه الرئيس السابق لجهاز المخابرات الفرنسي، «إن الحکومة الفرنسية أرادت تقديم تنازل للنظام الإيراني، ويبدو أنها وبهجومها علی ألد أعداء النظام الإيراني المتطرف قد ضمنت حسن النية لتنفيذ الصفقات الاقتصادية».
وقالت منظمة خلق الإيرانية، إن الثالث من يوليو يمثل ذكرى غالية للتصدي للمؤامرة التي قامت على صفقة بين نظام الملالي والحكومة الفرنسية آنذاك للقضاء على المقاومة الإيرانية، عندما هاجمت الحكومة الفرنسية مكاتبها بعد صفقة تجارية بمليارات الدولارات أبرمت بين شركتي توتال ورنو الفرنسية وبين النظام الإيراني، بهدف تدمير المعارضة بقيادة مريم رجوي، لكن محكمة فرنسية حكمت في 3 يوليو بعدالة المقاومة، وعادت رجوي الرئيسة المنتخبة للمقاومة إلى أوفير سور واز في ضواحي باريس.
ودأبت منظمة خلق على فضح نظام الملالي عبر وسائل الإعلام العالمية، وكشفت عن حجم الفساد الذي يمارسه في الداخل، ومؤامرات الإرهاب والتخريب التي يتبناها في الخارج، والدعم الذي يقدمه للميليشيات المسلحة في عدد من دول المنطقة.
هلع وانتظار
وقال تقرير للتلفزيون الفرنسي «ظهيرة الثالث من يوليو عام 2003 وبعد ساعات من الانتظار والهلع لجمهور غفير من أبناء الجالية الإيرانية تجمع أمام مقر المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية في ضاحية «أوفير سور واز» الباريسية، عادت مريم رجوي رئيسة الجمهورية المنتخبة من قبل المقاومة الإيرانية إلی مقر إقامتها في هذه الضاحية، وسط ترحيب حار وحماس ودموع الفرح وأحاسيس فياضة لآلاف الرجال والنساء والشبان الإيرانيين ورئيس بلدية أوفير والجيران المخلصين والعطوفين لمقرها، وعدد من الشخصيات الفرنسية الإنسانية».
وأضافت «قد يكون الفرنسيون شهدوا عن لسان وسائل الإعلام علی هذه الحقيقة لتسجيلها في التاريخ، وذلك اليوم کان يوم النهاية المنتصرة والرائعة والمفعمة بالفخر والنخوة للحزن والفراق بالنسبة للشعب ومجاهدي الشعب الإيراني وجميع الضمائر الحرة والحية في العالم. فمر الحريصون علی تحرير إيران بأکثر أسابيع تاريخهم توترا والتهابا».
احتفالات المعارضة
ولفت إلى أنه في ذلك اليوم، وفي جميع أقطار العالم احتفل مقاتلو جيش التحرير في مدينة أشرف والشعب الإيراني في الأزقة والشوارع والمنازل بأحد أکبر أيامهم المفرحة.
وقال التقرير «في التاريخ الإيراني الحديث بمئة عام أيام فريدة من حيث شدة الشوق والحرص والحماس، منها اليوم الذي انتفض فيه أبناء الشعب الإيراني حتی دفعوا الشاه إلی التراجع وأعادوا الدکتور مصدق إلی منصب رئيس الوزراء، واليوم الذي هرب فيه الشاه من إيران، واليوم الذي مات فيه خميني واليوم الذي عادت فيه مريم إلی أحضان الإيرانيين».
وأكد أن هذه الفترة شهدت أجواء سياسية مشحونة بالتوتر بين فرنسا وعدد من الدول، واحتفل الإيرانيون من أنصار المقاومة بانتصارهم وفشل التعاملات والمساومات المشينة لفرنسا مع الإرهابيين الحاکمين في إيران.
قصة المؤامرة
وتعود المؤامرة إلى السادسة من صباح 17 يونيو 2013، عندما اقتحم 1300 شرطي ودرکي ملثم ومدجج بالسلاح منازل عدة ومقرات إقامة اللاجئين الإيرانيين بما فيها مقر إقامة السيدة مريم رجوي رئيسة الجمهورية المنتخبة من قبل المقاومة الإيرانية، الواقع في ناحية باريس.
وحطموا في غضون دقائق عدة سياج حديقة المقر، ودمروا کل شيء جاء في متناول أيديهم، وحطموا حتی الأبواب وکبلوا الجميع رجالا ونساء وأطفالا وشيوخا وشبابا بكل قسوة، لم يرحموا حتی امرأة صامدة فقدت إحدی رجليها بفعل التعذيب علی أيدي الجلادين المتطرفين.
ضرب الهراوات
وطالت ضربات هراواتهم ولكماتهم ورکلاتهم حتی الأمهات الإيرانيات اللاجئات والطاعنات في السن. واعتقل ما مجمله 165 شخصا من خلال مداهمة 13 منزلا، وقد تم نقل 22 من المعتقلين بينهم مريم رجوي إلی سجن في سرداب مقر جهاز المخابرات الفرنسية، بتهمة فضح النظام الديكتاتوري الإرهابي المتستر بغطاء الدين والحاکم في إيران.
وبعد تفتيش دقيق دام أياما عدة، وتم بواسطة أدوات متطورة، لم يتم العثور علی أي شيء يتعلق بمجموعة إرهابية، لم يعثروا علی أي شيء يثبت ذلك لا السلاح ولا المتفجرات ولا أي شيء آخر يكون مشتبها به قضائيا، وفي محاولة لمنع المقاومة الإيرانية من فضح النظام الإيراني، صادروا عشرات من الصحون اللاقطة وتلفزيونا وفيديو وجهاز الراديو وتلفونا وأکثر من 200 حاسوب شخصي قابل للنقل وآلافا من الوثائق والمستندات الشخصية.
تقرير سري
وبعد أسبوع نقلت صحيفة «فيغارو» الفرنسية عن جانب من «تقرير سري لجهاز المخابرات ومكافحة التجسس الفرنسي» اعترافه بأنهم صادروا ملايين عدة من الدولارات علی شكل أوراق نقدية، ولكن «المصادر المالية لهذه المنظمة ليست غير قانونية... وإنما حاجاتهم المالية يتم تسديد جانب منها عبر قيام ممثليات مجاهدي خلق في أوروبا وأمريكا الشمالية والشرق الأوسط بجمع التبرعات المالية التي يقدمها أفراد ولاجئون إيرانيون، أما الجانب الآخر فهو من مساعدات ومساهمات أعضاء المنظمة».
هزت القضية الرأي العام الفرنسي ثم الضمائر الحية في بقية بلدان العالم، وتحولت في غضون أسبوعين إلی أول خبر سياسي في العالم، فكتبت صحيفة «ليبراسيون» الفرنسية تقول «إن باريس تقدمت بهدية دبلوماسية لطهران، وهي مراوغة مقيتة لتسليم معارضي النظام الإيراني إلی حكومة أصبحت قوتها مهزوزة مسبقا علی أيدي أهالي طهران». ماذا يقول أبناء الشعب الإيراني حيال هذا الظلم؟ فأجابت صحيفة فرنسية أخری علی ذلك بقولها: «صرخات عدة أولا، ثم دخان أسود کثيف يتصاعد بسرعة، ثم تليه ألسنة نار تعم کل مکان».
رسالة مريم
وفي رسالة قصيرة کتبتها بخط يدها وأرسلتها من داخل السجن وتلتها شقيقتها أمام تجمع احتجاجي، قالت مريم رجوي «لقد صدمت عندما سمعت أن بعضكم ذهب إلی إحراق نفسه. أرجوکم أن توقفوا ذلك. أطلب منكم أن تكفوا عن إحراق أنفسکم، وإلا سوف أتألم وأحزن أکثر فأکثر... واصلوا مظاهراتكم السلمية
لتحققوا أهدافكم».
وفي اليوم اللاحق، أي في 19 يونيو 2003، أعلنت وزارة الخارجية الفرنسية أن موضوع إعادة المعارضين إلی إيران کما طلبه محمد خاتمي البارحة أمر غير وارد.
وبدورها قالت مريم رجوي في يوم إطلاق سراحها في هذا المجال، «خلال کل هذه الفترة من السجن قد نسيت نفسي وکنت أفعل کل ما کان بوسعي للحد من عمليات إحراق النفس... أولئك الشابات اللواتي لم يعدن حاضرات هنا.
ولكني أشعر بأنهن حاضرات الآن في صفوفنا. إني لست راضية عن عملهن هذا
إطلاقا، ولكني معجبة کل الإعجاب بإرادتهن الصلبة، إن هذا المستوی من الفداء والتضحية من أجل الحرية والوطن فريد».
ملاحم صامتة
لقد انطلقت حرکة دولية کبيرة في التضامن والاحتجاج ضد اعتقال مريم رجوي، ومن جميع أقطار أوروبا، احتشد أکثر من 1500 مواطن إيراني من أنصار المقاومة الإيرانية في ضاحية أوفير سور واز الباريسية، حيث افترشوا علی الرصيف أمام مقر إقامة السيدة رجوي وباتوا هناك.
وبدأ إضراب عن الطعام في 20 بلدا في العالم، وفي ضاحية أوفير سور واز قام أکثر من 170 شخصا بإضراب غير محدود عن الطعام، وکتب صحفي فرنسي في هذا المجال يقول «إنهم مفترشون علی الأرض وشاحبون وتعبون علی امتداد جدار. الرجال في جانب والنساء في جانب آخر. لا توجد هناك إغاثة طبية إلا طبيب متطوع قادم من لندن. وهناك فقط محطة إطفاء مستعدة علی مسافة 10 أمتار للتدخل لمواجهة احتمال حالات إحراق النفس».
عودة رجوي
وفي الثالث من يوليو 2013 أنصفت المحكمة الفرنسية مريم رجوي والمقاومة الإيرانية، وأقرت بعودتها إلى مقرها في فرنسا، وقال بير برسي رئيس منظمة حقوق الإنسان الحديثة غير الحكومية، «لا يمكن لأحد قط طيلة الـ20 سنة الماضية التي يتواجد فيها مجاهدو الشعب الإيراني في الأراضي الفرنسية أن يتهمهم بأي عمل ذي طابع عنف خارج إيران، حيث يقاتلون ضد نظام ديكتاتوري شرير».
وأضاف «ليس مجاهدو خلق إرهابيين وإنما مقاومون أصلاء، مثل المقاومين الفرنسيين، لأنهم يتابعون هدفا مماثلا لهم وهو إسقاط نظام غير شرعي يمارس التعذيب». وقال إيف بونه الرئيس السابق لجهاز المخابرات الفرنسي، «إن الحکومة الفرنسية أرادت تقديم تنازل للنظام الإيراني، ويبدو أنها وبهجومها علی ألد أعداء النظام الإيراني المتطرف قد ضمنت حسن النية لتنفيذ الصفقات الاقتصادية».