وزارة الثقافة: حان الوقت!
الاحد / 25 / شوال / 1442 هـ - 20:32 - الاحد 6 يونيو 2021 20:32
لطالما ازدهرت الحضارات بالثقافة وبحركات الترجمة، ولطالما عمرت المكتبات حتى غصت بالباحثين عن كتب نقلت من ثقافات مختلفة إلى العربية.
هارون الرشيد جعل من قصره مقرا للكتب التي نقلت إلى العربية وحين أوشك قصره أن يختنق بكثرة الكتب أمر الخليفة أبو جعفر المتصور بنقل كل ذلك النتاج العالمي المترجم - في حينها - إلى مقر آخر وفتح لعامة الناس وأطلق عليه اسم (بيت الحكمة)!
اليوم باتت فلسفة التبادل الثقافي وقواعد النشر مختلفة لا تقف حصريا عند الكتاب ولا تشبه قصر هارون الرشيد ولا مبنى أبو جعفر المنصور سوى في صفة (الحكمة) التي هي ضالتنا المنشودة ومنتهى طموحنا المعاصر.
الثقافة المحلية في المملكة اليوم أصبحت في أحسن حالاتها (داخليا) ونحن نشهد ونشاهد حراكا ثقافيا من خلال معارض الكتب والمهرجانات والملتقيات والمعالم والمنشورات التي تستهدف المواطنين والمقيمين على أرضها وهو بلا شك سلوك ثقافي نير، بيد أن هذا الحراك في أمس الحاجة ليصل بالجملة والتفصيل إلى العالم (خارجيا) من خلال تبني المحتوى الثقافي المحلي الرصين وتعهده بالتمكين والتحسين والترجمة إلى اللغات العالمية الحية تمهيدا لنقله مقروء ومشاهدا ومجسدا لكل أحد!
العالم خلق لكي يستمع لبعضه البعض، ولكي يفهم بعضه البعض، ولكي يتعاون مع بعضه البعض وغياب ثقافتنا المحلية عن العالم بلغاتهم المتعددة يجعل الوطن يحوم في فلك بعض الأفكار النمطية العتيقة المغلوطة، بل لا أبالغ إن قلت أنه يحرم العلاقات الدولية من مخزون فكري ثقافي ملهم ومتنوع وجاذب ورشيق حول القضايا الثقافية الملحة مثل: الدين، التاريخ، الموروث الفني، التداخلات الاجتماعية، قيم العطاء والتسامح والانفتاح، التطور التنموي عبر الأجيال، انثربولوجي الإنسان وجغرافيا السهل والصحراء والبحر والجبل!
ولحسن الطالع أن وزارة الثقافة السعودية - بحراكها المعاصر والملفت - تأتي في مرحلة حساسة من تطلعات الوطن التنموية المتوافقة مع رؤيته العصرية، وهذه الوزارة بقيادة سمو أميرها الحريص بحق تملك اليوم فرصة الماسية لإبهار العالم بثقافتنا وتقديم مبادرات غير تقليدية تحبس الأنفاس وتعيد التوازنات وتقدم إنسان هذا الوطن وأرضه كفرسي رهان في ملحمة النمو والتنمية الدوليتين بعد أن قدمتهما القيادة الراشدة سياسيا وعمليا في بضع سنين لتنال بها مكانتها المستحقة في منظومة الـG20.
بقي أن أقول إن نقل ثقافات الأوطان للعالم الآخر عمل يحظى دوما بترحيب دولي كبير؛ لأن طبيعة الكائن البشري بفضولها وشغفها وربما طمعها في الاستزادة عمن لا يعرف ستكون مفاصل صلبة وقوى ناعمة يمكن الاستفادة منها مع القوى الناعمة والصلبة الأخرى التي تنعم بها المملكة والتي لم تكن لأحد غيرها وسوف تكون كل هذه المكونات حينما يتم استغلالها بذكاء الوميض الذي ينهمر بعده مطر العطاء عزا وفخرا وانتماء ويا له من انتماء!
dralaaraj@
هارون الرشيد جعل من قصره مقرا للكتب التي نقلت إلى العربية وحين أوشك قصره أن يختنق بكثرة الكتب أمر الخليفة أبو جعفر المتصور بنقل كل ذلك النتاج العالمي المترجم - في حينها - إلى مقر آخر وفتح لعامة الناس وأطلق عليه اسم (بيت الحكمة)!
اليوم باتت فلسفة التبادل الثقافي وقواعد النشر مختلفة لا تقف حصريا عند الكتاب ولا تشبه قصر هارون الرشيد ولا مبنى أبو جعفر المنصور سوى في صفة (الحكمة) التي هي ضالتنا المنشودة ومنتهى طموحنا المعاصر.
الثقافة المحلية في المملكة اليوم أصبحت في أحسن حالاتها (داخليا) ونحن نشهد ونشاهد حراكا ثقافيا من خلال معارض الكتب والمهرجانات والملتقيات والمعالم والمنشورات التي تستهدف المواطنين والمقيمين على أرضها وهو بلا شك سلوك ثقافي نير، بيد أن هذا الحراك في أمس الحاجة ليصل بالجملة والتفصيل إلى العالم (خارجيا) من خلال تبني المحتوى الثقافي المحلي الرصين وتعهده بالتمكين والتحسين والترجمة إلى اللغات العالمية الحية تمهيدا لنقله مقروء ومشاهدا ومجسدا لكل أحد!
العالم خلق لكي يستمع لبعضه البعض، ولكي يفهم بعضه البعض، ولكي يتعاون مع بعضه البعض وغياب ثقافتنا المحلية عن العالم بلغاتهم المتعددة يجعل الوطن يحوم في فلك بعض الأفكار النمطية العتيقة المغلوطة، بل لا أبالغ إن قلت أنه يحرم العلاقات الدولية من مخزون فكري ثقافي ملهم ومتنوع وجاذب ورشيق حول القضايا الثقافية الملحة مثل: الدين، التاريخ، الموروث الفني، التداخلات الاجتماعية، قيم العطاء والتسامح والانفتاح، التطور التنموي عبر الأجيال، انثربولوجي الإنسان وجغرافيا السهل والصحراء والبحر والجبل!
ولحسن الطالع أن وزارة الثقافة السعودية - بحراكها المعاصر والملفت - تأتي في مرحلة حساسة من تطلعات الوطن التنموية المتوافقة مع رؤيته العصرية، وهذه الوزارة بقيادة سمو أميرها الحريص بحق تملك اليوم فرصة الماسية لإبهار العالم بثقافتنا وتقديم مبادرات غير تقليدية تحبس الأنفاس وتعيد التوازنات وتقدم إنسان هذا الوطن وأرضه كفرسي رهان في ملحمة النمو والتنمية الدوليتين بعد أن قدمتهما القيادة الراشدة سياسيا وعمليا في بضع سنين لتنال بها مكانتها المستحقة في منظومة الـG20.
بقي أن أقول إن نقل ثقافات الأوطان للعالم الآخر عمل يحظى دوما بترحيب دولي كبير؛ لأن طبيعة الكائن البشري بفضولها وشغفها وربما طمعها في الاستزادة عمن لا يعرف ستكون مفاصل صلبة وقوى ناعمة يمكن الاستفادة منها مع القوى الناعمة والصلبة الأخرى التي تنعم بها المملكة والتي لم تكن لأحد غيرها وسوف تكون كل هذه المكونات حينما يتم استغلالها بذكاء الوميض الذي ينهمر بعده مطر العطاء عزا وفخرا وانتماء ويا له من انتماء!
dralaaraj@