العالم

هل يقاتل فاطميون بجانب الحوثيين في اليمن؟

شريفي: الميليشيات الأفغانية تقوم بعمليات إرهابية جائرة ضد الشعب اليمني8آلاف مقاتل في سوريا يعملون بأوامر من الحرس الثوري الإيراني

مقاتلون من لواء فاطميون الأفغاني (مكة)
حذر كبير مستشاري وزير الخارجية الأفغاني أريان شريفي من خطورة (لواء فاطميون) أحد الأذرعة الإرهابية لإيران في المنطقة، وقال «إنه يساعد الحوثيين في حربهم الجائرة على الشعب اليمني واعتداءاتهم المتكررة على دول الجوار، علاوة على دوره الإرهابي في سوريا والعراق وأفغانستان، فضلا عن مساعدة الحوثيين في اليمن، مرجحا أن تتحول هذه الميليشيات إلى (حزب الله) آخر في ترسانة طهران للجماعات التي تعمل بالوكالة عنها.

وأكد في مقال لصحيفة (ذا دبلومات)، أن النظام الإيراني يستخدم الجماعات الإرهابية كوكلاء لتعزيز أهدافه في الشرق الأوسط، منها على سبيل المثال (الحوثيون وحزب الله)، مشددا على أن هذه الميليشيات المسلحة تخوض حربا بالوكالة عن إيران، التي أنشأت شبكة عابرة للحدود من جماعات مسلحة، تستخدمها في مواجهة خصومها عبر مجموعة متنوعة من ساحات القتال بمنطقة الشرق الأوسط الأوسع نطاقا.. وفقا لموقع (24) الإماراتي.

ولفت إلى أن لواء (فاطميون) هو أحد هؤلاء الوكلاء الجدد، الذي يتألف بالكامل من مقاتلين شيعة أفغان، تم نشرهم للدفاع عن المصالح الإيرانية في اليمن وسوريا والعراق، ويمكن أن تترتب على هذا الجانب الجديد العابر للحدود في حرب إيران التقليدية بالوكالة، تداعيات إقليمية واسعة، ما يهدد المصالح الأمريكية ومصالح حلفاء واشنطن عبر الشرق الأوسط وجنوب آسيا.

فاطميون باليمن

وقال شريفي: مع انحسار الحرب في سوريا، نشر عدد من هؤلاء المقاتلين في اليمن من أجل دعم الحوثيين، حلفاء إيران، وعاد بعضهم إلى إيران، وانتقل كثيرون منهم إلى أفغانستان. ومع ذلك، يحتفظ (فيلق القدس) بفرقة نشطة قوامها نحو 8 آلاف مقاتل من مقاتلي (لواء فاطميون) في سوريا، كما يحافظ على علاقات مع المقاتلين النشطين في أفغانستان، وفي مواجهة الهجمات المستمرة التي يشنها مسلحون، يشعر الشيعة الأفغان بأنهم ضعفاء للغاية فضلا عن الاحتمال المتزايد لعودة حركة (طالبان) إلى السلطة، ما استدعى ظهور (لواء فاطميون) كقوة دفاع شيعية.

وتؤكد الأحداث التي وقعت مؤخرا، على الرغم من صغر نطاقها، هذا التنبؤ على سبيل المثال، أسقط أفراد الميليشيات التابعين لعلي بور، القائد المحلي لقومية الهزارة الذي تفيد مزاعم أنه تربطه علاقة بـ (لواء فاطميون)، طائرة مروحية تابعة للجيش الأفغاني الشهر الماضي، ما أسفر عن مقتل تسعة من أفراد الأمن وشن الجيش أعمالا انتقامية دموية.

وبعد مرور أسبوعين، أعلنت جماعة أخرى تابعة للهزارة الشيعة يزعم أنها الوجه النشط الأول لـ(لواء فاطميون) في أفغانستان، إنشاء فرقة عسكرية للدفاع عن الشيعة ضد هجوم واسع النطاق وتمييز ممنهج يتعرضون له في وسط أفغانستان، ولا يمثل هذا الأمر سوى غيض من فيض يمكن أن يطفو إلى السطح مع تصاعد التوترات العرقية والطائفية في أوساط الأفغان على الرغم من الانسحاب الوشيك للقوات الأمريكية.

20 ألف مقاتل

وأشار الكاتب إلى أنه بدأ مراقبة (لواء فاطميون) في أوائل عام 2015 باعتبار هذه المهمة جزءا من الملف الذي يعمل عليه في مجلس الأمن القومي الأفغاني، على الرغم من أن هذه المجموعة أنشئت قبل ذلك بعامين في خضم أحداث (الربيع العربي).

وردا على الاضطرابات الإقليمية، أنشأ (فيلق القدس) التابع لـ(الحرس الثوري الإيراني)، المسؤول عن شن حرب غير تقليدية وممارسة استخبارات عسكرية، أربع مجموعات شيعية مسلحة جديدة، وهي: (فاطميون، وزينبيون، وعليون، وحيدريون)، إذ سميت هذه المجموعات تيمنا بأسماء آل بيت النبي محمد، وتتألف من مقاتلين من أفغانستان، وباكستان، والعراق، وسوريا على التوالي.

وكانت هذه المجموعات تقاتل في ساحات معارك مختلفة في الشرق الأوسط، لكن (لواء فاطميون) نما ليصبح الأكبر والأشرس بين هذه المجموعات.

وأشار إلى أن أصول (لواء فاطميون) تعود إلى (قوات محمد) و(كتيبة أبو ذر)، وهما مجموعتان أفغانيتان شيعيتان كلفتهما إيران بالقتال في الحرب بين إيران والعراق في ثمانينيات القرن الماضي، والمشاركة لاحقا في القتال ضد حركة (طالبان) في تسعينيات القرن الماضي، وشكَلت مجموعة من قدامى المحاربين التابعين لهاتين المجموعتين، بقيادة علي رضا تافاسولي، نواة (لواء فاطميون) في عام 2013. وكون (فيلق القدس) من اللواء جيشا يتألف من أكثر من 20 ألف مقاتل مسلح على مدار السنوات الثلاث التي تلت ذلك.

إغراء ديني ومادي

وكشف شريفي أن غالبية المقاتلين يجندون من بين اللاجئين الشيعة الأفغان في إيران، حيث جرى إغرائهم بمهمة (حماية أضرحة حفيدات النبي محمد في دمشق).

وأضاف «إنه إلى جانب الإغراء الديني، قدم فيلق القدس أيضا مجموعة من الحوافز المادية، بما في ذلك الحصول على إقامة قانونية، وتعليم مجاني للأطفال، وتأمين صحي، ومدفوعات شهرية تصل إلى 1500 دولار، فضلا عن التمتع بوضع اجتماعي عند العودة، حتى إن بعض الأفغان أجبروا على الانضمام لهذه القوات بعد تلقيهم تهديدات بالاعتقال أو الترحيل في حال رفضهم الانضمام إليها».

ويعيش معظم اللاجئين الأفغان في إيران، البالغ عددهم 3 ملايين لاجئ تقريبا، حياة محفوفة بالمخاطر، إذ يتعرضون لضغط المصاعب الاقتصادية الشديدة من ناحية، والتمييز القاسي ضد الأجانب من ناحية أخرى، ما يجعل هذه الحوافز جذابة للغاية.

وقود المدافع

وتابع «مع اشتداد القتال في سوريا، بدأ فيلق القدس في الوصول إلى أفراد قومية الهزارة الشيعة داخل أفغانستان أيضا، وتشكيل شبكات تجنيد في كثير من المقاطعات، بما في ذلك العاصمة الأفغانية كابول.

ونقل المجندون بحجة زيارة المزارات الدينية في بسوريا والعراق، عبر استخدام وكالات سفر تربطها علاقات وثيقة بالسفارة الإيرانية في كابول، وبمجرد وصولهم إلى إيران، خضع المجندون للتدريب لمدة أسبوعين على التحركات التكتيكية لحرب العصابات والتعامل مع الأسلحة الأساسية، وأشرفت قوات (فيلق القدس) على هذه التدابير في سرية تامة.

ونقل المقاتلون الجدد إلى سوريا، حيث أسرعوا إلى زيارة ضريح السيدة زينب، ثم انتشروا على الفور في ساحات القتال، وأرسل مقاتلو (لواء فاطميون) إلى بعض الجبهات التي يشتد فيها القتال، بما في ذلك مدن اللاذقية، وحماة، وإدلب، وحلب، ودمشق، ودرعا، باعتبارهم (وقود المدافع)، ما أدى إلى ارتفاع معدلات الضحايا.

وتشير التقديرات إلى أنه بين عامي 2013 و2019، شارك أكثر من 50 ألف مقاتل من (لواء فاطميون) في القتال في منطقة الشرق الأوسط، وأسفر ذلك عن معدل ضحايا مهول في صفوفهم، بلغ أكثر من 5 آلاف حالة وفاة و4 آلاف إصابة، وكان من بين القتلى الزعيم الأصلي لهذه الجماعة المسلحة علي رضا تافاسولي، والعديد من خلفائه في قيادة الجماعة.

حزب الله آخر

ويؤكد الكاتب أن المشكلة لا تنتهي في أفغانستان. فلواء فاطميون ليس سوى إحدى الجهات الفاعلة الكثيرة داخل شبكة إيران الجديدة العابرة للحدود الخاصة بالمجموعات الشيعية التي تعمل على أيديولوجية التشدد الشيعي الشامل في منطقة منكوبة بالصراع. وبصفته الوصي المعلن على الإرهاب، يواجه النظام الإيراني العديد من الخصوم، بما في ذلك دول الخليج، والولايات المتحدة بالطبع.

وفي مواجهة هذا التهديد الوجودي المفترض، تسعى إيران إلى استخدام جميع الوسائل التي تضمن بقاءها وتحقيق مصالحها. فالجماعات التي تعمل بالوكالة الموالية لإيران، مثل (لواء فاطميون)، تزود طهران بوسائل فعالة من حيث التكلفة من أجل مواجهة خصومها الأقوى، وممارسة نفوذ كبير على شؤون المنطقة.

وختم الكاتب أنه بينما قللت معظم الوكالات الأمنية، بما في ذلك الوكالات التابعة للحكومة الأفغانية، بشدة من أهمية هذه الجماعة، إلا أن الدراسة الوثيقة عن الجماعة، التي عمل عليها الكاتب لمدة خمس سنوات، تقود إلى الاعتقاد بأن (لواء فاطميون) على وشك أن يصبح (حزب الله) آخر في ترسانة طهران للجماعات التي تعمل بالوكالة عنها.

نصيحة ظريف

وبينما أكدت كل التقارير أن لواء (فاطميون) يتدرب ويلقى الاشراف الكامل من الحرس الثوري الإيراني، اقترح وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، على حكومة أفغانستان الاستفادة من (لواء فاطميون)- الجماعة المسلحة التي شكلتها إيران من اللاجئين الأفغان الذين يعيشون في إيران- إذا رغبت كابول في ذلك.

وفي مقابلة مع شبكة (طلوع نيوز) الإخبارية الأفغانية، قال ظريف عن (لواء فاطميون) «هذه هي أفضل القوات التي يمكن للحكومة الأفغانية استخدامها إذا أرادت ذلك».

وفي الآونة الأخيرة، أعلن حميد قريشي، رئيس منظمة باسيج الدوائر والوزارات التابعة للحرس الثوري الإيراني، أنه سيتم التبرع بأراضٍ لعائلات عناصر «لواء فاطميون» الذين قاتلوا في الحرب السورية.

يذكر أن إيران التي كانت تعتبر حركة طالبان في السابق عدوها، أجرت في السنوات الأخيرة محادثات مع هذه الجماعة المتشددة، مما أثار احتجاج حكومة كابول.

فاطميون.. وقود المدافع:
  • 2013 انطلقت الميليشيات الشيعية المسلحة للوجود.
  • 500 دولار يحصل عليها كل مقاتل من الحرس الثوري الإيراني.
  • 2015 قتل قائدها على رضا تافاسولي (أبو حامد) بسوريا.
  • 2017 أعلنوا أنهم يقاتلون داعش مع إيران وسوريا وروسيا.
  • 50000 مقاتل من اللواء شاركوا بمنطقة الشرق الأوسط.