التقنية وقطرة الأنسولين
الثلاثاء / 8 / رمضان / 1442 هـ - 23:05 - الثلاثاء 20 أبريل 2021 23:05
هبت المملكة بقرارات استباقية لمعالجة جائحة (كوفيد 19) متخذة شعار صحة المواطن والمقيم أولوية قصوى.
ومن هذا الشعار الإنساني يبرز دور المملكة في مكافحة الأوبئة، وتقليل الآثار المترتبة من الأمراض المزمنة على المجتمع. ولذا تضمنت رؤية 2030 عبارة مجتمع حيوي للدلالة على صحة المجتمع والذي أنشئ في ضوئها المركز الوطني للسكري في 26 محرم 1436هـ.
ويعد من أبرز مهام المركز وضع خطة استراتيجية وطنية للسكري، وتقييم وتطوير برامج مكافحته وعلاجه في المملكة. وفي هذا الصدد فإن أهمية المراجعات المنهجية السنوية للإجراءات العلاجية في التخصصات الطبية وتقييمها في ظل الإجراءات العالمية يرفع جودة الخدمة العلاجية المقدمة للمستفيد، ويحسن الصحة العامة التي تعد من مستهدفات الرؤية، ويطور التنمية المهنية للعاملين في مراكز السكري بالمملكة.
أصبح من المعلوم أن التعايش مع السكري ليست مسألة فردية تحمل على عاتق الفرد الواحد، بل جهد جماعي متناغم بدأته الدولة بقرار منع إضافة السكر المضاف للعصائر الطازجة، والبطاقة التعريفية الغذائية، وحساب السعرات الحرارية، ومنع الدهون المهدرجة للحفاظ على صحة المجتمع، وبناء سلوكيات غذائية جيدة لديهم.
وأتمنى أن يتحقق هدف ربط المدرسة بمراكز السكري لمتابعة الخطة العلاجية للأطفال من أجل تنشئتهم تنشئة صحية متزنة في مجتمع يبلغ عدد الفئة العمرية من 0-24 سنة قرابة 13.377.683 نسمة.
في هذه السنة تحتفل منظمة الصحة العالمية بالذكرى المئوية الأولى على اكتشاف الأنسولين علي يد الطبيب الكندي فريدريك غرانت بانتنغ في 1921م. وبهذه المناسبة وصلني تقرير المراجعة العلاجية لطفلتي من مستشفى ديفون واكستر الملكي الذي تضمن إشارة إلى الإجراءات التقليدية التي كانت عليها عند قدومي من المملكة رغم اجتهاد طبيبها آنذاك وتميزه في معالجتها، ولكن منظومة الأولويات العلاجية بحاجة إلى إعادة نظر مستمر.
ومما عزز هذا الموقف أيضا تواصل عائلتين مع عائلتي التي تعمل في التطوع لدعم أسر الأطفال السكريين أن الإجراءات الروتينية للتعامل مع السكري ما زالت على ما هي عليه والتي نقدها البروفيسور البريطاني عند مراجعة خطة طفلتي قبل ست سنوات.
ويتمثل هذا النقد في مذكرة تسجيل القراءات اليومية لمستوى الجلوكوز في الدم الذي يطلب من العائلة تدوينها ورقيا لما يزيد عن ست قراءات يومية بمعني أنها تصل إلى 180 مرة في الشهر بالإضافة على مهمة التحليل ذاتها. الأصعب من هذا الجهد الكبير الذي تبذله العائلة في تدوين كمية القراءات أن الطبيب بلمحة سريعة لا تتجاوز الدقائق يستطيع تحليل وربط القراءات بعضها ثم يعدل الخطة العلاجية. لا أشك في خبرة الأطباء ومقدرتهم على التعامل مع هذا السياق، ولكن أعلم جيدا بأنهم يدركون فعالية ما توصلت له التقنية من خدمات في هذا المجال مما يساعدهم على التشخيص الدقيق لسلوك المصاب بالسكري، واقتراح التدخل المناسب له، وتقليل الهدر في زيارات المستشفى. ويتحقق هذا بمساعدة العائلة بجهاز تقني يقوم بتخزين القراءات وتنظيمها على شكل رسوم بيانية، وإيضاح كميات العلاج، وعدد الكربوهيدرات، وأوقات الارتفاعات والانخفاضات ثم ترسل لملف المريض الكترونيا.
وبمجمل الحال فإنها تعطي صورة واضحة للطبيب بالتدخل الصحيح، وتنمية سلوك العائلة والمصاب بالطريقة الصحيحة في التعامل مع تقلبات الجلوكوز، حيث تستطيع العائلة الدخول على البرنامج في صفحة المريض ورؤية كافة التفاصيل ومن ثم تقرر مع الطبيب التغيير المطلوب لتحسين مستوى الجلوكوز للطفل، وهذا كفيل بالحد من المضاعفات المستقبلية له.
إن الأجدر بمراكز السكري أن تتبنى تنمية السلوك الصحي بالتزامن مع التدخل العلاجي حتى تستطيع أن ترفع من جودة الحياة لهذه الشريحة من الناس. ولكي تحقق ذلك الهدف فهي بحاجة لتتبنى التقنية التي تحقق التعايش مع هذا المرض.
وهنا فإني لا أتحدث عن تطور التقنية التحسينية لضبط مستويات الجلوكوز بالدم على مدار اليوم المتمثلة في البنكرياس الصناعي، أو مضخات الإنسولين بأنواعها، بل على تسهيل الإجراءات اليومية على الفرد، أو الأسرة أو المدرسة. ومن سبل تحقيق رقمنة إدارة مرض السكري ما وفرته شركة Diasend من خدمة لتسهل المراقبة المستمرة للجلوكوز عبر الأجهزة المحمولة، وتقديم التقارير الواضحة والمنظمة لمقدم الرعاية الطبية، وللمستفيد على حد سواء بطريقة رقمية بسيطة فعالة. وهذا حل معتمد في أكثر من 23 دولة حول العالم حري بمراكز السكري في المملكة أن تتبناه.
يا طبيب السكري إذا أردت المطاع فاطلب المستطاع.
alahmadim2010@
ومن هذا الشعار الإنساني يبرز دور المملكة في مكافحة الأوبئة، وتقليل الآثار المترتبة من الأمراض المزمنة على المجتمع. ولذا تضمنت رؤية 2030 عبارة مجتمع حيوي للدلالة على صحة المجتمع والذي أنشئ في ضوئها المركز الوطني للسكري في 26 محرم 1436هـ.
ويعد من أبرز مهام المركز وضع خطة استراتيجية وطنية للسكري، وتقييم وتطوير برامج مكافحته وعلاجه في المملكة. وفي هذا الصدد فإن أهمية المراجعات المنهجية السنوية للإجراءات العلاجية في التخصصات الطبية وتقييمها في ظل الإجراءات العالمية يرفع جودة الخدمة العلاجية المقدمة للمستفيد، ويحسن الصحة العامة التي تعد من مستهدفات الرؤية، ويطور التنمية المهنية للعاملين في مراكز السكري بالمملكة.
أصبح من المعلوم أن التعايش مع السكري ليست مسألة فردية تحمل على عاتق الفرد الواحد، بل جهد جماعي متناغم بدأته الدولة بقرار منع إضافة السكر المضاف للعصائر الطازجة، والبطاقة التعريفية الغذائية، وحساب السعرات الحرارية، ومنع الدهون المهدرجة للحفاظ على صحة المجتمع، وبناء سلوكيات غذائية جيدة لديهم.
وأتمنى أن يتحقق هدف ربط المدرسة بمراكز السكري لمتابعة الخطة العلاجية للأطفال من أجل تنشئتهم تنشئة صحية متزنة في مجتمع يبلغ عدد الفئة العمرية من 0-24 سنة قرابة 13.377.683 نسمة.
في هذه السنة تحتفل منظمة الصحة العالمية بالذكرى المئوية الأولى على اكتشاف الأنسولين علي يد الطبيب الكندي فريدريك غرانت بانتنغ في 1921م. وبهذه المناسبة وصلني تقرير المراجعة العلاجية لطفلتي من مستشفى ديفون واكستر الملكي الذي تضمن إشارة إلى الإجراءات التقليدية التي كانت عليها عند قدومي من المملكة رغم اجتهاد طبيبها آنذاك وتميزه في معالجتها، ولكن منظومة الأولويات العلاجية بحاجة إلى إعادة نظر مستمر.
ومما عزز هذا الموقف أيضا تواصل عائلتين مع عائلتي التي تعمل في التطوع لدعم أسر الأطفال السكريين أن الإجراءات الروتينية للتعامل مع السكري ما زالت على ما هي عليه والتي نقدها البروفيسور البريطاني عند مراجعة خطة طفلتي قبل ست سنوات.
ويتمثل هذا النقد في مذكرة تسجيل القراءات اليومية لمستوى الجلوكوز في الدم الذي يطلب من العائلة تدوينها ورقيا لما يزيد عن ست قراءات يومية بمعني أنها تصل إلى 180 مرة في الشهر بالإضافة على مهمة التحليل ذاتها. الأصعب من هذا الجهد الكبير الذي تبذله العائلة في تدوين كمية القراءات أن الطبيب بلمحة سريعة لا تتجاوز الدقائق يستطيع تحليل وربط القراءات بعضها ثم يعدل الخطة العلاجية. لا أشك في خبرة الأطباء ومقدرتهم على التعامل مع هذا السياق، ولكن أعلم جيدا بأنهم يدركون فعالية ما توصلت له التقنية من خدمات في هذا المجال مما يساعدهم على التشخيص الدقيق لسلوك المصاب بالسكري، واقتراح التدخل المناسب له، وتقليل الهدر في زيارات المستشفى. ويتحقق هذا بمساعدة العائلة بجهاز تقني يقوم بتخزين القراءات وتنظيمها على شكل رسوم بيانية، وإيضاح كميات العلاج، وعدد الكربوهيدرات، وأوقات الارتفاعات والانخفاضات ثم ترسل لملف المريض الكترونيا.
وبمجمل الحال فإنها تعطي صورة واضحة للطبيب بالتدخل الصحيح، وتنمية سلوك العائلة والمصاب بالطريقة الصحيحة في التعامل مع تقلبات الجلوكوز، حيث تستطيع العائلة الدخول على البرنامج في صفحة المريض ورؤية كافة التفاصيل ومن ثم تقرر مع الطبيب التغيير المطلوب لتحسين مستوى الجلوكوز للطفل، وهذا كفيل بالحد من المضاعفات المستقبلية له.
إن الأجدر بمراكز السكري أن تتبنى تنمية السلوك الصحي بالتزامن مع التدخل العلاجي حتى تستطيع أن ترفع من جودة الحياة لهذه الشريحة من الناس. ولكي تحقق ذلك الهدف فهي بحاجة لتتبنى التقنية التي تحقق التعايش مع هذا المرض.
وهنا فإني لا أتحدث عن تطور التقنية التحسينية لضبط مستويات الجلوكوز بالدم على مدار اليوم المتمثلة في البنكرياس الصناعي، أو مضخات الإنسولين بأنواعها، بل على تسهيل الإجراءات اليومية على الفرد، أو الأسرة أو المدرسة. ومن سبل تحقيق رقمنة إدارة مرض السكري ما وفرته شركة Diasend من خدمة لتسهل المراقبة المستمرة للجلوكوز عبر الأجهزة المحمولة، وتقديم التقارير الواضحة والمنظمة لمقدم الرعاية الطبية، وللمستفيد على حد سواء بطريقة رقمية بسيطة فعالة. وهذا حل معتمد في أكثر من 23 دولة حول العالم حري بمراكز السكري في المملكة أن تتبناه.
يا طبيب السكري إذا أردت المطاع فاطلب المستطاع.
alahmadim2010@