تعرض الشيخ عادل الكلباني القارئ المعروف إلى إصابة بفيروس كورونا، وذلك بعد أن أخذ جرعتين من اللقاح، بل وبعد الجرعة الثانية بأسبوعين تقريبا؛ يعني بعدما عمل اللقاح في الجسم بشكل كامل، وش اللي قاعد يصير؟! هل اللقاح مضروب؟! أو اللقاح نفسه هو السبب في الإصابة؟! يقولون إنه هو أصلا فيروس؟!

باختصار؛ صحيح أن اللقاح قد تم أخذه وعمل بشكل كامل، ولكن عندما يصاب الشخص بعد أخذ اللقاح، فهذا أمر وارد جدا؛ ببساطة؛ لأن معظم اللقاحات لا تحمي بنسبة 100%؛ خذ مثلا لقاح الإنفلونزا الذي نأخذه سنويا؛ وما أروعه.. مع كل هذه الروعة لعلمك لقاح الإنفلونزا يحمي فقط 45% إلى 60% يعني ممكن بنسبة 50% تصاب بالإنفلونزا مع أنك أخذت اللقاح؛ هل هذا يعني أن لقاح الإنفلونزا (مضروب)؟! بالطبع لا؛ فهذه طبيعة اللقاحات..

أما النقطة المثارة الأخرى وهي أن اللقاح نفسه فيروس، فهذا غير صحيح. اللقاح عبارة عن (قطعة) من الفيروس يسمونها mRNA ولو شبهناها بالإنسان، فكأنك أخذت من جسم الإنسان كله أذن أو أنف.. هل سيفعل الأذن لوحده شيئا أو الأنف بمفرده؟!

قبل الختام؛ فإني أحب أن ألمح إلى القرار الرائع الذي اتخذته الدولة بتأجيل الجرعة الثانية وفي هذا تغطية أشمل؛ بدل ما تستخدم 100 جرعة لخمسين شخصا تستطيع استخدام 100 جرعة لمائة شخص والفرق واضح؛ سيقول قائل: طيب جرعة واحدة وش بتسوي؟! أطمئنك: الدراسات أثبتت أن الفصل بين الجرعتين يمكن أن يصل إلى 6 أشهر في بعض اللقاحات، كما أنك بمجرد أن تأخذ جرعة واحدة، ستحصل على حماية لا تقل عن 70% (يعني أكثر من لقاح الإنفلونزا بـ20%)، كذلك أبشرك بأنه بمجرد جرعة واحدة راح تحصل على نسبة تبلغ 100% حماية من المضاعفات الشديدة والتنويم.

ختاما؛ فإن اللقاح هو أروع وأسرع طرق انحسار الجائحة؛ وأبشركم بمجرد أن يتم تلقيح 60% من المجتمع؛ فإننا لن نعد بحاجة إلى إجراءات احترازية؛ فكن من الـ60% المبادرين.. ودمتم بصحة.

@saud_alshehry_