خراف الرطب.. مهنة تتوارثها الأجيال ومهارة تقبل التطوير
الثلاثاء / 14 / شوال / 1437 هـ - 23:00 - الثلاثاء 19 يوليو 2016 23:00
تعد مهمة خراف النخيل «جني محصول الرطب»، مهنة تتوارثها الأجيال ومن المراحل المهمة لدى مزارعي النخيل في وادي الدواسر كغيرها من مناطق ومحافظات السعودية، التي تبدأ مع تباشير طلوع الرطب الأولى، وما زال المزارعون يعتمدون فيها على أدواتهم اليدوية القديمة، رغم وجود بعض الأدوات والابتكارات الحديثة.
فمع طلوع شمس كل يوم في موسم الخراف يشمر المزارعون عن سواعدهم، ويصعدون إلى نخيلهم مصطحبين «المخرف»، وهو وعاء مصنوع من سعف النخيل يشبه الزنبيل وأصغر حجما منه، وله حبل يحمل به، كما يحمل معه «مريرة»، وهي نوع من الحبال يحدر بها المخرف للأرض إذا انتهى من الخراف أو امتلأ بالرطب، كما يمكن أن يحمل معه «الكر» وهو أداة تصنع من الليف أو الحبال يصعد بواسطته للنخلة «العلطاء» التي لا كرب لها، أو كربها لا يتحمل صعود الخراف، كما أن النخيل القصار يمكن أن تخرف والمزارع واقفا على الأرض.
ويوضح المزارع مبارك الخنين أن النخيل لا تخرف جميع أنواعها، ففي وادي الدواسر كمثال تخرف بعض الأنواع كالمقفزي، والخلاص، والروثانة، والجويخ، وأم قميعة، كما لا تخرف أنواع أخرى كالصفري، والسري، والخضري، حيث تقفل حتى تصرم تمرا، كما أن بعض الأنواع تجب كالبرحي.
ويصف طريقة الخراف، قائلا: يصعد المزارع للنخلة من ظهرها إذا كان بها ميلان، أو من أية جهة إذا كانت مستقيمة، ويجلس على سعف النخلة أو على الكر إن كان قد صعد به، ويبدأ في انتقاء الرطب المنصف بين شماريخ النخلة بدءا بعذوقها، السنة، ثم الخافية، ثم العاقوب وهو ترتيب العذوق من الأعلى للأسفل في النخلة، مشيرا إلى أن المزارع بفطنته يبدأ في جني الرطب في أول مرة من خلال ما يراه أمام عينيه وتسمى مرحلة البشاير، فيما يمكنه تقليب العذق في المرات المقبلة، وإن كان ذلك قد يؤدي إلى فساد بعض أنواع التمور خاصة عندما تكون النخلة ضعيفة، ويذكر أن هناك أنواعا من النخل يمكن أن تخرف يوميا كالمقفزي والمستاني، وبعضه يوما بعد يوم مثل خلاص الوادي، وبعضه كل ثلاثة أيام كخلاص الأحساء وأم قميعة.