العالم

هل يقتل جنون العظمة حسن نصرالله؟

مهووس بالإعلام الإسرائيلي.. يقرأ كل كلمة تكتب عنه.. ويعيش في رعب بعد تصفية سليماني

الأمين العام لحزب الله وسليماني (مكة)
هل يتسبب شكه في كل من حوله، وشعوره بجنون العظمة في نهاية أسطورة الأمين العام لحزب الله الإرهابي حسن نصرالله؟

سؤال مهم طرحه تقرير مخابراتي مفصل، نشرته صحيفة (يديعوت أحرونوت) الإسرائيلية في ملحق كامل، بعد أن كانت نشرت مقتطفات منه قبل أيام، وفضحت كل ما يدور في رأس الرجل الدموي الذي تحول إلى يد الشر لإيران في لبنان والمنطقة.

يصف التقرير نصرالله قائلا «ليس لديه أحد يمكنه الاعتماد عليه، وهو يخشى أيضا أن يكبر أحدهم ويهدد هيمنته، مركزيته الهائلة، وحقيقة أنه لا يعول على أحد، وهذا يتناسب مع نرجسيته»، ويؤكد أن ما وصل له حصيلة مقابلات مع عدد من العاملين في شعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية، مختصين بملف نصرالله، جمعا للمعلومات وتحليلا.

ويقول التقرير «إن نصرالله مصاب بجنون العظمة. ومصاب بالشك. مهووس بالإعلام الإسرائيلي، ويقرأ كل كلمة تكتب عنه، نرجسي. واقع في أزمة هوية. سوبر فطن. لا ينوي بالفعل التقاعد قريبا، ولا يعد وريثا له»، وفقا لما نقله موقع (24) الإماراتي.

سيناريوهات نصرالله

وتقول الدكتورة (ق)، وهي باحثة استراتيجية كبيرة في لواء الأبحاث في (أمان) «إن حسن نصرالله يعيش الإعلام الإسرائيلي.. يعرف كل المراسلين، هذا هو سبيله للتعلم عن المجتمع الإسرائيلي، والجمهور الإسرائيلي، كي يستطيع التراسل معه مباشرة. وفي المدة الأخيرة، الإعلام الإسرائيلي يمنحه منبرا حتى أكثر من الإعلام عنده، في لبنان. الأهمية التي يلقاها من الإعلام عندنا، تواصل فقط تعزيز نرجسيته».

وتعد الدكتورة (ق) هي جزء من فريق يضم أكثر من 15 باحثا في لواء الأبحاث في (أمان)، وكلهم يركزون على أمر واحد هو تحليل شخصية الأمين العام لحزب الله وأعماله، من أجل التكهن بردود أفعاله على السيناريوهات المختلفة. إنهم يحدثون طوال الوقت المعلومات التي تتدفق إليهم، سواء من مصادر علنية أو بوسائل استخبارية سرية، ويبنون (ملف نصرالله) للاستخبارات الإسرائيلية.

وهم يؤكدون «شخصيته مثيرة جدا للاهتمام ومعقدة، ولا يمكن معرفة كل شيء عنه. لديه كفاءة سياسية-استراتيجية فريدة، وفي العقود الثلاثة الأخيرة، ينمي صورته كزعيم لا ينازع. إنه مركزي جدا، سري، يقلل من التشاور، ومنهمك بنفسه إلى حد النرجسية».

متعصب لنفسه

ومن أهم ما توصل إليه الفريق هو أن نصرالله ممزق بين هويتين الدينية المتزمتة؛ والهوية السياسية، البراغماتية، حيث لديه أيضا سكان مدنيون يديرهم.

يقول النقيب «أ»، عضو الفريق «إنه متعصب كثيرا لشخصه، ولا يسمح لآخرين بالنمو بقربه. إنه لا يعد وريثا لليوم الذي لن يكون فيه، ويحتفظ بحرص على صولجان السيطرة العسكرية».

وفي خطوة نادرة، سمح الجيش الإسرائيلي لـ(يديعوت أحرونوت) بلقاء عدد من الخبراء بساحة لبنان، من أجل إلقاء نظرة نادرة على (ملف نصرالله).

وعن الموقع العميق للدين في حياة نصرالله، يقول النقيب «أ»، رئيس فرع حزب الله- استراتيجي في ساحة لبنان، «إن نصرالله هو رجل دين، يصلي مثل أي شيعي جيد.. لا قرار في لبنان يمر من دون موافقة حزب الله. لديه سلاح، وهو المنظمة الأقوى والمسيطرة هناك». ويضيف «لا يخرج من المنزل، لا يقترب من النوافذ. عمليا، لا يرى ضوء النهار. إنه يفهم جيدا أنه لحظة يطل برأسه، إسرائيل تعلم أين هو. هذا يجعله شخصا معزولا جدا».

لا يتعرض للشمس

ويضيف «خلال خطاباته، نرى كيف يتصرف بثقل. في المكان الذي ينغلق فيه، ليس لديه إمكانية ممارسة حياة رياضية. كونه لا يتعرض للشمس، تنقصه فيتامينات مثل فيتامين دي».

وعن قدرته على إدارة منظمة معقدة مثل حزب الله في وضع كهذا، يقول «بعد كل هذه السنوات الطويلة جدا على رأس المنظمة، هناك ما يسمى (روح القائد). يكفي نقله تعليمات، ويعلمون ما الذي يريده».

وتوضح النقيب (هـ) رئيسة خلية (جبهة)، التي تتابع الشأن العسكري في عمل نصرالله تجاه إسرائيل «توجيهات نصرالله واضحة جدا للمنظمة..رد على كل قتيل لبناني، على كل مسّ بالسيادة».

بسبب الخشية من اكتشافه، لا يملك هاتفا جوالا. الرسائل يمررها عبر الأشخاص القليلين الذين يتصل بهم، نائبه، الشيخ نعيم قاسم، ورئيس اللجنة التنفيذية هاشم صفي الدين. وتضيف (هـ) «نحن ندرسهما أيضا».

تصفية سليماني

وترى أن نصرالله هو بطل في التعلم، وعرف دائما اكتشاف نفسه من جديد، لكن الآن، تحت ضغوط جمة بعد تصفية سليماني، الأوراق في لبنان اختلطت، ومعسكر نصرالله في فوضى. في قاعدته الشيعية، ينبرون ضده أكثر فأكثر، عزلته، تتزايد مع السنين. هكذا أيضا من ناحية مهنية وشخصية على حد سواء.

ويقول الملازم ثاني (ش) «ليس لديه أحد يمكنه الاعتماد عليه، وهو يخشى أيضا أن يكبر أحدهم ويهدد هيمنته. مركزيته الهائلة، وحقيقة أنه لا يعول على أحد، تتناسبان ونرجسيّته. بالمناسبة، أيضا في ظروف الاختباء التي يعيشها، هناك من يهتم بقص شعره وتشذيب لحيته قبل كل خطاب».

وتقول الدكتورة (ق) «إذ كان مقدسا لغاية سنة 2006، وفي المجتمع الشيعي كانوا كلهم يقولون آمين لكل قرار له، حصلت بعد حرب لبنان الثانية تصدعات في التأييد. لا يزال رمزا، لكن هناك من يقفون ضده».

دائرة الخطر

وتضيف «هو في دائرة الخطر، ما يوفر له سببا لعدم الخروج، ومبررا شرعيا لعدم الالتقاء أو الاجتماع لاتخاذ قرارات مشتركة. هذا ساعده في ممارسة سياسة فرق تسد»، ومع كل هذا، رغم سنه، والعبء الكبير والضغوط، يقول الباحثون «إن نصرالله يذهب للنوم متأخرا، ولا يزال يحرص على تعلم الدين».

وتؤكد المقدّم (أ) «في حياته اليومية، ينهمك نصرالله كثيرا بالمنظومة اللبنانية أكثر من المنظومة الإقليمية. إنها شرعية وجوده الصحيح هناك إلى الآن، المنظومة الإقليمية تعنيه تقريبا مثل قشرة الثوم».

وتكشف الدكتورة (ق) «من المهم جدا له أن يشاهدوا خطاباته. بحسب المعطيات، نسبة المشاهدة لخطاباته في لبنان آخذة في الانخفاض، وهو منزعج جدا من استمرار هذا».

حسن نصرالله:
  • د. حسن عبدالكريم نصرالله.
  • ولد في31 أغسطس 1960.
  • الأمين العام الثالث لحزب الله منذ 16 فبراير 1992 .
  • تولى المنصب خلفا لعباس الموسوي الذي اغتاله جيش الدفاع الإسرائيلي
  • في 6 فبراير 1992 .
  • ولد في برج حمود.
  • تعود أصوله إلى بلدة البازورية، حيث نزح إلى بيروت بحثا عن فرصة عمل.
  • متزوج من فاطمة ياسين، التي تعود أصولها إلى قرية العباسية.
  • له 5 أبناء: محمد جواد، زينب، محمد علي، محمد مهدي.
  • ابنه الأكبر محمد هادي قتل في معركة مع الجنود الإسرائيليين في سبتمبر 1997 في جبل الرفاعي.