العالم

قادة الحرس الثوري خانوا خامنئي

تصريحات وزير الاستخبارات تكشف صراعات نظام الملالي نادر: قادة فيلق القدس ليسوا مخلصين لقادتهم الفاسدين والقمعيين الآمال تتلاشى لدى الجمهور والنخبة من الإصلاح في طهران الإيرانيون يعتبرون نظامهم فاشلا أوصلهم إلى طريق مسدود عناصر داخل هيكل النظام ينتظرون اللحظة المناسبة للتحرك

علي خامنئي (مكة)
فضح تصريح وزير الاستخبارات الإيراني محمود علوي، بشأن ضلوع أحد أفراد القوات المسلحة الإيرانية في اغتيال العالم النووي محسن فخري زاده، الخلافات العميقة داخل نظام الملالي الداعم للإرهاب، وأكد أن عناصر فيلق القدس التابع للحرس الثوري مستعدون لخيانة المرشد الأعلى علي خامنئي.

وأكد الكاتب الإيراني علي رضا نادر زميل معهد «الدفاع عن الديمقراطيات»، أن الأمر يتجاوز الخيانة، وأن عناصر الحرس الثوري الساخطين قد يستغلون الفرصة المناسبة للتحرك ضد النظام الذي ينزلق من أزمة إلى أخرى، مؤكدا أن مقتل زاده فتح الباب المغلق عن الصراع الخفي داخل السلطة في طهران، وأن الفترة المقبلة قد تشهد عددا من الأزمات، وفقا لموقع (24) الإماراتي.

وأشار نادر إلى أنه رغم أن إسرائيل تعتبر المشتبه الأول في مقتل فخري زاده، إلا أن نجاح عملية الاغتيال تؤكد أن إسرائيل أسست شبكة مهمة لعملياتها في إيران، ويرجح أنها تضم عناصر من النظام، بما في ذلك قوات الأمن مثل «الحرس الثوري».

ثراء القيادات

وأكد الكاتب أن الحرس الثوري مكلف بحماية النظام من كل التهديدات الداخلية والخارجية، إلا أن «بعض العناصر ليسوا مخلصين بالكامل لقادتهم، فخيبة الأمل التي تسود المجتمع الإيراني من قادتهم الفاسدين والقمعيين، انسحبت على عناصر الحرس الثوري».

وأشار إلى أنه في ظل حالة الثراء التي تسود القيادة العليا في الحرس الثوري، قد تدفع الحوافز المالية وعدم الرضا الوظيفي بعض العناصر للتعاون مع إسرائيل، كما قد يرغب عناصر الحرس الثوري المعارضون في إضعاف النظام من الداخل من خلال التعاون مع تل أبيب.

ولفت إلى أنه في مرحلة سابقة، دعم عناصر من الحرس الثوري جهود الإصلاح التي قام بها الرئيس السابق محمد خاتمي (1997 - 2005)، كما دعموا مير حسين موسوي، المرشح الرئاسي الإصلاحي الذي طعن في إعادة انتخاب محمود أحمدي نجاد في 2009. وقال «مع ذلك تلاشت الآمال في الإصلاح في إيران تماما، ليس فقط بين الجمهور، ولكن بين النخبة أيضا».

نظام فاشل

وقال نادر «ينظر الإيرانيون، ومنهم عناصر من داخل النظام، إلى الجمهورية على أنها نظام سياسي فاشل وصل إلى طريق مسدود في عهد خامنئي، الديكتاتور الجامد أيديولوجيا والمنغلق على نفسه».

ويضيف «ليس من المستغرب أن يخطط بعض عناصر الحرس للتحرك ضد خامنئي، فبعض أعضاء الحرس غير راضين عن جهوده، وجهود ابنه مجتبى، لتوطيد السلطة من خلال استبدال النخبة الأكبر سنا في النظام».

ويرى أن عناصر الحرس الثوري وقوات الأمن الأخرى الموالية لخامنئي تتحمل المسؤولية في سحق الانتفاضات الشعبية في 2018 و2019، مما أسفر عن مقتل حوالي 1500 إيراني في تظاهرات نوفمبر 2019 وحدها، ومن المرجح أن تواجه التظاهرات المستقبلية عنفا مشابها أو أكبر من «نظام يائس من أجل البقاء».

معضلة أخلاقية

ونوه إلى أن بعض عناصر الحرس الثوري يواجهون معضلة أخلاقية، حيث يكونون في بعض الأحيان مترددين في قتل شعبهم، قد يقاوم بعضهم الأوامر، بينما قد يعمل آخرون بنشاط مع إسرائيل لإضعاف النظام، من خلال تبادل المعلومات التي تؤدي إلى مقتل كبار مسؤولي النظام وتدمير البنية التحتية النووية الحيوية.

وتوقع أن تكون إسرائيل المسؤولة عن الانفجارات الأخيرة في منشأة تخصيب اليورانيوم في نطنز بمساعدة من الداخل، ويقع أمن نطنز، مثل أمن البرنامج النووي الإيراني بأكمله، ضمن اختصاص «الحرس الثوري» الإيراني.

ويعتبر مقتل فخري زاده دلالة على أن عناصر من داخل هيكل سلطة النظام قد تكون على استعداد لخيانة خامنئي لمنع إيران من الغرق في الهاوية. ويشير نادر إلى أن اغتيال فخري زاده والانقسامات داخل النظام توفر خيارات بديلة لإدارة بايدن لممارسة الضغط على النظام الإيراني، إذا فشل في كبح التقدم في البرنامج النووي.

عناصر ساخطة

وفيما ختم نادر كلامه قائلا «عناصر الحرس الثوري الساخطون قد يستغلون الفرصة المناسبة للتحرك ضد النظام الذي ينزلق من أزمة إلى أخرى». يؤكد مراقبون أن الانقسام داخل النظام الإيراني ليس الأول من نوعه، فقد شهدت الفترة الماضية خلافات عميقة تكشف عن إمكانية سقوط النظام في أي وقت.

ولفت الحرس الثوري الأنظار في العام الماضي عندما أنتج فيلم (الخروج) الذي ينتقد الرئيس الإيراني حسن روحاني، ولمواجهة الثورة التي تدور رحاها حاليا في البلاد، يتخلى الحرس الثوري عن الدعاية القديمة، ويحاول الوصول إلى الشباب من خلال إنتاج أفلام «الأكشن» في تجربة سينمائية تحمل اسم «الخروج»، يؤدي خلالها الممثل الإيراني المخضرم فرمارس جريبان، دور الضحية «رحمت»، وهو جندي إيراني سابق غاضب من الرئيس الإيراني.

الفيلم يطرح مجموعة من الأسئلة داخل إيران وخارجها، لكونه ممولا من قبل الحرس الثوري، وهي المنظمة شبه العسكرية للنظام الإيراني.