العالم

خبراء: الصدمات ستتوالى في وجه طهران

توقعوا ألا يقع فريق بايدن في الأخطاء التي تورط فيها أوباما

بوبي غوش
استبعد مسؤولو السياسة الخارجية والأمن القومي الأمريكي، عودة فورية إلى الاتفاق النووي المبرم عام 2015، المعروف باسم خطة العمل الشاملة المشتركة، الذي تفاوض عليه الرئيس الأسبق باراك أوباما وانسحب منه الرئيس السابق دونالد ترمب.

وفيما أكد عدد من الخبراء أن فريق بايدن لن يقع في الأخطاء التي وقع فيها باراك أوباما قبل 6 سنوات، قال الكاتب الصحفي بوبي غوش في تقرير نشرته وكالة بلومبيرج للأنباء، «إن هذا يترك مساحة لبايدن لانتهاج سياسة مختلفة في التعامل مع إيران، لا تكون بمثابة رد فعل لسياسة ترمب ولا تعد استمرارا مباشرا لسياسة أوباما».

ويتركز الموقف الحالي للإدارة من الاتفاق النووي، على أنه يجب على الإيرانيين الذين انتهكوا منذ فترة طويلة القواعد الخاصة بحدود تخصيب اليورانيوم التي فرضها الاتفاق، أن يعودوا إلى الامتثال للشروط التي وافق عليها أوباما قبل أن تسمح الولايات المتحدة بأي تخفيف للعقوبات التي فرضها ترمب.

من جانبها تصر طهران على رفع العقوبات أولا، وتحاول تجميع بعض أوراق الضغط أو النفوذ لإجبار بايدن على ذلك، وقامت بتكثيف تخصيب اليورانيوم وبدأت في إنتاج معدن اليورانيوم الذي يستخدم في صنع القنابل الذرية.

وقد تجاهل الأمريكيون حتى الآن هذا الجدال. وكان هناك المزيد من علامات الصبر المشجعة هذا الأسبوع، أولا رفض متحدث باسم وزارة الخارجية ضمنيا اقتراحا إيرانيا جديدا، بأن يقوم الاتحاد الأوروبي «بترتيب» عودة متزامنة إلى الامتثال من كلا الجانبين. ويحرص الأوروبيون على إسقاط العقوبات حتى يتمكنوا من استئناف التجارة مع طهران.

ولم يفعل الأوروبيون الكثير إزاء تجاوزات النظام الإيراني النووية، سوى الإعراب عن رفضهم لها.

ومما يبعث على الاطمئنان أكثر، هو ما تردد عن أن بلينكن وجه روب مالي، مسؤول الوزارة المعني بالشؤون الإيرانية، بتجنب تفكير القطيع، من خلال تعيين أعضاء لديهم آراء أكثر تشددا «مثل الصقور» في فريقه المفاوض. وينظر إلى مالي، الذي كان شخصية محورية في الفريق الذي تفاوض على اتفاق 2015، على أنه من الحمائم، وقد عارض الجمهوريون وبعض الديمقراطيين المحافظين تعيينه بشدة.

ويبدو أن فريق بايدن مستعد للتعويض عن الأخطاء الكبيرة التي وقعت خلال سعي أوباما لإبرام اتفاق 2015، مثل الفشل في معالجة التهديدات غير النووية لإيران ومراعاة وجهات نظر الدول التي تهددها الجمهورية الإسلامية مباشرة. وتقول الإدارة إن جيران إيران سيكون لهم مقعد على الطاولة في المفاوضات المستقبلية حول قضايا مثل البرنامج الصاروخي للنظام الإيراني، واستخدامه الميليشيات بالوكالة وغيرها من الأنشطة المزعزعة للاستقرار في جميع أنحاء المنطقة.

وعلى الرغم من تحدثه بلطف أكثر من ترمب، أظهر بايدن أيضا استعدادا لاستخدام العصا الكبيرة التي تركها سلفه وراءه، وإذا كانت طهران تتوقع التساهل أو تخفيف العقوبات، فقد تعرضت لصدمة قوية هذا الأسبوع، حيث اتخذت الإدارة الجديدة موقفا متشددا بشأن محاولاتها السرية لتصدير النفط. ورفعت وزارة العدل دعوى أمام محكمة جزئية أمريكية، سعت فيها لمصادرة مليوني برميل على ناقلة نفط يونانية قالت إن إيران تستخدمها لشحن النفط إلى الخارج.