العالم

إردوغان يحول تركيا إلى محرقة للهاربين من إيران

نيويورك تايمز: جميع المدن التركية باتت مستباحة من قبل عملاء نظام طهران رسائل تهديد وملاحقات تبث الرعب والخوف في قلوب المعارضين خوشرو: رجال يغطون وجوههم يدخلون المبنى ويقرعون بابنا راموز تعرضت للضرب المبرح أثناء الاستجواب وأصيبت في كبدها استدرجوا جبر من منزله بالسويد إلى تركيا ثم قاموا بتخديره وتهريبه

روح الله زم (مكة)
كشفت «نيويورك تايمز» الأمريكية تفاصيل مثيرة عن الجحيم الذي يتعرض له المعارضون الإيرانيون الهاربون إلى عدد من المدن التركية، بفضل الدعم الذي يقدمه نظام رجب طيب إردوغان لمنظومة الإرهاب الإيرانية.

ولفتت إلى أن 40 ألف إيراني يسعون للحصول على الحماية الدولية في تركيا، وفقا لمنظمة اللاجئين التابعة للأمم المتحدة، مؤكدة أن التحالف الشيطاني الذي يجمع نظامي البلدين، جعل المدن التركية مستباحة من قبل إيران ومخابراتها.. وفقا لتقرير نقلته قناة (العربية) عن الصحيفة الأمريكية.

وسردت الصحيفة قصصا مؤلمة لإيرانيين تعرضوا للقمع، وجرى اقتيادهم إلى إيران، ليتعرضوا لأشد أنواع القمع والعذاب، ويواجهوا الموت في السجون الإيرانية.

كابوس كبير

فضحت الصحيفة في تقرير مطول قصة أمريكي وإيرانية يعيشان في بلدة ساحلية صغيرة في تركيا، تحول حلمهما بالعيش الحالم بعيدا عن القلق والتوتر إلى كابوس.

أبلغ الزوجان عن رسائل تهديد ومضايقات يتعرضان لها من قبل رجال يعتقدون أنهم عملاء للنظام الإيراني، وزادت مخاوفهما بسبب خطف وقتل معارضين إيرانيين في تركيا في الأشهر الأخيرة.

وقالت خوشرو، التي فرت من إيران بعد أن سجنت وتعرضت للضرب لمشاركتها في احتجاجات ضد ارتفاع أسعار الوقود «نحن خائفون حقا، نذهب فقط إلى أقرب سوبرماركت ونعود، هناك بعض الرجال الذين يغطون وجوههم ويدخلون المبنى ويقرعون بابنا».

تخدير وتهريب

وكانت تركيا في وقت سابق ملاذا آمنا للعديد من الإيرانيين الذين يعبرون الحدود بشكل غير قانوني أو يستخدمون برامج الزيارة المفتوحة، حيث وصل الآلاف كلاجئين منذ الحملة القمعية ضد الاحتجاجات عام 2009، سجلت منظمة اللاجئين التابعة للأمم المتحدة نحو 40 ألف إيراني يسعون للحصول على الحماية الدولية في تركيا عام 2017. وفي الأشهر الأخيرة، يبدو أن بعض المعارضين الإيرانيين مستهدفون من قبل الحكومة الإيرانية.

وأكد مسؤول تركي قبل أيام أن الشخصية المعارضة الإيرانية البارزة حبيب جبر، خطف وأعيد قسرا من تركيا إلى إيران في أكتوبر، وخلص المحققون إلى أنه تم استدراجه من منزله في السويد إلى تركيا من قبل عملاء المخابرات الإيرانية، ثم قاموا بتخديره وتهريبه عبر الحدود من قبل مجموعة لتهريب المخدرات، حسب ما قال المسؤول، الذي لم يكشف عن هويته.

الذهاب للسجن

وعملت تركيا في عهد الرئيس رجب طيب إردوغان على تعزيز علاقتها مع نظام إيران المتهم بالقمع والإرهاب، لديها اتفاق تسليم مطلوبين مع إيران، وقامت بشكل عام بترحيل الإيرانيين الذين عبروا الحدود بشكل غير قانوني أو ليس لديهم تصاريح إقامة.

ويرى ليفينت بيسكين، المحامي التركي، أن هناك مؤشرات تظهر أن تركيا تتصرف بمزيد من الحذر منذ اختطاف حبيب، ويقول «من الأمثلة على ذلك مصير صحفي إيراني قبض عليه في شرق تركيا في 18 يناير بعد عبوره الحدود بشكل غير قانوني من إيران لتجنب السجن، ودعت لجنة حماية الصحفيين ومقرها نيويورك تركيا إلى عدم ترحيل الصحفي محمد مساعد، وفي نوفمبر، حصل على جائزة المنظمة الدولية لحرية الصحافة بعد أن فر من بلاده إثر تلقيه أوامر بالذهاب إلى السجن».

ضغوط إيرانية

وقال مسؤول تركي رفيع إن مساعد احتجز وأدخل المستشفى بسبب اعتلال صحته، وأكد أنه عرف عن نفسه بأنه صحفي وتقدم بطلب للحصول على الحماية الدولية واستبعد ترحيله، وعلى الرغم من تأكيدات تركيا، يقول النشطاء والمعارضون الإيرانيون في البلاد، إنهم قلقون على مستقبلهم.

من جانبها، قالت سنام وكيل، نائبة مدير برنامج الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في معهد الأبحاث البريطاني تشاتام هاوس، إن من بين المعارضين الذين يعيشون في الخارج، يتم استهداف الرعايا ذات الأصول الإيرانية بشكل خاص. وقالت «يتعرض مزدوجو الجنسية بلا شك لضغوط من أجل التأثير على الدول الغربية».

ضرب مبرح

من جهتها، تقول الناشطة الإيرانية المختبئة في تركيا سمية راموز (38 عاما) إنها تلقت تهديدات من عملاء المخابرات الإيرانية، وتعمل مصففة شعر في بلدة عبدان الجنوبية وكانت جزءا من مجموعة سرية تدعم عودة الملكية الدستورية في إيران التي نظمت احتجاجات في عام 2017 وهربت إلى تركيا قبل ثلاثة أشهر.

وأكد محاميها أنها احتجزت العام الماضي في إيران لمدة ثلاثة أشهر، وتعرضت لضرب مبرح أثناء الاستجواب لدرجة أنها أصيبت في كبدها، ثم قالت إن أحد الحراس اعتدى عليها جنسيا، وتصف وضعها «تراودني كوابيس ليلا ونهارا.. أستيقظ أصرخ وحدي».

وأظهرت وثائق المحكمة أنه تم الإفراج عنها بكفالة في 31 يوليو. وقالت سمية إنها كانت تعيش في بلدة صغيرة على الساحل الشمالي لتركيا وتلقت تهديدات متعددة.

تهديد وطعن

وأكد تقرير (العربية) أن الناشط أرسلان رضائي تعرض للطعن حتى الموت في إسطنبول في ديسمبر على الرغم من عدم وضوح الجهة التي تقف وراء مقتله، حيث يؤكد النشطاء الذين عرفوه أنه كان يتلقى تهديدات من عملاء الحكومة الإيرانية.

واستدرجت إيران روح الله زم، الذي كان يدير قناة معارضة شعبية على مواقع التواصل الاجتماعي من منفاه في فرنسا، إلى العراق حيث تم اختطافه وإعادته إلى إيران، وقد تم إعدامه شنقا في الشهر الماضي، وزاد النشطاء قلقا مما قد يحدث في المستقبل لترصد وإعادة المعارضين من إيران.