العالم

إردوغان يستخدم (العطش) لتعذيب مليون سوري

قطع الإمدادات عن الأكراد 20 مرة خلال عام واحد فقط

أسرة كردية تبحث عن شربة ماء (مكة)
أكدت تقارير إعلامية أن الرئيس التركي رجب طيب إردوغان يستخدم (العطش) لتعذيب السوريين وزعزعة استقرار المنطقة، عبر قطع المياه عن المناطق التي يُسيطر عليها في شمال شرق سوريا، خوفا من قيام دولة كردية.

ونقل موقع (24) الإماراتي عن (دويتشيه فيله) الألماني، أن حوالي مليون شخص في منطقة الحسكة، التي يحكمها الأكراد في شمال شرق سوريا، يعانون من انقطاع إمدادات الماء مرة أخرى، كما حدث حوالي 20 مرة في الأشهر الـ12 الأخيرة.

واشارت الباحثة السورية في منظمة (هيومن رايتس ووتش) سارة كيالي «هذه كارثة إنسانية، حيث تشهد بعض أجزاء المنطقة انقطاع المياه لليوم الثامن على التوالي».

ولفتت إلى تفاقم مشاكل الإمداد من أقرب محطة مياه (علوك)، منذ سيطرة القوات التركية ووكلائها السوريين عليها في أكتوبر 2019، بعد عملية (نبع السلام) التي استهدفت قوات سوريا الديمقراطية (قسد) التي يقودها الأكراد في المنطقة.

وتعد محطة المياه التي تسيطر عليها تركيا، على محطة كهرباء (مبروكة) التي تُسيطر عليها قوات (قسد) لتوليد الطاقة، وتعتبر المياه التي تنقل للسكان عبر الصهاريج أغلى بثلاث مرات، ومنخفضة الجودة، ما يؤدي إلى إصابة السكان بالأمراض. وقالت كيالي «تقتطع تركيا جزءا أساسيا من الاحتياجات الإنسانية بشكل متكرر، وأدى انقطاع المياه إلى تداعيات على جميع السكان».

اتهامات سوريا

وتتهم سوريا تركيا بالتسبب في انقطاع المياه، رغبة في زعزعة استقرار المنطقة التي يعيش فيها الأكراد السوريون البالغ عددهم نحو مليون نسمة في أكثر من 45 قرية، بينما تدعي أنقرة أن سبب الانقطاعات المتكررة، مشاكل فنية.

ويؤكد المحلل السياسي في مركز دراسات تركيا التطبيقية والمعهد الألماني للشؤون الدولية والأمنية جوني يلدز، قائلا «إن تركيا تنفي الاتهام بقطع المياه عن المنطقة، وتقول إن محطة مياه علوك لا تزال تحت الصيانة، وتواجه نقصا في الكهرباء من سد لا يخضع للسيطرة التركية»، مضيفا «من ناحية أخرى، تعلن تركيا صراحة نيتها القضاء على الإدارات التي أقيمت في شمال شرق سوريا، وهي على الأرجح مستعدة لاستخدام وسائل مختلفة لتحقيق ذلك، وزعزعة استقرار المنطقة جزء من تلك الاستراتيجية».

ممارسات إردوغان

ويؤكد تشارلز فلين الباحث في مركز روجافا للمعلومات ذلك قائلا «وجود منطقة كردية مستقلة بالقرب من تركيا فكرة قد تشجع على المزيد من الانتفاضات بين الأكراد في تركيا، لذلك يتطلع إردوغان إلى منع قيام دولة كردية في سوريا»، وتشير المتحدثة باسم مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية دانييل مويلان، إلى أن الحصول على المياه أمر بالغ الأهمية في سياق محاربة جائحة كورونا، مضيفة «تُواصل الأمم المتحدة دعوة الأطراف المعنية لضمان توفير المياه من علوك بما يتماشى مع القانون الإنساني الدولي، وعبر سوريا ، لضمان وصول جميع المدنيين إلى الخدمات الأساسية».

مليون بلا مياه

وحذر ممثل (اليونيسف) في سوريا فران إيكيزا، من عواقب ترك مليون شخص بلا مياه والاعتماد على الحلول الموقتة، خاصة في أوقات الوباء، مضيفاً «إن انقطاع الإمدادات بالمياه في الجهود الحالية للحد من انتشار فيروس كورونا يُعرّض الأطفال والأسر لخطر غير مقبول».

واعتبر (دويتشه فيله) أن الاستجابات الموقتة التي تقدمها السلطات المحلية ومنظمات حقوق الإنسان، مثل الصهاريج التي تنقل المياه إلى القرى المجاورة ليست بديلا حقيقيا؛ لأن المياه أغلى ثمنا وغير صالحة للشرب، ورأى طه عودة أوغلو، الباحث في الشؤون التركية والعلاقات الدولية، أن هذه القضية يصعب حلها دون تدخل دولي لإنهاء هذه المعاناة الإنسانية لأهالي تلك المناطق.