لماذا التحسس من فكرة دعم المؤسسات الصحفية؟
الاثنين / 12 / جمادى الآخرة / 1442 هـ - 19:53 - الاثنين 25 يناير 2021 19:53
فاجأنا وزير الإعلام الأسبق الدكتور عبدالعزيز خوجة قبل أيام بحديث غريب عن الإعلام وكياناته، مع الزميل مالك الروقي في برنامج السطر الأوسط على قناة mbc، خاصة عندما عرّج على موضوع المؤسسات الصحفية واتهامها بالشحاذة وطالب بإغلاقها.
ورغم تقديري الشديد لشخص الدكتور خوجة، إلا أنني لا أستطيع المرور على هذا الحديث دون التوقف عند بعض النقاط التي تستوجب التوضيح.
وليسمح لي القارئ الكريم بالتذكير بموقف الدولة المتقدم وبعيد النظر، عندما دعمت قطاع الرياضة بمئات الملايين من الريالات، وأغلقت جميع الديون الخارجية والداخلية له، حيث لم يثنها الحال المتردي لهذه الأندية من هدر مالي وشبهة فساد في عقود بعض اللاعبين والمدربين والوسطاء عن تصحيح المسار، والاستمرار في تقديم الدعم وفق قوانين وأنظمة محكمة، تجعل من عودة الوضع المتردي السابق مستحيلة.
ما تطالب به المؤسسات الصحفية الثماني اليوم، هو خطة إنقاذ شبيهة بتلك التي قدمتها الدولة لقطاع الرياضة، خطة تنتشلها من وحل التردي الغارقة فيه بسبب شح الموارد المالية وعجز بعض إداراتها عن مواكبة المرحلة. خطة بدأ وزير الإعلام المكلف الدكتور ماجد القصبي ببذرها، ولكن تحتاج استمرارا في الرعاية، وسرعة في التنفيذ، قبل أن تتساقط المؤسسات الواحدة تلو الأخرى نتيجة عدم مقدرتها على الإيفاء بالتزاماتها.
@Alnowaisir
ورغم تقديري الشديد لشخص الدكتور خوجة، إلا أنني لا أستطيع المرور على هذا الحديث دون التوقف عند بعض النقاط التي تستوجب التوضيح.
- ذكر أنه بشّر بانتهاء زمن النخبوية قبل أكثر من 10 سنوات محليا وعالميا، وبالتالي انتفاء دور المؤسسات الصحفية وعدم مقدرتها على قيادة المشهد الإعلامي، ومع هذا هو نفسه خلال توليه حقيبة وزارة الإعلام من منح مؤسسة الشرقية للطباعة والصحافة والإعلام في 2011 رخصة إصدار صحيفة الشرق، وفي 2013 سمح لمؤسسة مكة للطباعة والإعلام بإصدار صحيفة مكة.
- لام الوزير خوجة المؤسسات الصحفية على جمودها وعدم تحولها إلى شركات مساهمة مغلقة تصدر عنها صحف ومحطات تلفزيونية وإذاعية ودور سينما، وتناسى أن هذه المؤسسات لا تملك سلطة التحول لأي كيان آخر غير الذي هي عليه اليوم دون تشريع حكومي.
- في حديثه عن انتهاء زمن الصحف الورقية وعدم وجود أشخاص يرغبون بتوسيخ أيديهم بحبر ورق الصحف. أسأل الوزير خوجة: هل يدرك الفرق بين الصحف الورقية والمؤسسات الصحفية عندما يطالب بإغلاقها؟ وهل يعلم أن جميع الصحف لديها منصات الكترونية تمد ملايين المتابعين لها على منصاتها الأصيلة والأخرى الوسيطة بآخر الأخبار والتقرير والتحقيقات التي تنعكس لاحقا على شاشات التلفزة كمتابعة لها؟ وأن غياب هذه المؤسسات يعني فقدان هؤلاء المتابعين لمصدر معلوماتهم الأكبر والأكثر ثقة، وبالتالي توجههم لمصادر مشبوهة وأقل مصداقية.
- أما بالنسبة لاتهامه المؤسسات الصحفية بالشحاذة، ووصم مسؤوليها بالفشل في عدم مواكبة التحولات العالمية. شخصيا سأقبل بهذا الحديث لو أن حال الأجهزة الإعلامية الحكومية (تلفزيون وإذاعة وصحيفة أم القرى) في عهده وعهد سابقيه ولاحقيه تختلف كثيرا عن حال المؤسسات الصحفية.
- ألا يعتقد أن إلقاء تهمة الفشل على المؤسسات الصحفية وحدها، محاولة يائسة لعدم تحميل مسؤولي وزارة الإعلام السابقين مسؤولية ما وصلت إليه هذه المؤسسات؟ أليست الوزارة هي من وضعت أنظمتها؟ ألم تختر مسؤوليها؟ ألم تبق عليهم عقودا دون حساب؟ ماذا فعلت عندما كانت هذه المؤسسات تحقق أرباحا بالملايين؟ هل حدثت نظامها ليستوعب الطفرة المالية؟ هل دفعت المؤسسات نحو التحولات الإعلامية الجديدة أم إنها فوجئت بالطفرة الرقمية مثلهم؟
وليسمح لي القارئ الكريم بالتذكير بموقف الدولة المتقدم وبعيد النظر، عندما دعمت قطاع الرياضة بمئات الملايين من الريالات، وأغلقت جميع الديون الخارجية والداخلية له، حيث لم يثنها الحال المتردي لهذه الأندية من هدر مالي وشبهة فساد في عقود بعض اللاعبين والمدربين والوسطاء عن تصحيح المسار، والاستمرار في تقديم الدعم وفق قوانين وأنظمة محكمة، تجعل من عودة الوضع المتردي السابق مستحيلة.
ما تطالب به المؤسسات الصحفية الثماني اليوم، هو خطة إنقاذ شبيهة بتلك التي قدمتها الدولة لقطاع الرياضة، خطة تنتشلها من وحل التردي الغارقة فيه بسبب شح الموارد المالية وعجز بعض إداراتها عن مواكبة المرحلة. خطة بدأ وزير الإعلام المكلف الدكتور ماجد القصبي ببذرها، ولكن تحتاج استمرارا في الرعاية، وسرعة في التنفيذ، قبل أن تتساقط المؤسسات الواحدة تلو الأخرى نتيجة عدم مقدرتها على الإيفاء بالتزاماتها.
@Alnowaisir