العالم

عواصف الشتاء تهدد بإسقاط إردوغان

72 % من المشاركين في استطلاع معهد إسطنبول يؤكدون أن الوضع الاقتصادي سيئ جدا

مظاهرات تندد بإردوغان (مكة)
توقعت وسائل إعلام تركية أن يكون الشتاء الحالي أكثر صعوبة على الرئيس رجب طيب إردوغان في ظل المشاكل والتحديات التي تعصف به من كل الاتجاهات، وأكدوا أن عواصفه ستزيد من حالة الغضب الشعبي التي تواجه نظامه.

وقالت الصحفية أتيلا يزيلادا في موقع (بي. أي. تركيا) الإخباري «إن تركيا بدأت العام الجديد بتفش مزعج لفيروس كورونا المستجد وباقتصاد لا يثق به إلا قلة من الناس».. وعيشية رأس السنة الميلادية، أعلن وزير الصحة التركي فخر الدين قوجة، تسجيل 14380 إصابة جديدة بمرض (كوفيد 19) و239 وفاة في غضون 24 ساعة فقط.

وكشف استطلاع لمعهد إسطنبول للبحوث الاقتصادية، في الفترة ما بين 17 ديسمبر و19 منه، أن نسبة 72 % من الأشخاص، وصفوا الأوضاع الاقتصادية بأنها (سيئة) أو (سيئة جدا)، بينما توقعت نسبة 51 % أن تزداد الأوضاع سوءا.

الهدوء الهش

ووفقا للصحفية التركي، يلعب إردوغان والفريق الاقتصادي الجديد الذي يضم وزير الاقتصاد لطفي إلفان وحاكم البنك المركزي ناجي إقبال، دور الشرطي السيئ والشرطي الجيد. ويوجه الرئيس تهديدات للجميع في الداخل والخارج.

وقالت «ثمة تساؤلات عما إذا كانت هذه الاستراتيجية التي تتبناها حكومة إردوغان، تتيح لتركيا عبور شتاء قاس مع تلقي الصدمات الخارجية، ولا سيما أن الرئيس الأمريكي جو بايدن، الأكثر صرامة، يمكن أن يعكر الهدوء الهش».

ولفتت إلى أن إردوغان استطاع في ظل رئاسة ترمب تجاوز الكثير من نقاط الاشتعال المحتملة بين أعضاء حلف شمال الأطلسي، بفضل علاقة الصداقة بين الاثنين، لكن الوضع اختلف الآن، فثمة احتمال باشتعال بعض هذه التوترات، كما أن ثمة فرصة أيضا للتوافق، كما كتبت ناتشا توراك في موقع شبكة (سي. أن. بي. سي) الأمريكية للتلفزيون.

علاقة شخصية

وأشار التقرير إلى أن السنوات الأربع المقبلة بالنسبة إلى تركيا وعلاقتها مع واشنطن، لن تكون شبيهة بالسنوات الأربع الماضية. وبحسب مايكل روبن المسؤول السابق في البنتاجون والباحث في (أمريكان إنتربرايز إنستيتيوت) فإن الأمر الوحيد الذي أبقى على تماسك العلاقة في السنوات الماضية، كانت العلاقة الشخصية مع إردوغان...ومع ذهاب ترمب، يتعين على بايدن أن يقلق كثيرا.

وكانت الولايات المتحدة الأمريكية اتخذت عقوبات خفيفة ضد تركيا في الأيام الماضية على خلفية صفقة منظومة الدفاع التي أبرمتها مع روسيا، واستطاع ترمب أن يؤخر الكثير من العقوبات التي كانت ستصدر بحق نظام إردوغان.

مواقف متناقضة

وتؤكد الكاتبة أن نقاط النزاع بين أنقرة وواشنطن كثيرة، وهي نقاط تكشف عن مواقف متناقضة حيال الجغرافيا السياسية والتحالفات والحكم الرشيد.

وبين هذه، هناك حقوق الإنسان في تركيا، والتي تحدث الديموقراطيون صراحة عنها، ثم هناك مسألة شراء تركيا منظومة (إس-400) الروسية للدفاع الجوي، التي أغضبت أعضاء حلف شمال الأطلسي وتسببت بعقوبات أمريكية، فضلاً عن العمليات العسكرية ضد الأكراد المتحالفين مع واشنطن في شمال سوريا، ودعم مجموعات إسلامية متطرفة، تجادل أنقرة بأنها ليست إرهابية، وبأنها تشكل ضرورة لحماية مصالحها في المنطقة.

الحاكم المستبد

وأشارت إلى أن هناك التحركات التركية العدائية حيال اليونان وقبرص بسبب الثروات الغازية في شرق المتوسط، بالإضافة إلى دور تركيا في مساعدة إيران على الالتفاف على العقوبات الأمريكية، والقاعدة الجوية المشتركة في إنجيرليك، حيث تستضيف تركيا عددا كبيرا من الجنود الأمريكيين والطائرات ونحو 50 رأسا نووية، والتي هدد إردوغان بإعادة النظر في التعاون في شأنها إذا ما تعرضت أنقرة لعقوبات أمريكية.

ووفقا لمقابلة أجريت في يناير من العام الماضي، وصف بايدن إردوغان بـ(المستبد)، وانتقد أفعاله ضد الأكراد، وقال «إنه على الزعيم التركي أن يدفع الثمن».

كما أنه اقترح أن تدعم الولايات المتحدة قادة المعارضة التركية كي يتمكنوا من إلحاق الهزيمة بإردوغان. ليس من طريق انقلاب، وإنما من طريق العملية الانتخابية.

وتعهد بايدن الاعتراف بالإبادة الأرمينية، وهي مشكلة مثيرة لنزاع شديد مع أنقرة، وتحاشى أي رئيس أمريكي الاعتراف بها منذ قرن. وسبق لمشرعين ديموقراطيين وجمهوريين أن أيدوا فرض عقوبات على تركيا بسبب هجومها على أكراد سوريا، ولشرائها منظومة (إس-400). وستشكل العقوبات ضربة مدمرة للاقتصاد التركي الذي يعاني أصلاً.

تحذيرات أوغلو

على صعيد متصل، حذر رئيس حزب المستقبل التركي المعارض أحمد داود أوغلو، من إقدام الرئيس التركي رجب طيب إردغان، على إجراء تعديلات على قانون الأحزاب لضمان بقاء حزبه في الحكم، بعد المؤشرات التي أكدت تراجع شعبية الحزب.

وقال «إردوغان يبحث جديا مع حليفه حزب الحركة القومية المتطرف، عن بديل لشرط الحصول على الأغلبية للبقاء في الحكم عبر تعديلات في قانون الأحزاب في البلاد، وغايته الوحيدة هي التمسك بالسلطة بأي طريقة، ما سيدفعه إلى البحث عن بدائل لشرط الأغلبية بالانتخابات».

وشن أولغوا هجوما على إردوغان، مؤكدا أن نظام الحكومة الرئاسي، أنشأ هيكلا غريبا يتحكم به شخص واحد، لافتا إلى أنه قضى على مبدأ الفصل بين السلطات.

انخفاض الشعبية

وأكد أن إردوغان سيدرك مع مرور الوقت أنه أصبح أسيرا لشرط (50+1)، وعندما يرى انخفاض أصوات مؤيديه وأنصاره من تحالف حزبي العدالة والتنمية والحركة القومية إلى 35%، سوف يضع النظام البرلماني على جدول أعماله كشرط للبراجماتية السياسية».

وأوضح أن 23 حزبا انخرطت في الحياة السياسية التركية خلال عام واحد، مشددا على أنه من المستحيل أن يحصل الرئيس على الأغلبية في الجولة الأولى من الانتخابات.

وأشار الموقع التركي، إلى أن أحدث استطلاعات الرأي التركية، أكدت انخفاض أصوات حزب العدالة والتنمية وحليفه حزب الحركة القومية لما دون 35% لصالح أحزاب المعارضة بما فيها الأحزاب الجديدة.

أرقام صادمة لإردوغان:

35 % نسبة انخفاض شعبيته.

23 حزبا تنافس حزب إردوغان في الانتخابات المقبلة.

72 % يرون أن الأوضاع الاقتصادية سيئة جدا.

51 % يرون أن الأوضاع تزداد سوءا.