العالم

«أبوهلالين».. خطة حزب الله والأسد الشيطانية لتدمير المنطقة

لواء سوري منشق: الخطة السرية تستهدف الخليج ومصر وبعض دول أوروبا الحرة: شحنات الكبتاجون التي ضبطت في المنطقة تفوق ميزانية سوريا فرزات: بشار وأخوه أيهم وأبناء طلال الأسد يشرفون على مصنع البصة باللاذقية التقارير الأمنية تكشف تورط حسن نصر الله ورجاله في شحن الحبوب المشبوهة أقفاص البيض وإطارات السيارات وألواح الرخام تستخدم في التهريب والخداع شخصيات نافذة وصناعة منظمة تقف خلف التهريب من طرطوس واللاذقية عبيد: الحبوب المخدرة تباع في أكشاك الشاي والقهوة المتنقلة في دمشق المواد الأولية للمخدرات المحلية يتم استيرادها من الهند وروسيا وبولندا

حبوب أبوهلالين السورية
تحالف شيطاني يجمع نظام الأسد مع حزب الله الإرهابي لإنتاج الكبتاجون السوري، أو ما يسمى بأقراص «أبوهلالين»، بهدف غزو دول المنطقة وتدمير عقول شبابها، من خلال مخطط تدميري يحقق هدفين، أولهما تمويل عملياتهما العسكرية التخريبية، وثانيهما إشاعة الفوضى والضياع داخل دول الجوار.

كل الوقائع تشير إلى «خطة شيطانية» بعد ضبط أكثر من 15 طنا في إيطاليا وقبلها 30 مليون حبة في اليونان، وملايين أخرى ضبطتها السلطات الأمنية في السعودية ومصر والأردن وغيرها من الدول، التي باتت وجهة «الكبتاجون السوري».. وفق تحقيق استقصائي لقناة (الحرة)، نقله موقع «بيروت أوبزرفر».

قالت القناة الأمريكية إن كميات الكبتاجون التي جرى ضبطها في منطقة الشرق الأوسط خلال الأشهر الماضية تفوق ميزانية سوريا بكثير، وإن الخطة المشبوهة يمكن أن تكون أكثر تدميرا من حرب شاملة يقف خلفها نظام الملالي في إيران.

شخصيات نافذة

لا يبدو منتج الكبتاجون أو (أبوهلالين) عشوائيا أو متفرقا كما كان في السابق، بل تحول الأمر إلى صناعة منظمة، تديرها شخصيات نافذة، ويقف من ورائها نظام الأسد ومن خلفه نظام الملالي الإيراني، وهو ما تؤكده تفاصيل طرق التهريب، عبر البر من الحدود أو البحر من الموانئ السورية التي لا يمكن لأي شخص دخولها أو التجارة عبرها، سواء طرطوس الذي تهيمن عليه روسيا أو ميناء اللاذقية، الذي كانت إيران قد دخلت فيه بعقود استثمارية في السنوات الماضية.

وتشير التقارير الأمنية في دول عدة إلى أن حزب الله اللبناني الإرهابي بزعامة حسن نصر الله مسؤول أساسي أيضا في صناعة المخدرات، ومن ثم شحنها بطرق مختلفة إلى دول الجوار مع سوريا أو دول بعيدة في القارة الأوروبية، وهنا يحقق هدفا يتعلق بالمبالغ الطائلة التي يجنيها من هكذا تجارة، في مدخول لتمويل عملياته العسكرية والحصول على الأسلحة.

تهريب المخدرات

أكدت التقارير الصادرة على مدار العامين الماضيين، أن مصدر الحبوب المخدرة يأتي من جانب نظام الأسد وحزب الله، لكن لم يكن هناك شيء مثبت حول المناطق التي تتم فيها عمليات التصنيع والترويج، وبحسب ما قالت ثلاثة مصادر تحدث إليها موقع “الحرة” فإن صناعة المخدرات في سوريا باتت منظمة بشكل كبير، وأصبحت لها أسواق ليس للخارج فقط بل للداخل، وعلى جميع مناطق النفوذ.

لا يخفى على أي سوري أن تهريب المخدرات وآليات ترويجها ليس جديدا على بلادهم، بل يعود الأمر إلى تسعينات القرن الماضي وقبل ذلك أيضا، لكن في تلك الفترة لم يكن هناك تصنيع بشكل منظم، بل اقتصر الأمر على عمليات التغليف بطرق سرية، وفيما بعد الشحن إلى وجهات متفرقة، لتكون سوريا بذلك بلدا لعبور هذه المواد، والتي كانت تأتي من وجهات عدة سواء من لبنان أو دول أوروبية أيضا من أجل إيصالها إلى منطقة الخليج.

أقفاص البيض

ويؤكد التقرير أن الآلية المذكورة في ترويج وتهريب المخدرات انسحبت على شخصيات نافذة وأخرى غير نافذة من أبناء بعض العشائر، وعلى مختلف المحافظات السورية، أبرزها محافظة حمص التي كانت محطة وسطى لتجار المخدرات، وفيها كانت تتم عمليات التغليف بطرق سرية، في إطارات السيارات أو أقفاص البيض أو حتى ألواح الرخام، وهناك أمثلة كثيرة على ذلك، فبعد عام 2011 ومع مرور سنوات الصراع المسلح وما تبعها من مناطق نفوذ متفرقة، دخلت تجارة المخدرات وآلية ترويجها مرحلة جديدة في سوريا، ليتم التحول من “بلد العبور” إلى “بلد التصنيع والعبور معا”، وساعد في هذا الأمر مقومات عدة، على رأسها دخول “حزب الله” بشكل رسمي إلى جانب قوات الأسد، وصولا إلى سيطرته على كامل الشريط الحدودي بين لبنان وسوريا، من القصير في ريف حمص وصولا إلى جرود القلمون.

عبور ثم صناعة

يقول محمود علي وهو ضابط برتبة “لواء” منشق عن نظام الأسد، كان سابقا ضمن ملاك “وزارة الداخلية”، إنه يجب التمييز بين مرحلتين في سوريا، الأولى ما قبل “الحراك” وما بعده.

ويضيف «سوريا قبل الثورة كانت بلد عبور فقط للمواد المخدرة كالكبتاجون والحشيش المخدر الذي كان يزرع في الأراضي اللبنانية، مشيرا إلى أن التهريب كان عبر طريقين: الأول إلى الأردن باتجاه الخليج ومصر، أما الطريق الثاني فكان عبر سوريا باتجاه أوروبا مرورا بالأراضي التركية.

أما المرحلة الثانية أي ما بعد الثورة اعتبرها اللواء المنشق محطة فاصلة لتجارة المخدرات في سوريا، لتتحول إلى صناعة منظمة ضمن مصانع وورش، تديرها شخصيات نافذة في نظام الأسد وحزب الله الإرهابي، وهو أمر مثبت ويعرفه كل من عمل في السلك الأمني بسوريا.

ويؤكد أن الانتقال إلى صناعة المخدرات، جاء بعد سيطرة قوات الأسد وحزب الله على مناطق عدة في سوريا بعد تهجير المدنيين منها، وكان الفلتان الأمني وتشابك القوى المسيطرة على الأرض عاملين مساعدين لما سبق، بالإضافة إلى غياب الرقابة الدولية التي كانت مشددة على نحو أكثر ما قبل عام 2011.

براءة داعش

ويرى التقرير أن نظام الأسد لم يتخذ أي موقف رسمي حتى الآن من الشحنات التي أعلنت دول أوروبية وأخرى عربية ضبطها من مادة «الكبتاجون»، لكنه في ذات الوقت تتجه “وزارة الداخلية” التابعة له بين الفترة والأخرى إلى الإعلان عن ضبط شحنات داخل الأراضي السورية، خاصة في المنطقة الواصلة بين محافظتي السويداء ودرعا.

وتحدث مروان فرزات وهو صحفي مشارك في تحقيق عن صناعة المخدرا»دير شبيجل

الألمانية، وكشف أن مصدر المواد المخدرة المهربة إلى إيطاليا نظام الأسد «وحزب الله» وليس تنظيم «داعش».

ويقول فرزات بناء على مصادر مطلعة إن عملية تصنيع الكبتاجون في سوريا تتم بعدة مراحل، أبرزها مرحلة الحصول على المواد الأولية اللازمة مثل «الأنفيتامين»، والتي يتم استيرادها من الهند عن طريق معامل الأدوية، سواء الخاصة أو التابعة للحكومة السورية.

تورط الأسد

ويضيف فرزات المقيم في غازي عنتاب، أن بعض المواد الأولية اللازمة لصناعة الحبوب المخدرة يتم استيرادها من روسيا أيضا، وفي بعض الحالات من بولندا، مشيرا إلى أن مصنع البصة في ريف اللاذقية يعد من أبرز النقاط المنتجة للكبتاجون، وذلك تحت إشراف وإدارة من قبل شخصيات من عائلة الأسد، على رأسها، سامر الأسد ابن كمال، وأخوه أيهم، وأبناء طلال الأسد.

وتتوزع مصانع الحبوب في محافظات سورية عدة في ريف دمشق واللاذقية وحمص، وحسب الصحفي «هناك ورش أقل إنتاجا من المصانع الرئيسة، وتتبع لأشخاص نافذين على ارتباط بحزب الله».

ويوضح فرزات أن تجارة المخدرات في سوريا ليست جديدة، لكن الجديد هو أن التصنيع أصبح داخل الأراضي السورية، بعد أن كانت سابقا في لبنان، مشيرا إلى أن طرق التهريب انحصرت في الأعوام الماضية بيد شخصيات من ثلاث جهات هي: «الحرس الجمهوري»، «الفرقة الرابعة»، «حزب الله».

ضبط الصغار فقط

وأكد مدير تحرير موقع “صوت العاصمة” أحمد عبيد لـ»الحرة»: «أن المواد الأولية التي يحتاجها تجار المخدرات وصانعوها في سوريا هي في الغالب ما تكون لتصنيع العقاقير الطبية، وتدخل إما من الخارج، عبر وسطاء سوريين، أو عبر «حزب الله» من الأراضي اللبنانية».

ويضيف «الفرقة الرابعة وحزب الله يعدان شركاء في الاتجار بالمخدرات في معظم الصفقات، وهم المسؤولون المباشرون عن عمليات التصنيع في محيط دمشق، وإلى جانبهم هناك شخصيات من آل الأسد يتولون مسألة التصنيع في الساحل السوري، بشكل مستقل.

ولفت إلى أن المخدرات تنتشر في معظم المحافظات السورية وتباع عبر وسطاء يعملون في مجال بيع المخدرات والحشيش والهروين، مؤكدا أن هيئة مكافحة المخدرات تضبط دوريا بعض الأشخاص بتهم الاتجار، وغالبا من يكونون من صغار الموزعين، بعيدا عن أي تاجر أو مروج كبير.

أكشاك متنقلة

وأشار عبيد خلال حديثه إلى نقطة نهمة تتعلق برواج المخدرات في الداخل السوري، وخاصة في مدينة دمشق، قائلا «الأكشاك ومواقع بيع الشاي والقهوة المتنقلة في دمشق باتت مصدرا أساسيا للحبوب. بالطبع ليس جميعها لكن معظم النقاط تكون على هذه الشاكلة».

ويؤكد أن الاتجار الداخلي يختلف عن الخارجي، ولذلك شخصيات محددة ومسؤولون عن تلك العمليات، ويتابع عبيد «عادة ما تكون الأصناف المعدة للتصدير الخارجي ذات جودة عالية، على خلاف ما يتم ترويجه في السوق المحلية”، ويشير “يمكن وصف عمليات البيع الداخلية والخارجية على أنها على شكل شبكة كاملة تعمل على تصنيع وترويج الحبوب في سوريا ولبنان وإلى الخارج».

كوكايين وهيروين

ويوضح التقرير أن المخدرات التي يجري تهريبها تحسب بمليارات الدولارات، ويقول «في إيطاليا على سبيل المثال بلغت قيمة الشحنة مليار دولار، وقبلها في اليونان بـ660 مليون دولار، الأمر الذي يفتح باب تساؤلات عن الحجم الذي تمثله هذه التجارة وعمليات التصنيع لمصلحة نظام الأسد و”حزب الله”.

ويؤكد الخبير والمحلل الاقتصادي السوري، يونس الكريم، أن إصرار “حزب الله” على السيطرة على المناطق الحدودية بين سوريا ولبنان وخاصة القصير والزبداني، كان المراد منها تحويل هذه المناطق إلى مركز تصنيع وترويج للحبوب المخدرة والحشيش.

ويقول لـ «الحرة»: «اتجاه حزب الله إلى سوريا للتصنيع، جاء بعد أن باتت الدولة اللبنانية في موقف محرج، لذلك كان لابد من البحث عن بديل، لنقل التجارة إلى سوريا، من أجل العمل بشكل آمن».

ويضيف «الانفلات الأمني في سوريا على مدار السنوات الماضية ساهم في رواج تصنيع وتجارة المخدرات»، ويشير إلى أن أسواق متعددة لهذه التجارة باتت تشهدها سوريا وتعيشها في غالبية المحافظات، ولا تقتصر على حبوب “الكبتاجون” بل على «الكوكايين» الذي يشتهر به الروس، والهروين الخاص بالميليشيات الأفغانية.

مصادر تمويل

ويرى الخبير الاقتصادي أن تجارة المخدرات تمثل بالنسبة لنظام الأسد وحزب الله مصادر تمويل سريعة، وتأتي في الوقت الذي يتعرض له الطرفان لعقوبات أمريكية وأوروبية، أدت إلى فقدان القدرة الشرائية وانهيار سعر صرف العملة.

وعد أن الكميات المنتجة التي يتم ضبطها بين الفترة والأخرى من الحبوب لا يمكن أن تنتجها ورشة صغيرة، بل يحتاج الأمر لمعامل، وتقنيات خاصة بالتصنيع والتخزين، وإلى ظروف هادئة وعمل منظم، ويقول «حتى اليوم لا يمكن تقدير حجم مالي حقيقي لتجارة المخدرات في سوريا»، ويؤكد أن ما يمكن تقديره هو أن الشحنات التي يتم ضبطها تتجاوز الموازنة السورية، التي تتحدد في بضعة مليارات.

لماذا أسموها أبوهلالين؟
  • حبوب «الكبتاجون» هو الاسم التجاري للفينثيالين
  • يعد من مشتقات مادة »الأمفيتامين« المخدرة والمنبهة للجهاز العصبي
  • معروفة محليا في سوريا باسم أبوهلالين
  • السبب في التسمية أن كل حبة منها تحمل رسما لهلالين


أين تصنع الخطة الشيطانية؟

• 15 مصنعا تنتج الكبتاجون السوري

• مصنع »ميديكو« في محافظة حمص من أشهر تلك المصانع

• معمل منطقة البصة في ريف اللاذقية

• معمل التضامن الذي تديره »الفرقة الرابعة« في قوات الأسد

• عدة مصانع بمنطقة حسياء على الطريق الدولي الرابط بين دمشق وحمص

• ورشات متوسطة بحجم مصانع تتبع لـ»حزب الله« اللبناني

• تتوزع مصانع حزب الله في منطقة القصير بريف حمص وصولا إلى مناطق القلمون