العالم

إردوغان وخامنئي صديقا الأمس تحولا إلى عدوَّي اليوم

قصيدة شعر ألقاها الرئيس التركي أطلقت شرارة الخلافات عملية مخابراتية قادتها صابرين نقلت معارضا من قلب إسطنبول استدعاء متبادل للسفراء وانتقادات عنيفة من ظريف وعبداللهيان تاجر مخدرات نقل حبيب شعب وحول تركيا إلى ممر خلفي للإرهاب

رجب طيب إردوغان
فجأة ودون سابق اندلعت الخلافات واشتعلت الأجواء بين نظام الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، وبين نظام الملالي الذي يقوده المرشد الأعلى علي خامنئي، وتحول أصدقاء الأمس إلى أعداء اليوم.

لم يتوقف الأمر على استدعاء السفير الإيراني ردا على ادعاءات وجهتها طهران إلى إردوغان بعد قصيدة شعرية ألقاها، كما قالت تركيا، ولكن بعد عملية مخابراتية هزت صورة أنقرة في أوروبا، ونالت من هيبتها، وحولتها إلى مجرد ممر خلفي لإرهاب الملالي.

وللمرة الأولى يتخلى الطرفان عن المصالح الإقليمية المشتركة، ويندفع كل منهما بالعداء والإهانة نحو الآخر، في صورة كشفت عن الزيف الذي كانت عليه العلاقة بين البلدين سنوات طويلة.

إردوغان السبب

شرارة البداية أثارها الرئيس التركي رجب طيب إردوغان بعد إلقائه بيت شعر من قصيدة للشاعر الأذربيجاني محمد إبراهيموف، تراها إيران دعوة انفصالية، كونها تتحدث عن أهمية نهر أرس للشعب الأذربيجاني، حيث يقطع النهر الحدود بين إيران وأذربيجان، وتعيش على إحدى ضفتيه أقلية أذرية تركية في شمال إيران.

أعربت طهران عن استيائها، مؤكدة رفضها حديثه عن أطماع توسعية، وأكد مسؤولون إيرانيون وأعلنت الخارجية الإيرانية استدعاء السفير التركي وتسليمه مذكرة احتجاج، ووصفت كلمات إردوغان بأنها غير مقبولة، حسب ما أوردته وكالة أنباء إرنا الرسمية.

وكتب وزير الخارجية الإيراني جواد ظريف عبر حسابه في (تويتر) «لم يخبر إردوغان أن القصيدة التي تلاها بشكل غير صحيح في باكو تتعلق بالفصل القسري لمناطق أرس الشمالية عن موطنها الأصلي إيران!»، وتساءل ظريف «ألم يفهم أنه تحدث ضد سيادة جمهورية أذربيجان؟، لا أحد يستطيع أن يتحدث عن أذربيجاننا العزيزة»، حسب ما أوردته وكالة أنباء إرنا الرسمية.

الرئيس لا يعرف

وفي سياق متصل، قال المستشار الخاص لرئيس مجلس الشورى الإيراني للشؤون الدولية حسين أمير عبداللهيان في تدوينة «إن تصريحات رجب طيب إردوغان مدعاة للاستغراب والتعجب، فأعتقد أن الرئيس التركي نفسه لا يعرف ما قاله».

وأضاف «يا سيادة الرئيس إردوغان! هناك فرق بين الجوار والأطماع التوسعية. فالرجاء أن تراجع بدقة تاريخ إيران، وخاصة تاريخ الجمهورية الإيرانية».

في المقابل، استدعت الخارجية التركية السفير الإيراني، وأعربت عن استيائها إزاء ادعاءات لا أساس لها وجهتها طهران بحق الرئيس رجب طيب إردوغان، وتأزم الموقف بين البلدين بشكل لافت.

الفناء الخلفي

قبلها بأيام اشتعلت بين البلدين قضية تهريب المعارض الإيراني حبيب شعب من قلب إسطنبول إلى طهران، عبر عملية مخابراتية شاركت فيها امرأة، مما أثار الاستياء التركي.

بدأت القصة عندما ترك المعارض الإيراني المنفي حبيب شعب منزله في السويد وسافر إلى تركيا في أكتوبر دون أن يخبر أصدقاءه، ونقلت صحيفة (واشنطن بوست) عن صديقه فؤاد الكعبي قوله «لم يكن أي منا سيقبل ذهابه»، لافتا إلى أن أنقرة أصبحت تعرف باسم (الفناء الخلفي) لعملاء الاستخبارات الإيرانية.

وبعد وقت قصير من وصوله إلى إسطنبول اختفى شعب. وبعد يومين، أفادت وسائل الإعلام الحكومية الإيرانية أن شعب اعتقل واعترف بتورطه في هجوم مميت على استعراض عسكري قبل عامين في إيران. ولم تقدم أية تفاصيل حول كيفية احتجازه.

امرأة استدرجته

وقال مسؤول تركي «إن وكالة الاستخبارات التركية سرعان ما بدأت في تبديد الغموض، حيث كشفت أن امرأة استدرجته إلى تركيا، حيث تم تخديره وخطفه عندما ذهب لمقابلتها، ثم هرب عبر الحدود إلى إيران، وكل ذلك تم تدبيره من قبل مهرب مخدرات بأمر من المخابرات الإيرانية».

واعتقلت تركيا في الأيام الأخيرة أشخاصا عدة على صلة بخطف شعب، بحسب المسؤول الذي تحدث شرط عدم كشف هويته.

وتشبه عملية شعب، قصة خطف روح الله زم، الصحفي الإيراني المنشق الذي عاش في المنفى في فرنسا لكنه اختفى بعد استدراجه إلى العراق العام الماضي. وأعدم زم، الذي كان يدير قناة شهيرة على وسائل التواصل الاجتماعي.

العملية الثالثة

ويعتبر اختفاء شعب ثالث عملية رفيعة المستوى في تركيا خلال سنوات، يلقى باللوم فيها على الحكومة الإيرانية، ففي عام 2017 قتل إعلامي إيراني حكم عليه بالسجن غيابيا في إيران في إطلاق نار من سيارة مسرعة في إسطنبول قيل إن مساعدا لمهرب المخدرات ناجي شريفي زندشتي نفذه.

والعام الماضي، قتل مسعود مولوي فاردانجاني، المسؤول الدفاعي الإيراني السابق الذي صار معارضا لحكومته، برصاصة قاتلة في إسطنبول، في عملية قال مسؤولون أتراك إن ضباطا في الاستخبارات الإيرانية يعملون في القنصلية الإيرانية هناك حرضوا عليها.

موعد صابرين

وخلص تحقيق تركي أن شعب سافر من السويد إلى إسطنبول في 9 أكتوبر لمقابلة امرأة يشار إليها باسم

صابرين .

دخلت المدينة قبل شعب بيوم. وهي وصلت من إيران بجواز سفر إيراني مزور.