الرأي

الثقافة السعودية وقمة العشرين

خالد الزعتر
الصعود السياسي يفرض معه الصعود الثقافي، فإذا ما صعدت أمة إلى موقع الصدارة السياسية ذاعت ثقافتها، وبالتالي لم تعد ثقافتها محلية تدور في إطار داخلي ضيق، وإنما باتت ثقافة دولية، في فضاء واسع، ولعل الانتشار الحاصل للثقافة والقيم الأمريكية خير مثال على ذلك، خاصة بعد سقوط الاتحاد السوفيتي، حيث أخذت في الانتشار، وأصبح لها قبول واسع، وما كان ذلك إلا نتيجة الصعود السياسي للولايات المتحدة الأمريكية على الصعيد السياسي الدولي، الذي فرض معه صعود الهوية الثقافية الأمريكية.

المملكة العربية السعودية لم تعد قوة إقليمية فحسب، بل هي قوة دولية تتوفر لديها كل الإمكانات والعوامل التي تجعل منها دولة مؤثرة على الصعيدين السياسي والاقتصادي الدوليين، وبالتالي فإن هذا الصعود السياسي للمملكة العربية السعودية لن يكون صعودا سياسيا مجردا من كل العوامل الداعمة له، وبالتالي فإن الثقافة والقيم السعودية لم يعد مجالها محصورا في النطاق الداخلي، إذ إن الصعود السياسي الدولي الذي تعيشه المملكة يفرض معه الصعود الثقافي السعودي.

ومن هنا تكمن أهمية شعار «الهوية البصرية لقمة مجموعة العشرين» التي استضافتها المملكة العربية السعودية، الذي أتى من عمق الثقافة السعودية، وهو عبارة عن قطعة من السدو «النسيج البدوي التقليدي»، الذي بلا شك يحمل معه روح البداوة والأصالة السعودية وقيم كرم الضيافة، وحفاوة الترحيب والاستقبال لدى الشخصية السعودية، وبالتالي نجد أن هذا التصميم للهوية البصرية لشعار قمة العشرين في الرياض، لا شك أنه جاء معبرا عن الثقافة والقيم السعودية، التي تفرض المتغيرات والتطورات العمل على إبرازها لتكون داعمة للنجاحات السياسية التي تحققها السعودية في كل المجالات على الصعيد الدولي، سواء في المسار السياسي أو الاقتصادي.

لم تكن قمة العشرين محصورة في التركيز على بحث الملفات الاقتصادية والسياسية ومسألة الحفاظ على الاقتصاد العالمي، وإنما جاءت أيضا لكي توفر نافذة مهمة للاطلاع العالمي على «الهوية الثقافية السعودية»، والقيم التي تتحلى بها الشخصية السعودية التي تجذرت فيها الأصالة والكرم والترحيب، وبالتالي فإن هذه القمة كانت نافذة مهمة ليرى العالم الثقافة السعودية، ولا شك أن ذلك خطوة مهمة لإبراز صورة واضحة عن الشخصية السعودية، وقطع الطريق أمام من يحاول العمل على نقل صورة مزيفة عنها كما يحاول الإعلام المعادي فعل ذلك.

أمام هذه النجاحات التي تحققها السعودية سياسيا واقتصاديا، التي خرجت بها السعودية من إطار القوة الإقليمية إلى إطار القوة الدولية، فإن الثقافة السعودية والقيم والعادات التي تتحلى بها الشخصية السعودية لا شك ستكون ملهمة لكثير من الشعوب، وبالتالي الخروج بالهوية الثقافية السعودية من حالة السكون إلى حالة الانتشار على المستوى العالمي، وهذا سيكون له كثير من الاستحقاقات، بفرض مزيد من الاحترام والتقدير الدولي تجاه الهوية السعودية.

khzaatar@