الرأي

ذكرى اليوم الوطني للمملكة العربية السعودية

علي محمد البهكلي
اعتادت مملكتنا الحبيبة كل عام بقيادة مولانا خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز حفظه الله ورعاه، وولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان، والشعب السعودي الكريم، الاحتفاء بذكرى اليوم الوطني، يوم صدور أمر الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود يرحمه الله رقم 2716 في

17 / 5 / 1351هـ، 18 / 9 / 1932م، بتسمية البلاد «المملكة العربية السعودية»، وذلك بعد أن اكتملت عملية توحيد الأقاليم الثلاثة: الحجاز وعسير ونجد، وإطلاق الاسم عليها.

وتأتي تسمية المملكة العربية بالسعودية تقديرا للدور التاريخي الذي اضطلع به آل سعود الكرام في حياة هذه البلاد، منذ قيام الدولة السعودية الأولى عام 1158هـ - 1745م، حتى استعادة الملك عبدالعزيز لملك آبائه وأجداده عام 1319هـ - 1902م، وتلا ذلك معركة جديدة رائدة، هي معركة تنظيم الحياة الاجتماعية والاقتصادية والإدارية للدولة الجديدة لتجاوز واقع التخلف، واللحاق بركب الحضارة التي أخذت تشق طريقها بقيادة الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه، وأخذت الدولة الفتية تدخل ميادين الحياة الجديدة، وتتفتح مزدهرة على العلوم الحديثة، وتنشئ العلاقات السياسية والثقافية مع العالم الخارجي الذي أطلت عليه، وشاركت المملكة في إنشاء الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي وإنشاء جامعة الدول العربية، وشاركت كذلك بعضويتها في كل المنظمات الدولية والإسلامية والعربية، وعهد الملك عبدالعزيز لابنه فيصل بالنيابة العامة في الحجاز، وكان مسؤولا عن تنظيم هذا الإقليم سياسيا وماليا وإداريا، كما عهد إليه بوزارة الخارجية لأنه كان يؤمن برجاحة عقله، وبعد نظره، وسعة أفقه، وقدرته على الانفتاح على العالم الخارجي، دون أن يشكل ذلك أي خطر على صعيد الحياة الاجتماعية والسياسية في المملكة.

كما عهد إليه بتولي رئاسة مجلس الوكلاء الذي كان قائما آنذاك في الحجاز والمكوّن من وكلاء الخارجية والداخلية والمالية، وكذلك عهد إليه بتولي رئاسة مجلس الشورى الذي كان قائما أيضا في الحجاز، وعهد لابنه صاحب السمو الملكي سعود بولاية العهد وبمسؤولية رعاية إقليم نجد من كافة النواحي السياسية والمالية والإدارية، وعمل الملك عبدالعزيز على إيجاد مورد للبلاد، وذلك بتعاقده مع إحدى الشركات الأمريكية استناندر أويل أوف أمريكا، للتنقيب عن النفط، ومع شركة جيتي اليابانية للتنقيب عن النفط في المنطقة المحايدة بين الكويت والمملكة.

واهتم يرحمه الله بالطرق لأنها شريان الحياة واهتم بالجانب الزراعي والنواحي الاقتصادية الأخرى، وقبيل وفاته عمل على إنشاء مجلس الوزراء بصدور المرسوم الملكي رقم5/20/1 في 1 /2 /1373هـ - 10 /10 /1953م، وذلك بعد أن امتدت الخدمات إلى كافة مناطق المملكة، وبإنشاء مجلس الوزراء الذي افتتح في بداية عهد الملك سعود بن عبدالعزيز يرحمه الله في 8 /3 /1954م، ألغي مجلس الوكلاء، وبعد وفاة الملك عبدالعزيز يرحمه الله عام 1953م وتولي سعود الملك، ثم فيصل، ثم خالد، ثم فهد، ثم عبدالله، وحاليا مولانا خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان أطال الله في عمره.

واستمرت عملية البناء والتنمية من قبلهم على الصعيد الداخلي، وعلى تنمية العلاقات بين المملكة والدول العربية والإسلامية والعالمية، حفظ الله بلادنا وحفظ لها قادتها الميامين، الملك سلمان، وولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان.