ذكريات مؤلمة تطارد اللبنانيين بعد شهر من الانفجار
مرفأ بيروت أعاد تفاصيل مؤلمة عاشها الناس خلال 15 عاما خلال الحرب الأهلية حسام: أشعر بالندم لأنني عدت إلى وطني ولم أستمر بالخارج توباجي: فقدت كل ذكرياتي الجميلة والمنزل الذي بناه جدي كرم: 4000 منزل تضررت بقوة قمنا بإصلاح 200 منها فقط مكان الحادث تحول إلى صحراء مليئة بركام الفولاذ الملتوي والسيارات المدمرة
الاحد / 18 / محرم / 1442 هـ - 20:15 - الاحد 6 سبتمبر 2020 20:15
ما زال نبيل حسامي أحد سكان بيروت يعاني معاناة شديدة من ذكرى الانفجار الذي أصاب مدينته قبل نحو شهر .
ففي غضون ثوان من وقوع الانفجار في الساعة السادسة وسبع دقائق مساء، في الرابع من أغسطس الماضي، فقد حسامي شقته، ومعرض الأزياء الذي يمتلكه بالقرب من مسكنه، وكذلك المكتب الملاحي الذي كان يمتلكه والده في مرفأ بيروت، وقال حسامي:»لن أنسى مطلقا تلك اللحظة».
تقع شقة حسامي في الدور الرابع والعشرين في ناطحة السحاب العصرية الشهيرة، وهي تطل مباشرة على المرفأ الذي شهد الانفجار، والآن تبدو الشقة وكأن إعصارا دكها. فالواجهة مدمرة. وقطع الزجاج متناثرة في أنحاء أرضية غرفة المعيشة، أما الأبواب والأثاث فقد تقطعت أوصالها وتمزقت شر تمزيق، ولحسن الحظ كانت إصابة حسام طفيفة، على الرغم من أنه كان في شرفة شقته يصور ما كان يعتقد أنه مجرد حريق كبير في المرفأ، وقد كتبت له النجاة من الانفجار الهائل الذي دمر مرفأ العاصمة اللبنانية والمنطقة المحيطة به، مما أسفر عن مقتل190 شخصا على الأقل.
ذكريات كئيبة
وكان لدى رجال الإنقاذ أمل في العثور على ناجين، لكن هذا الأمل تبدد عندما أعلن فريق الإنقاذ التشيلي أنه لا توجد أي دلائل على وجود أي ناجين تحت ركام مبنى منهار في بيروت، وذلك بعد ثلاثة أيام قضاها الفريق في عمل شاق في البحث إثر إشارة بثتها كلبة إنقاذ مدربة يستعين بها الفريق.
لقد أعاد انفجار الشهر الماضي إلى الأذهان ذكريات كئيبة للحرب الأهلية التي دامت 15 عاما في لبنان والتي انتهت عام .1990
وقال حسامي «40 عاما»» أنا عادة شخص متفائل، ولكن الآن أشعر بالندم لأنني كنت أعيش في الخارج وعدت معتقدا أن بوسعي بناء مستقبل لي هنا»، وأضاف وهو يغالب البكاء أثناء حديثه» أشعر الآن بالندم، والشك، والغموض...إنني حزين للغاية في حقيقة الأمر».
دولة منهكة
وتسبب الانفجار في حدوث أضرار شديدة أو طفيفة للمباني الواقعة في أنحاء ثلث العاصمة اللبنانية وتسبب في نزوح حوالي 300 ألف شخص، ومن هؤلاء النازحين دوريس توباجي التي فقدت منزل أسرتها في حي مار مخايل، الذي لا يبعد كثيرا عن المرفأ.
وقالت توباجي وعيناها مغرورقتان بالدموع « لقد فقدت كل ذكرياتي الجميلة والمنزل الذي بناه جدي عام 1898، لم يبق لي أي شيء».
وفي حقيقة الأمر، لقد ضرب الانفجار دولة منهكة، عصفت بها أزمة مالية شديدة وعدم استقرار سياسي، وبالنسبة لتوباجي قضى الانفجار على أملها الأخير بأن ينهض لبنان من كبوته مرة أخرى.
وقالت توباجي»60 عاما»: لقد فقدت الثقة في هذا البلد، الذي يحتاج معجزة لإنقاذه»، وأضافت المرأة التي تعيش الآن مع أقاربها خارج بيروت «جئت اليوم لأجمع ما تبقى من ذكرياتي الجميلة ووضعها في صناديق».
ركام ودمار
حول الانفجار مرفأ بيروت إلى صحراء مليئة بركام الفولاذ الملتوي والسيارات المدمرة. كما دمر مناطق سكنية معروفة بهندستها المعمارية القديمة والمذهلة.
كما أدى الانفجار إلى تعميق الفجوة الكبيرة بالفعل بين الطبقة الحاكمة والمواطنين اللبنانيين الذين يدينون الفساد السائد وما يقولون إنه عدم كفاءة من جانب الحكومة.
ورفض سكان مناطق كانت الأكثر تضررا من الانفجار السماح بأي زيارات لأي مسؤولين من الدولة، ويقومون بطردهم إذا ما قدموا لتفقد الأضرار، ومن ثم فإن جماعات المجتمع المدني والجمعيات الخيرية هي التي تقود جهود إزالة الركام وإعادة بناء الأماكن التي أصابها الدمار.
200 منزل
ومروان كرم «29 عاما» هو ناشط ومشارك في تأسيس منظمة غير حكومية تحمل اسم» بيتنا بيتك».
وأقام كرم ومتطوعون آخرون مركزا متنقلا في محطة حافلات في حي مار مخايل لمساعدة المواطنين على إعادة بناء حياتهم.
وقال كرم «لدينا هنا أشخاص يقومون بتوزيع الطعام يوميا على العائلات التي تضررت بشدة نتيجة الانفجار، ولدينا أطباء لتلبية مطالبهم- ولدينا أيضا- وهذا هو الجانب المهم- مهندسون لإصلاح مساكنهم».
وتعتمد منظمته أساسا على تبرعات المواطنين. وقال إنهم قاموا حتى الآن بإصلاح 200 منزل من بين الألف منزل التي تم تقييمها بأنه من الممكن إصلاحها.
وأضاف كرم «لقد تضرر نحو 4000 منزل في مناطق محيطة مباشرة بالمرفأ، وقد لحقت بــ70% منها أضرار متوسطة، مثل تحطم زجاج النوافذ، والأبواب. ولدينا 30% من المنازل تعرضت لأضرار هيكلية رئيسية».
ويرفض كرم طلب الحصول على أي مساعدة من الحكومة. وهو مصر على ذلك حتى لو عرضت الحكومة تقديم المساعدة، وقد فقد كرم نفسه شقته. وتعهد هو وأصدقاء في نفس موقفه بأنهم سيواصلون الاحتجاج من أجل الإطاحة بــ»الطبقة الحاكمة الفاسدة» على حد قوله.
ففي غضون ثوان من وقوع الانفجار في الساعة السادسة وسبع دقائق مساء، في الرابع من أغسطس الماضي، فقد حسامي شقته، ومعرض الأزياء الذي يمتلكه بالقرب من مسكنه، وكذلك المكتب الملاحي الذي كان يمتلكه والده في مرفأ بيروت، وقال حسامي:»لن أنسى مطلقا تلك اللحظة».
تقع شقة حسامي في الدور الرابع والعشرين في ناطحة السحاب العصرية الشهيرة، وهي تطل مباشرة على المرفأ الذي شهد الانفجار، والآن تبدو الشقة وكأن إعصارا دكها. فالواجهة مدمرة. وقطع الزجاج متناثرة في أنحاء أرضية غرفة المعيشة، أما الأبواب والأثاث فقد تقطعت أوصالها وتمزقت شر تمزيق، ولحسن الحظ كانت إصابة حسام طفيفة، على الرغم من أنه كان في شرفة شقته يصور ما كان يعتقد أنه مجرد حريق كبير في المرفأ، وقد كتبت له النجاة من الانفجار الهائل الذي دمر مرفأ العاصمة اللبنانية والمنطقة المحيطة به، مما أسفر عن مقتل190 شخصا على الأقل.
ذكريات كئيبة
وكان لدى رجال الإنقاذ أمل في العثور على ناجين، لكن هذا الأمل تبدد عندما أعلن فريق الإنقاذ التشيلي أنه لا توجد أي دلائل على وجود أي ناجين تحت ركام مبنى منهار في بيروت، وذلك بعد ثلاثة أيام قضاها الفريق في عمل شاق في البحث إثر إشارة بثتها كلبة إنقاذ مدربة يستعين بها الفريق.
لقد أعاد انفجار الشهر الماضي إلى الأذهان ذكريات كئيبة للحرب الأهلية التي دامت 15 عاما في لبنان والتي انتهت عام .1990
وقال حسامي «40 عاما»» أنا عادة شخص متفائل، ولكن الآن أشعر بالندم لأنني كنت أعيش في الخارج وعدت معتقدا أن بوسعي بناء مستقبل لي هنا»، وأضاف وهو يغالب البكاء أثناء حديثه» أشعر الآن بالندم، والشك، والغموض...إنني حزين للغاية في حقيقة الأمر».
دولة منهكة
وتسبب الانفجار في حدوث أضرار شديدة أو طفيفة للمباني الواقعة في أنحاء ثلث العاصمة اللبنانية وتسبب في نزوح حوالي 300 ألف شخص، ومن هؤلاء النازحين دوريس توباجي التي فقدت منزل أسرتها في حي مار مخايل، الذي لا يبعد كثيرا عن المرفأ.
وقالت توباجي وعيناها مغرورقتان بالدموع « لقد فقدت كل ذكرياتي الجميلة والمنزل الذي بناه جدي عام 1898، لم يبق لي أي شيء».
وفي حقيقة الأمر، لقد ضرب الانفجار دولة منهكة، عصفت بها أزمة مالية شديدة وعدم استقرار سياسي، وبالنسبة لتوباجي قضى الانفجار على أملها الأخير بأن ينهض لبنان من كبوته مرة أخرى.
وقالت توباجي»60 عاما»: لقد فقدت الثقة في هذا البلد، الذي يحتاج معجزة لإنقاذه»، وأضافت المرأة التي تعيش الآن مع أقاربها خارج بيروت «جئت اليوم لأجمع ما تبقى من ذكرياتي الجميلة ووضعها في صناديق».
ركام ودمار
حول الانفجار مرفأ بيروت إلى صحراء مليئة بركام الفولاذ الملتوي والسيارات المدمرة. كما دمر مناطق سكنية معروفة بهندستها المعمارية القديمة والمذهلة.
كما أدى الانفجار إلى تعميق الفجوة الكبيرة بالفعل بين الطبقة الحاكمة والمواطنين اللبنانيين الذين يدينون الفساد السائد وما يقولون إنه عدم كفاءة من جانب الحكومة.
ورفض سكان مناطق كانت الأكثر تضررا من الانفجار السماح بأي زيارات لأي مسؤولين من الدولة، ويقومون بطردهم إذا ما قدموا لتفقد الأضرار، ومن ثم فإن جماعات المجتمع المدني والجمعيات الخيرية هي التي تقود جهود إزالة الركام وإعادة بناء الأماكن التي أصابها الدمار.
200 منزل
ومروان كرم «29 عاما» هو ناشط ومشارك في تأسيس منظمة غير حكومية تحمل اسم» بيتنا بيتك».
وأقام كرم ومتطوعون آخرون مركزا متنقلا في محطة حافلات في حي مار مخايل لمساعدة المواطنين على إعادة بناء حياتهم.
وقال كرم «لدينا هنا أشخاص يقومون بتوزيع الطعام يوميا على العائلات التي تضررت بشدة نتيجة الانفجار، ولدينا أطباء لتلبية مطالبهم- ولدينا أيضا- وهذا هو الجانب المهم- مهندسون لإصلاح مساكنهم».
وتعتمد منظمته أساسا على تبرعات المواطنين. وقال إنهم قاموا حتى الآن بإصلاح 200 منزل من بين الألف منزل التي تم تقييمها بأنه من الممكن إصلاحها.
وأضاف كرم «لقد تضرر نحو 4000 منزل في مناطق محيطة مباشرة بالمرفأ، وقد لحقت بــ70% منها أضرار متوسطة، مثل تحطم زجاج النوافذ، والأبواب. ولدينا 30% من المنازل تعرضت لأضرار هيكلية رئيسية».
ويرفض كرم طلب الحصول على أي مساعدة من الحكومة. وهو مصر على ذلك حتى لو عرضت الحكومة تقديم المساعدة، وقد فقد كرم نفسه شقته. وتعهد هو وأصدقاء في نفس موقفه بأنهم سيواصلون الاحتجاج من أجل الإطاحة بــ»الطبقة الحاكمة الفاسدة» على حد قوله.