الرأي

ترمب وبايدن.. من سيفوز؟

شاهر النهاري
السياسة الأمريكية بوضعها الفريد تعد منطقة اهتمام لكل حكام العالم، إن لم نقل لكل بشر.

نعم، فكل ما يحدث فيها مهم مرصود، ويسبب الخلاف بين المتحاورين فيمن وكيف ولماذا.

ترمب الرئيس الآتي من خارج الدوائر السياسية، اعتبره الكثير مختلفا خطيرا، بل قريب من الجنون، فيما يغرد ويقرر، ويفعل.

ظل تنافس البيت الجمهوري والبيت الديمقراطي، ضمن المعقول، حتى حضر ترمب، ونزل في البيت الجمهوري على مضض، فيكون أبعد وأشرس من كل من ترأسوا هذه العظمى من قبله.

البيت الديمقراطي كان منطقيا قبل مواجهة ترمب، ثم سرعان ما تحدر مستواه، وهيمنت عليه أصوات متطرفة تبحث عن حريات ونسويات، وتعاظمت الشروخ بطغيان أصوات الأعضاء المهجرين والقادمين من جماعات إسلامية وحريات عبثية، تعمل على تحوير الوجود الأمريكي، على حساب الدستور، وهيبة أمريكا القديمة.

ترمب عَنفَ على المهجرين، وكان همه الأعظم المواطن الأمريكي، واحتياجاته المعيشية وضرائبه، وخدماته الصحية وتقليص البطالة، ولكنه بالمقابل ضعف أمام طموح الدب الروسي، وعنف على الصين اقتصاديا، وحاول السيطرة على شرور إيران، وبالمقابل ترك لتركيا حرية إقلاق أوروبا والبحر الأبيض المتوسط، والتدخل في سوريا والعراق وليبيا، جاعلا أمريكا تفقد هيبة أساطيلها في أزمنة حكامها من الصقور.

ترمب أيضا سحب أمريكا من عدة معاهدات دولية مثل المناخ، ليترك المسؤولية على الدول المقصرة، ولكنه بالمقابل لم يعد مطاعا في هيئة الأمم ومجلس الأمن.

الإعلام الأمريكي دخل مع ترمب مراحل سخف وكذب وافتراء، وعدم احترام قيادة الدولة الأمريكية، بتأثير من دخلوا بأموالهم ومفاهيمهم وجواسيسهم لأروقة ومناشط الإعلام الأمريكي من دول منافسة مثل روسيا والصين، ومن تدخلات دول صغيرة تمتلك الأموال، وتساند الجماعات الإرهابية المارقة مثل قطر.

الفرق بين ترمب وبايدن عظيم، فترمب يقول ما يعن على لسانه، وهو أنيق رغم كبر سنه، يهتم بصحته، وشخصيته قوية، فلم يسبق لرئيس أمريكي أن انتقد مناطق الخلل كما فعل هو، ليعد المهاجم الأقوى، والأجرأ، والأعند، ضد كل خصومه داخليا وخارجيا.

بينما يأتي بايدن بنصف قرن من تاريخ سياسة الصقور الهرمة، وظهور علامات الهرم والزهايمر على تصريحاته، ما جعله بعيدا عن طموحات شباب أمريكا.

الحرب بين البيتين الأمريكيين تعنف، والديمقراطيون بلغوا حد الفجور، بسعيهم لإخراج ترمب من البيت الأبيض، بأي كذبة سخيفة، وأي بديل.

الشعب الأمريكي عندما انتخب ترمب للفترة الأولى، كان يتأمل التجدد والخير لأمريكا، ورغم أن هيلاري كلينتون كانت مدعومة من عدد من الرؤساء القدامى، وبحلم أول امرأة تحكم أمريكا، وكونها خبيرة بالسياسة، ومدعومة إعلاميا، غير أن الناخب نظر بعقله، وخشي ما انكشف من فضائحها وإيميلاتها، ورفض الوجه المبهرج بالابتسامات الزائفة، ووعود الدبلوماسية متعددة الأوجه.

ترمب تم اختبار قدراته أثناء أكبر جائحة عالمية بالكساد الاقتصادي وإصابات وقتلى كورونا، واحتجاجات عنصرية، وصعوبة في الأداء، إلا أن المحصلة ستظل مسألة جدلية يقوم الناخب الأمريكي على أساسها بتقييم أحقيته في الفوز للفترة الثانية من عدمه.

أما بايدن، فهو يعتمد على الإعلام الزائف الكاذب، وعلى بطولة حلم إقصاء ترمب، وما أتوقعه حال فوزه بالرئاسة، أن يصبح الحكم لعبة بأيدي حقوقيات ونسويات الحزب الديمقراطي العجيبات، واللاتي سيأخذن أمريكا دون شك للهاوية.

alnahariShaher@