الرأي

قراءة متعجلة في مسودة نظام الإعلام المقترحة

عبدالله بانخر
بداية أحيي الجهود المبذولة لتطوير صناعة الإعلام، وهو أمر وإن تأخر كثيرا إلا أنه من المفضل والمأمول أن تأتي متأخرا خير من ألا تأتي.. وأتمنى لهذه الجهود كل التوفيق والسداد. وفيما يلي ملاحظات سريعة وقراءة متعجلة لما ورد كمسودة لنظام الإعلام الجديد المزمع اعتماده بإذن الله.

وبصرف النظر عن الجوانب التشريعية والقانونية إلا أنني أرى من وجهة نظري المتواضعة ضرورة الاهتمام بالمزيد بالجوانب العلمية والعملية والاقتصادية والإدارية للعمل الإعلامي، ويمكن أن أجمل هنا بعض هذه الملاحظات وإيجازها فيما يلي:

1 أبارك كل تحديث للأنظمة واللوائح المعمول بها في المملكة تماشيا مع التطور العالمي والنهضة الشاملة التي تعيشها المملكة في الفترة الأخيرة.

2 أي تحديث أو تطوير يجب أن يرتبط برؤية المملكة 2030 كأساس للمنطلقات التي تستشرف بها المملكة رؤية مستقبلها ومستقبل الأجيال القادمة.

3 لا شك أن الإعلام أصبح الآن أحد أسباب القوة المطلوبة للدول والمجتمعات والمنظمات تأسيسا للتأثير والتأثير الإيجابي في المقام الأول.

4 تناولت مسودة النظام المقترح كافة العناصر المطلوبة بشكل واضح ومبسط بشكل شبه متكامل.

5 غابت عن المسودة توضيحات أكثر فيما يتعلق بالمحتوى الإعلامي (الرسالة) والهدف من العملية الإعلامية (التأثير) وكذلك روافد أو مصادر المحتوى (الرسالة) وكذلك الجوانب الاقتصادية اللازمة للتمويل وأهمها الإعلان والرعاية الإعلانية وغيرها.

6 فيما يتعلق بالمحتوى (الرسالة) يجب التفريق بين المعلومة والرأي.

المعلومة عادة محتوى مجرد من الأهواء والآراء وله مصادر معروفة ومعلومة ويجب ألا تكون مجهولة أو مخفية أو غير ظاهرة بوضوح.

الرأي يمثل العلاقة بالإيجاب أو السلب للمعلومة المقدمة ويجب توضيحها بشكل واضح وصريح، علمًا بأن المعلومة الإعلامية آنية الوقت قابلة للتعديل والتطوير مع مجريات الأمور وتطور الأحداث.

7 الهدف الإعلامي (التأثير المطلوب إحداثه) هو تكوين رأي عام حر ومستنير لدى الجماهير حول ما ورد من معلومات أو آراء مع التسليم بأن أي مؤسسة إعلامية أو مجموعة من الأشخاص قد يكون لها توجهات عامة وسياسة محددة ونهج واضح ومعلن التزاما بمبدأ الشفافية.

8 لم يرد في المسودة المقترحة أي معلومات عن الأساس الاقتصادي للوسائل الإعلامية وخصوصا فيما يتعلق بالتمويل ومصادره وأساليبه المختلفة مثل الإعلان والرعاية وغيرها من أسس لبيع أو تأجير مساحات مكانية أو زمانية للوسيلة الإعلامية وهو أمر في غاية الأهمية والاهتمام.

9 لا يمكن أن يأتي تحديد المداخيل والإيرادات والمنافذ المادية والمعنوية لأي وسيلة إعلامية دون تحديد دقيق ومدقق من طرف ثالث محايد لإعداد المتلقين والمتابعين والجمهور الحقيقي والفعلي لهذه الوسيلة الإعلامية.

10 وتبقى مسؤولية الكلمة والتأثير والأثر منوطة بالقائم بالاتصال أو الإعلامي يتحمل أعباءها المادية والمعنوية بكامل الالتزام والاحترام والتقدير.

11 يبقى سؤال منه هو مرتبط بالجدل المستمر، من هو الإعلامي والمنوط بهذه المسؤولية الإعلانية، وهو كل من امتلك الموهبة والقدرة الإعلامية المعززة بالعلم الدراسي أو التدريب العملي للممارسة المهنية باحترام وضمان مأسسة إعلامية محددة على الأقل في سنوات الخبرة الأولى، والتي لا تقل عن 4 إلى 5 سنوات دراسية أو عملية.