هل تتحدث إيران وأمريكا من وراء الكواليس؟
موجة التكهنات بدأت بتغريدة لمراسل بي بي سي الفارسية عن اتفاق وشيك
السبت / 3 / محرم / 1442 هـ - 22:15 - السبت 22 أغسطس 2020 22:15
فيما ألمح الرئيس الأمريكي دونالد ترمب إلى أنه سيوقع اتفاقا مع إيران في غضون 4 أسابيع من إعادة انتخابه، قال الصحفي الإيراني المخضرم ومراسل بي بي سي الفارسية، مسعود بهنود، في تغريدة قبل أيام «أعتقد أن إيران ودونالد ترمب قريبان من اتفاق مربح للجانبين»، بحسب أتلانتك كونسول.
ويأتي توقع بهنود المذهل وسط دوامة من الشائعات حول القنوات الدبلوماسية الخلفية المستمرة بين الولايات المتحدة وإيران، ويشمل ذلك تقارير من منافذ إيرانية مختلفة، وتصريحات لمسؤولين إيرانيين تشير إلى تخفيف كبير للعقوبات في الأفق.
وفي حين أن بعض هذه الشائعات تبدو غريبة إلا أن هناك تناسقا بين التقارير المختلفة التي تتطلب الاهتمام بها، رغم أنه لا يوجد دليل قاطع على وجود حوار أمريكي إيراني حتى الآن.
موجة التكهنات
انطلقت موجة أولية من التكهنات في 6 أغسطس من قبل محمود واعزي، رئيس موظفي الرئيس حسن روحاني، خلال زيارته لمصنع سيارات، وقال إنه سيتم تخفيف العقوبات على إيران قريبا. وقال بـ»الإشارات التي تلقيناها من الدول الأوروبية والآسيوية وغيرها نحن في الأيام الأخيرة للعقوبات، هذا لأن الدولة التي فرضت علينا العقوبات لم تصل إلى أي من أهدافها السياسية والاقتصادية والاجتماعية والأمنية». وأضاف «الوضع سيكون أفضل في الأشهر المقبلة».
لم تكن هناك مفاوضات رسمية بين الولايات المتحدة وإيران. وتضغط إدارة ترمب بشدة لتجديد حظر الأسلحة التقليدية الذي تفرضه الأمم المتحدة على إيران، وتحاول إعادة عقوبات الأمم المتحدة العقابية على إيران.
وبعد أيام قليلة من تصريحات واعزي، نشرت صحيفة إيران، أكبر منفذ إعلامي لإدارة روحاني، قصة عن قناة خلفية مزعومة للمفاوضات الأمريكية الإيرانية. وأشارت الصحيفة إلى تقرير في صحيفة «النشرة» اللبنانية، نقلا عن مصدر مجهول قال إن ألمانيا تتوسط بين الولايات المتحدة وإيران. وأشارت إلى أن المحادثات في مرحلة «متقدمة». ولوح التقرير إلى عمان كدولة وسيطة، وهي المحطة نفسها التي انطلقت منها مفاوضات أوباما وروحاني قبل 5 سنوان لإبرام الصفقة النووية الشاملة.
تدخل ألماني
وأوضح تقرير الصحيفة الإيرانية أن «الكل سينفي هذه المفاوضات، وهذا ما حدث في الماضي». وتضيف الصحيفة أن التوترات الإقليمية بين الولايات المتحدة وإيران ستزداد مع سعي كل جانب لزيادة نفوذه من أجل المفاوضات النهائية. ثم يستشهد بالتعليقات الأخيرة للرئيس ترمب التي قال فيها إنه سيتوصل إلى اتفاق مع إيران في غضون أربعة أسابيع إذا أعيد انتخابه، وأشار إلى تعليقات واعزي بشأن تخفيف العقوبات الذي يلوح في الأفق.
وجاء التقرير التالي الذي أضاف إلى موجة من التكهنات من وكالة أنباء العمل الإيرانية (إيلنا)، ويستشهد هذا التقرير بمصدر مجهول، ويناقش بالمثل جهودا بقيادة ألمانيا لتسهيل الدبلوماسية الأمريكية الإيرانية.
وتقول إيلنا إن ألمانيا تعاونت مع المملكة المتحدة لتقديم اقتراح تتنازل فيه إدارة ترمب مقدما عن «العقوبات غير المستهدفة» ضد إيران، مما يعني تخفيفا واسعا للعقوبات، وبعد ذلك ستكون هناك مفاوضات حول قضايا «ذات صلة بالولايات المتحدة وإيران».
سباق الشائعات
تأتي التقارير الواردة من المنافذ الإيرانية وسط مؤشرات أخرى محتملة لدبلوماسية مكوكية فيما يتعلق بإيران، ففي 11 أغسطس سافر وزير الخارجية الألماني، هايكو ماس، إلى موسكو والتقى بوزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف، وناقش الاثنان الجهود المبذولة «للحفاظ على خطة العمل الشاملة المشتركة. وقال لافروف إن الدول الأوروبية عرضت أفكارا حول كيفية إنقاذ الصفقة، وقدمت موسكو «اقتراحها الخاص الذي يمكن أن يساعد في استئناف التعاون بين الدول الأعضاء في خطة العمل الشاملة المشتركة».
وفي 21 يوليو سافر وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، إلى موسكو والتقى لافروف، وسلم رسالة «خاصة» من الرئيس روحاني إلى نظيره الروسي فلاديمير بوتين، تأكد لاحقا أنها تتعلق بخطة العمل المشتركة وقضية حظر الأسلحة التي تفرضها الأمم المتحدة. وبعد رحلة ظريف إلى موسكو أجرى ترمب مكالمة هاتفية مع بوتين في 23 يوليو.
ووفقا لقراءة الكرملين، كانت المكالمة حول قضايا الاستقرار الاستراتيجي ومراقبة التسلح، وكذلك برنامج إيران النووي. وبعد أسابيع، في السادس من أغسطس، أعلن مبعوث وزارة الخارجية بشأن إيران، برايان هوك، استقالته المفاجئة عشية الضغط الأمريكي على تمديد حظر الأسلحة الذي تفرضه الأمم المتحدة.
جدل داخلي
هناك جدل داخلي كبير في ايران، إذ عارض المرشد الأعلى علي خامنئي باستمرار أي محادثات جديدة مع الولايات المتحدة، بينما كان روحاني أكثر تصالحية في بعض الأحيان، وزعم أن الصفقة كانت قريبة في عام 2019 خلال الجمعية العامة للأمم المتحدة. ففي ذلك الوقت وافق على اقتراح من أربع نقاط قدمه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لرفع العقوبات الأمريكية عن إيران.
في الآونة الأخيرة ألقى خامنئي خطابا أعرب فيه عن معارضته للمفاوضات مع الولايات المتحدة مرة أخرى، قائلا «لقد قلت سبب عدم التفاوض مع الولايات المتحدة مرات عدة، لكن بعضهم محليا إما لا يفهم، أو يتظاهر بعدم الفهم». وادعى أن «الدعاية» الأمريكية تقول إذا كنت تريد إزالة العقوبات فقدم تنازلات، توقف عن الصمود».
تشير تصريحات خامنئي العلنية إلى زيادة الضغط عليه للانضمام إلى مفاوضات جديدة مع الولايات المتحدة، ففي الفترة التي سبقت المفاوضات النووية في عهد أوباما تطلب الأمر مناورات داخلية مكثفة من روحاني وحلفائه لإدخال خامنئي في المفاوضات وإقناعه بإظهار «مرونة بطولية» بدلا من ذلك.
هل يريد ترمب صفقة؟
تطرح الشائعات عن تفاوض محتمل بين الولايات المتحدة وإيران سؤالا عما إذا كان ترمب مستعدا حقا لتقديم تنازلات ملموسة لإيران قبل الانتخابات الرئاسية في نوفمبر.
تقول بي بي سي فارسي إن الصفقة قد تساعد ترمب على ترسيخ أوراق اعتماده في إبرام الصفقات في حملة رئاسية قتالية، لكن في الوقت نفسه قد يكلفه ذلك غاليا من الإنجيليين والمتبرعين المحافظين.
وإذا تم تصديق مستشار الأمن القومي السابق، جون بولتون، فإن القيود السياسية هي العامل الرئيسي الذي يمنع ترمب من إبرام صفقة مع إيران، لكن بالنسبة لإيران إنها قصة مختلفة. لقد تجاوزت طهران بالفعل أسوأ ضغوط اقتصادية، وتواجه احتمال خسارة ترمب أمام نائب الرئيس السابق جو بايدن الذي التزم بالعودة إلى خطة العمل الشاملة المشتركة. ومع تأخر ترمب في استطلاعات الرأي ليس لدى طهران حافز كبير لتعزيز حملته من خلال الموافقة على صفقة أو التقاط صورة قريبة جدا من الانتخابات الأمريكية في نوفمبر.
وإذا كانت هناك قناة خلفية بين الولايات المتحدة وإيران فقد تكون مشابهة لتلك التي أجراها باراك أوباما سلف ترمب عبر عمان في أواخر عهد الرئيس المتشدد السابق محمود أحمدي نجاد. وأرست هذه المحادثات الأساس لإحراز تقدم دبلوماسي سريع بعد تنصيب روحاني في 2013. وقال ترمب أربع مرات في الأسبوع الماضي إنه يمكن أن يتوصل إلى اتفاق مع إيران بعد أسابيع من فوزه بإعادة انتخابه. يمكن أن يأمل في نتائج مماثلة.
ويأتي توقع بهنود المذهل وسط دوامة من الشائعات حول القنوات الدبلوماسية الخلفية المستمرة بين الولايات المتحدة وإيران، ويشمل ذلك تقارير من منافذ إيرانية مختلفة، وتصريحات لمسؤولين إيرانيين تشير إلى تخفيف كبير للعقوبات في الأفق.
وفي حين أن بعض هذه الشائعات تبدو غريبة إلا أن هناك تناسقا بين التقارير المختلفة التي تتطلب الاهتمام بها، رغم أنه لا يوجد دليل قاطع على وجود حوار أمريكي إيراني حتى الآن.
موجة التكهنات
انطلقت موجة أولية من التكهنات في 6 أغسطس من قبل محمود واعزي، رئيس موظفي الرئيس حسن روحاني، خلال زيارته لمصنع سيارات، وقال إنه سيتم تخفيف العقوبات على إيران قريبا. وقال بـ»الإشارات التي تلقيناها من الدول الأوروبية والآسيوية وغيرها نحن في الأيام الأخيرة للعقوبات، هذا لأن الدولة التي فرضت علينا العقوبات لم تصل إلى أي من أهدافها السياسية والاقتصادية والاجتماعية والأمنية». وأضاف «الوضع سيكون أفضل في الأشهر المقبلة».
لم تكن هناك مفاوضات رسمية بين الولايات المتحدة وإيران. وتضغط إدارة ترمب بشدة لتجديد حظر الأسلحة التقليدية الذي تفرضه الأمم المتحدة على إيران، وتحاول إعادة عقوبات الأمم المتحدة العقابية على إيران.
وبعد أيام قليلة من تصريحات واعزي، نشرت صحيفة إيران، أكبر منفذ إعلامي لإدارة روحاني، قصة عن قناة خلفية مزعومة للمفاوضات الأمريكية الإيرانية. وأشارت الصحيفة إلى تقرير في صحيفة «النشرة» اللبنانية، نقلا عن مصدر مجهول قال إن ألمانيا تتوسط بين الولايات المتحدة وإيران. وأشارت إلى أن المحادثات في مرحلة «متقدمة». ولوح التقرير إلى عمان كدولة وسيطة، وهي المحطة نفسها التي انطلقت منها مفاوضات أوباما وروحاني قبل 5 سنوان لإبرام الصفقة النووية الشاملة.
تدخل ألماني
وأوضح تقرير الصحيفة الإيرانية أن «الكل سينفي هذه المفاوضات، وهذا ما حدث في الماضي». وتضيف الصحيفة أن التوترات الإقليمية بين الولايات المتحدة وإيران ستزداد مع سعي كل جانب لزيادة نفوذه من أجل المفاوضات النهائية. ثم يستشهد بالتعليقات الأخيرة للرئيس ترمب التي قال فيها إنه سيتوصل إلى اتفاق مع إيران في غضون أربعة أسابيع إذا أعيد انتخابه، وأشار إلى تعليقات واعزي بشأن تخفيف العقوبات الذي يلوح في الأفق.
وجاء التقرير التالي الذي أضاف إلى موجة من التكهنات من وكالة أنباء العمل الإيرانية (إيلنا)، ويستشهد هذا التقرير بمصدر مجهول، ويناقش بالمثل جهودا بقيادة ألمانيا لتسهيل الدبلوماسية الأمريكية الإيرانية.
وتقول إيلنا إن ألمانيا تعاونت مع المملكة المتحدة لتقديم اقتراح تتنازل فيه إدارة ترمب مقدما عن «العقوبات غير المستهدفة» ضد إيران، مما يعني تخفيفا واسعا للعقوبات، وبعد ذلك ستكون هناك مفاوضات حول قضايا «ذات صلة بالولايات المتحدة وإيران».
سباق الشائعات
تأتي التقارير الواردة من المنافذ الإيرانية وسط مؤشرات أخرى محتملة لدبلوماسية مكوكية فيما يتعلق بإيران، ففي 11 أغسطس سافر وزير الخارجية الألماني، هايكو ماس، إلى موسكو والتقى بوزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف، وناقش الاثنان الجهود المبذولة «للحفاظ على خطة العمل الشاملة المشتركة. وقال لافروف إن الدول الأوروبية عرضت أفكارا حول كيفية إنقاذ الصفقة، وقدمت موسكو «اقتراحها الخاص الذي يمكن أن يساعد في استئناف التعاون بين الدول الأعضاء في خطة العمل الشاملة المشتركة».
وفي 21 يوليو سافر وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، إلى موسكو والتقى لافروف، وسلم رسالة «خاصة» من الرئيس روحاني إلى نظيره الروسي فلاديمير بوتين، تأكد لاحقا أنها تتعلق بخطة العمل المشتركة وقضية حظر الأسلحة التي تفرضها الأمم المتحدة. وبعد رحلة ظريف إلى موسكو أجرى ترمب مكالمة هاتفية مع بوتين في 23 يوليو.
ووفقا لقراءة الكرملين، كانت المكالمة حول قضايا الاستقرار الاستراتيجي ومراقبة التسلح، وكذلك برنامج إيران النووي. وبعد أسابيع، في السادس من أغسطس، أعلن مبعوث وزارة الخارجية بشأن إيران، برايان هوك، استقالته المفاجئة عشية الضغط الأمريكي على تمديد حظر الأسلحة الذي تفرضه الأمم المتحدة.
جدل داخلي
هناك جدل داخلي كبير في ايران، إذ عارض المرشد الأعلى علي خامنئي باستمرار أي محادثات جديدة مع الولايات المتحدة، بينما كان روحاني أكثر تصالحية في بعض الأحيان، وزعم أن الصفقة كانت قريبة في عام 2019 خلال الجمعية العامة للأمم المتحدة. ففي ذلك الوقت وافق على اقتراح من أربع نقاط قدمه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لرفع العقوبات الأمريكية عن إيران.
في الآونة الأخيرة ألقى خامنئي خطابا أعرب فيه عن معارضته للمفاوضات مع الولايات المتحدة مرة أخرى، قائلا «لقد قلت سبب عدم التفاوض مع الولايات المتحدة مرات عدة، لكن بعضهم محليا إما لا يفهم، أو يتظاهر بعدم الفهم». وادعى أن «الدعاية» الأمريكية تقول إذا كنت تريد إزالة العقوبات فقدم تنازلات، توقف عن الصمود».
تشير تصريحات خامنئي العلنية إلى زيادة الضغط عليه للانضمام إلى مفاوضات جديدة مع الولايات المتحدة، ففي الفترة التي سبقت المفاوضات النووية في عهد أوباما تطلب الأمر مناورات داخلية مكثفة من روحاني وحلفائه لإدخال خامنئي في المفاوضات وإقناعه بإظهار «مرونة بطولية» بدلا من ذلك.
هل يريد ترمب صفقة؟
تطرح الشائعات عن تفاوض محتمل بين الولايات المتحدة وإيران سؤالا عما إذا كان ترمب مستعدا حقا لتقديم تنازلات ملموسة لإيران قبل الانتخابات الرئاسية في نوفمبر.
تقول بي بي سي فارسي إن الصفقة قد تساعد ترمب على ترسيخ أوراق اعتماده في إبرام الصفقات في حملة رئاسية قتالية، لكن في الوقت نفسه قد يكلفه ذلك غاليا من الإنجيليين والمتبرعين المحافظين.
وإذا تم تصديق مستشار الأمن القومي السابق، جون بولتون، فإن القيود السياسية هي العامل الرئيسي الذي يمنع ترمب من إبرام صفقة مع إيران، لكن بالنسبة لإيران إنها قصة مختلفة. لقد تجاوزت طهران بالفعل أسوأ ضغوط اقتصادية، وتواجه احتمال خسارة ترمب أمام نائب الرئيس السابق جو بايدن الذي التزم بالعودة إلى خطة العمل الشاملة المشتركة. ومع تأخر ترمب في استطلاعات الرأي ليس لدى طهران حافز كبير لتعزيز حملته من خلال الموافقة على صفقة أو التقاط صورة قريبة جدا من الانتخابات الأمريكية في نوفمبر.
وإذا كانت هناك قناة خلفية بين الولايات المتحدة وإيران فقد تكون مشابهة لتلك التي أجراها باراك أوباما سلف ترمب عبر عمان في أواخر عهد الرئيس المتشدد السابق محمود أحمدي نجاد. وأرست هذه المحادثات الأساس لإحراز تقدم دبلوماسي سريع بعد تنصيب روحاني في 2013. وقال ترمب أربع مرات في الأسبوع الماضي إنه يمكن أن يتوصل إلى اتفاق مع إيران بعد أسابيع من فوزه بإعادة انتخابه. يمكن أن يأمل في نتائج مماثلة.