هل تتكرر كارثة انفجار بيروت في اليمن؟
واشنطن بوست: تسرب خزان صافر يهدد بـ4 أضعاف كارثة إكسون فالديز خبراء: النفط المخزن دون تهوية يتحول إلى مادة متفجرة مثل نترات الأمونيوم لوكوك: الأمم المتحدة لا تزال تنتظر إذن الميليشيات الإرهابية لزيارة السفينة نشطاء: المتمردون يحاولون استخدام النفط أداة مساومة ضد الحكومة اليمنية
الخميس / 23 / ذو الحجة / 1441 هـ - 01:15 - الخميس 13 أغسطس 2020 01:15
ضاعفت كارثة بيروت التي راح ضحيتها ما يربو على 200 شخص و6 آلاف مصاب، من القلق والخوف من تكرار الفاجعة في اليمن، بسبب خزان الوقود المعطوب «صافر» الذي يحمل أكثر من مليون برميل نفط، ويمثل قنبلة موقوتة قابلة للانفجار في أي وقت بالقرب من ميناء الحديدة، مما ينذر بتدمير الملاحة الدولية في البحر الأحمر، وتفجير أزمة بيئية غير مسبوقة، وتصدير الخطر للدول المجاورة.
دقت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية ناقوس الخطر، وحذرت من مخاطر تجاهل التحذيرات التي تطلقها الأمم المتحدة والجهات الدولية، وأكدت أن صمت ميليشيات الحوثي الإرهابية على صيانة صافر كارثة أخرى سيكون لها عواقب وخيمة، وأكدت وجود سيناريوهات قاتمة السواد في حال أي تسرب أو انفجار في ناقلة النفط المتهالكة المعروفة بـ»خزان صافر».
دمار لبنان
تقول الصحيفة الأمريكية «أثار الدمار الكبير في بيروت مخاوف عالمية بشأن كارثة مماثلة قد تحدث في اليمن، وما يترتب عليها من عواقب وخيمة محتملة على واحدة من أفقر دول العالم العربي، والتي تتخبط في شرك حرب أهلية وأزمة إنسانية حادة، فمنذ 2015، عندما اشتد الصراع في اليمن، تقف ناقلة النفط «إف إس أو سيفر» FSO Safer في البحر الأحمر، والتي تآكلت بفعل الصدأ، وعلى متنها ما يقرب من 1.1 مليون برميل من النفط، وتقول الأمم المتحدة إن حالة السفينة تتدهور يوما بعد يوم، مما يزيد من فرص حدوث تسرب للنفط إذا ما حدث صدع في أي من صهاريجها. ووفقا لتقارير الأمم المتحدة تتسرب مياه البحر بالفعل إلى السفينة».
وتضيف «في حالة وقوع كارثة يمكن أن تطلق الناقلة اليمنية 4 أضعاف كمية النفط الخام المتسربة في كارثة إكسون فالديز عام 1989، وهذا من شأنه أن يضر بالحياة البحرية ويعطل ممرات الشحن الحيوية في البحر الأحمر، ويدمر الاقتصادات الإقليمية».
قنبلة موقوتة
ووفقا للصحيفة تعتبر الناقلة قنبلة محتملة، فمثل المخزونات الكبيرة من نترات الأمونيوم المتفجرة التي جلبتها سفينة روسية إلى بيروت ثم وضعت لاحقا بمستودع في مينائها، فإن النفط المخزن في الناقلة لسنوات دون تهوية يشكل تهديدا كبيرا للانفجار، كما يقول الخبراء.
ولسنوات كانت الأمم المتحدة تحاول إجراء تقييم فني لحالة الناقلة وإجراء إصلاحات خفيفة، وهي خطوة أولى لتفريغ النفط وسحب السفينة إلى مكان آمن للتفتيش والتفكيك في نهاية المطاف، لكن السفينة التي تقف على بعد حوالي 37 ميلا شمال غرب مدينة الحديدة الساحلية اليمنية، راسية في المياه بالقرب من المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون.
وما تزال الأمم المتحدة حتى اليوم تنتظر الإذن من المتمردين الحوثيين لزيارة السفينة. وفي الشهر الماضي أخبر مارك لوكوك، أكبر مسؤول معني بالشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة، مجلس الأمن بأن الحوثيين وافقوا أخيرا على السماح لبعثة تابعة للأمم المتحدة بتفتيش السفينة، لكن لوكوك أشار أيضا إلى أن المتمردين منحوا الإذن في أغسطس 2019 بتفتيش السفينة ثم ألغوا المهمة في الليلة التي سبقت موعد تنفيذها.
تحذيرات يمنية
ووفقا لما يقوله رالبي ونشطاء حقوق الإنسان، يسعى الحوثيون لبيع النفط الموجود على متن الناقلة، والذي تقدر قيمته بما يصل إلى 40 مليون دولار. وعلى الرغم من أن رالبي ومحللين آخرين يقولون إن قيمة الشحنة أقل بكثير الآن بسبب وباء فيروس كورونا والفائض العالمي من النفط الخام وبقاء الشحنة خمس سنوات في خزانات متآكلة، وبدلا من ذلك يأمل المتمردون في استخدام النفط أداة مساومة ضد الحكومة اليمنية الشرعية.
ونفى المتحدث باسم وزارة النفط التي يسيطر عليها الحوثيون في العاصمة اليمنية صنعاء أمين الشرفي ذلك، وادعى أن الأمم المتحدة والتحالف العربي السبب في تأخير إجراء تقييم للناقلة. وأكد أنه «لا توجد أي ممانعة من جانبنا لصيانة أي ضرر بالناقلة ومعالجته».
كارثة قريبة
وفي الشهر الماضي أعربت كل من الحكومة البريطانية وكبار مسؤولي الأمم المتحدة عن مخاوفهم لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة.
وبنيت ناقلة النفط العملاقة صافر في منتصف السبعينات في اليابان، وهي ملك للحكومة اليمنية، ولم تجر لها أي صيانة منذ عام 2015. وفي مايو الماضي حصل تسرب لمياه البحر إلى غرفة المحرك، وهو ما قال عنه لوكوك إنه «جعلنا أقرب من أي وقت مضى إلى كارثة بيئية».
توصلت دراسة أجرتها الأمم المتحدة إلى أن تأثير التسرب يؤدي إلى:
آثار تسرب خزان صافر:
معاناة إنسانية«إذا خرج الوضع عن السيطرة فسيؤثر تأثيرا مباشرا في ملايين الأشخاص في بلد يعاني بالفعل من أكبر حالة طوارئ إنسانية في العالم، وسوف يدمر أنظمة بيئية بأكملها لعقود من الزمان، وسيتجاوز الحدود، لكن في هذه الصورة القاتمة هناك نقطة مضيئة واحدة، وهي أن هذه الكارثة يمكن تفاديها تماما، إذا ما تصرفنا بسرعة».
إنجر أندرسن - المدير التنفيذي لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة
مخاطرة بحياة 30 مليونا
«في حالة الحوثيين، فإنهم يضعون حياة 30 مليون شخص وسبل عيشهم ورفاهيتهم موضع المخاطرة لأسباب استراتيجية وعسكرية وسياسية. في حالة سلطات بيروت، يبدو الأمر وكأنه إهمال. ليس لدى الحوثيين أي اهتمام على الإطلاق بالتخلي عن المزايا الاستراتيجية في حربهم ضد السعوديين، والناقلة هي أداة تفاوض للوصول إلى نتائجهم الاستراتيجية».
جيري سيمبسون - المدير المشارك للأزمات والنزاع في منظمة هيومن رايتس ووتش
قنبلة موقوتة
«إن الانفجار الضخم في ميناء بيروت وما تلاه من خسائر بشرية جسيمة وأضرار كارثية للاقتصاد والبيئة في لبنان يذكرنا بالقنبلة الموقوتة المتمثلة في الناقلة صافر».
معمر الإرياني - وزير الإعلام اليمني
عواقب هائلة
«على الرغم من التحذيرات المتكررة بشأن المواد المتفجرة في بيروت، فلم يكن لديهم إحساس بما سيبدو عليه هذا النوع من الانفجار، ولم يدركوا العواقب الهائلة للتقاعس عن العمل والرضا عن الذات. هذا مشابه جدا لما يحدث مع الناقلة صافر».
إيان رالبي - الرئيس التنفيذي لشركة آي آر كونيسيلوم البحرية
دقت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية ناقوس الخطر، وحذرت من مخاطر تجاهل التحذيرات التي تطلقها الأمم المتحدة والجهات الدولية، وأكدت أن صمت ميليشيات الحوثي الإرهابية على صيانة صافر كارثة أخرى سيكون لها عواقب وخيمة، وأكدت وجود سيناريوهات قاتمة السواد في حال أي تسرب أو انفجار في ناقلة النفط المتهالكة المعروفة بـ»خزان صافر».
دمار لبنان
تقول الصحيفة الأمريكية «أثار الدمار الكبير في بيروت مخاوف عالمية بشأن كارثة مماثلة قد تحدث في اليمن، وما يترتب عليها من عواقب وخيمة محتملة على واحدة من أفقر دول العالم العربي، والتي تتخبط في شرك حرب أهلية وأزمة إنسانية حادة، فمنذ 2015، عندما اشتد الصراع في اليمن، تقف ناقلة النفط «إف إس أو سيفر» FSO Safer في البحر الأحمر، والتي تآكلت بفعل الصدأ، وعلى متنها ما يقرب من 1.1 مليون برميل من النفط، وتقول الأمم المتحدة إن حالة السفينة تتدهور يوما بعد يوم، مما يزيد من فرص حدوث تسرب للنفط إذا ما حدث صدع في أي من صهاريجها. ووفقا لتقارير الأمم المتحدة تتسرب مياه البحر بالفعل إلى السفينة».
وتضيف «في حالة وقوع كارثة يمكن أن تطلق الناقلة اليمنية 4 أضعاف كمية النفط الخام المتسربة في كارثة إكسون فالديز عام 1989، وهذا من شأنه أن يضر بالحياة البحرية ويعطل ممرات الشحن الحيوية في البحر الأحمر، ويدمر الاقتصادات الإقليمية».
قنبلة موقوتة
ووفقا للصحيفة تعتبر الناقلة قنبلة محتملة، فمثل المخزونات الكبيرة من نترات الأمونيوم المتفجرة التي جلبتها سفينة روسية إلى بيروت ثم وضعت لاحقا بمستودع في مينائها، فإن النفط المخزن في الناقلة لسنوات دون تهوية يشكل تهديدا كبيرا للانفجار، كما يقول الخبراء.
ولسنوات كانت الأمم المتحدة تحاول إجراء تقييم فني لحالة الناقلة وإجراء إصلاحات خفيفة، وهي خطوة أولى لتفريغ النفط وسحب السفينة إلى مكان آمن للتفتيش والتفكيك في نهاية المطاف، لكن السفينة التي تقف على بعد حوالي 37 ميلا شمال غرب مدينة الحديدة الساحلية اليمنية، راسية في المياه بالقرب من المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون.
وما تزال الأمم المتحدة حتى اليوم تنتظر الإذن من المتمردين الحوثيين لزيارة السفينة. وفي الشهر الماضي أخبر مارك لوكوك، أكبر مسؤول معني بالشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة، مجلس الأمن بأن الحوثيين وافقوا أخيرا على السماح لبعثة تابعة للأمم المتحدة بتفتيش السفينة، لكن لوكوك أشار أيضا إلى أن المتمردين منحوا الإذن في أغسطس 2019 بتفتيش السفينة ثم ألغوا المهمة في الليلة التي سبقت موعد تنفيذها.
تحذيرات يمنية
ووفقا لما يقوله رالبي ونشطاء حقوق الإنسان، يسعى الحوثيون لبيع النفط الموجود على متن الناقلة، والذي تقدر قيمته بما يصل إلى 40 مليون دولار. وعلى الرغم من أن رالبي ومحللين آخرين يقولون إن قيمة الشحنة أقل بكثير الآن بسبب وباء فيروس كورونا والفائض العالمي من النفط الخام وبقاء الشحنة خمس سنوات في خزانات متآكلة، وبدلا من ذلك يأمل المتمردون في استخدام النفط أداة مساومة ضد الحكومة اليمنية الشرعية.
ونفى المتحدث باسم وزارة النفط التي يسيطر عليها الحوثيون في العاصمة اليمنية صنعاء أمين الشرفي ذلك، وادعى أن الأمم المتحدة والتحالف العربي السبب في تأخير إجراء تقييم للناقلة. وأكد أنه «لا توجد أي ممانعة من جانبنا لصيانة أي ضرر بالناقلة ومعالجته».
كارثة قريبة
وفي الشهر الماضي أعربت كل من الحكومة البريطانية وكبار مسؤولي الأمم المتحدة عن مخاوفهم لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة.
وبنيت ناقلة النفط العملاقة صافر في منتصف السبعينات في اليابان، وهي ملك للحكومة اليمنية، ولم تجر لها أي صيانة منذ عام 2015. وفي مايو الماضي حصل تسرب لمياه البحر إلى غرفة المحرك، وهو ما قال عنه لوكوك إنه «جعلنا أقرب من أي وقت مضى إلى كارثة بيئية».
توصلت دراسة أجرتها الأمم المتحدة إلى أن تأثير التسرب يؤدي إلى:
- التأثير على حياة 28 مليون يمني على الأقل.
- تدمير فرص صيد الأسماك والتنمية الساحلية على مدار أجيال.
- الإضرار بمصائد الأسماك على طول ساحل البحر الأحمر في اليمن.
- زيادة حادة في أسعار الوقود والغذاء.
- خسائر في المحاصيل.
- تلويث الآلاف من آبار المياه.
- - تدمير النظم البيئية في البحر الأحمر.
- قتل مئات الأنواع من الثدييات البحرية والسلاحف البحرية والطيور البحرية.
- تدمير الشعاب المرجانية البكر.
آثار تسرب خزان صافر:
معاناة إنسانية«إذا خرج الوضع عن السيطرة فسيؤثر تأثيرا مباشرا في ملايين الأشخاص في بلد يعاني بالفعل من أكبر حالة طوارئ إنسانية في العالم، وسوف يدمر أنظمة بيئية بأكملها لعقود من الزمان، وسيتجاوز الحدود، لكن في هذه الصورة القاتمة هناك نقطة مضيئة واحدة، وهي أن هذه الكارثة يمكن تفاديها تماما، إذا ما تصرفنا بسرعة».
إنجر أندرسن - المدير التنفيذي لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة
مخاطرة بحياة 30 مليونا
«في حالة الحوثيين، فإنهم يضعون حياة 30 مليون شخص وسبل عيشهم ورفاهيتهم موضع المخاطرة لأسباب استراتيجية وعسكرية وسياسية. في حالة سلطات بيروت، يبدو الأمر وكأنه إهمال. ليس لدى الحوثيين أي اهتمام على الإطلاق بالتخلي عن المزايا الاستراتيجية في حربهم ضد السعوديين، والناقلة هي أداة تفاوض للوصول إلى نتائجهم الاستراتيجية».
جيري سيمبسون - المدير المشارك للأزمات والنزاع في منظمة هيومن رايتس ووتش
قنبلة موقوتة
«إن الانفجار الضخم في ميناء بيروت وما تلاه من خسائر بشرية جسيمة وأضرار كارثية للاقتصاد والبيئة في لبنان يذكرنا بالقنبلة الموقوتة المتمثلة في الناقلة صافر».
معمر الإرياني - وزير الإعلام اليمني
عواقب هائلة
«على الرغم من التحذيرات المتكررة بشأن المواد المتفجرة في بيروت، فلم يكن لديهم إحساس بما سيبدو عليه هذا النوع من الانفجار، ولم يدركوا العواقب الهائلة للتقاعس عن العمل والرضا عن الذات. هذا مشابه جدا لما يحدث مع الناقلة صافر».
إيان رالبي - الرئيس التنفيذي لشركة آي آر كونيسيلوم البحرية