"بوابة الدرعية" أكبر مشروع تراثي وثقافي في العالم لتطوير "الدرعية التاريخية"
الثلاثاء / 9 / ذو القعدة / 1441 هـ - 17:15 - الثلاثاء 30 يونيو 2020 17:15
بدأت هيئة تطوير بوابة الدرعية التاريخية تنفيذ المرحلة الأولى من أكبر مشروع تراثي وثقافي في العالم لتأهيل وتطوير الدرعية التاريخية 'جوهرة المملكة' بقيمة 75 مليار ريال سعودي، لتكون واحدة من أهم الوجهات السياحية والثقافية والتعليمية والترفيهية في المنطقة والعالم، مستفيدة من موقعها التاريخي، وثقافتها الفريدة، باعتبارها أرض الملوك والأبطال، وما يقع في قلبها من مواقع تراثية عالمية، أهمها حي الطريف التاريخي، المدرج ضمن قائمة المواقع التراثية العالمية بمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة 'اليونسكو'.
وتشمل المرحلة الأولى من المشروع الذي يمثل حقبة جديدة وفريدة في المشاريع الإنشائية والتصاميم المعمارية والتراثية والضيافة العالمية، تنفيذ أعمال تطوير منطقة البجيري الشهيرة، وفق أبرز وأحدث المعايير الحضرية والبيئية في تأهيل المواقع التاريخية والتراثية في العالم، وإقامة نمط حياة استثنائي للسياح والضيوف والزوار من داخل وخارج السعودية، ويستهدف جذب 25 مليون زائر وسائح سنويا من داخل وخارج المملكة، في ظل ما يتم التخطيط له من مشاريع ترفيهية وفعاليات متنوعة ومتاحف ومنشآت فنية وثقافية، واستقطاب الأحداث الفنية والثقافية من مختلف أنحاء العالم.
وأكد الرئيس التنفيذي لهيئة تطوير بوابة الدرعية، جيري انزيريلو، أن تطوير منطقة الدرعية التاريخية باعتبارها جوهرة المملكة، يأتي ضمن طموحات وتطلعات رؤية 2030، وتحويل السعودية إلى وجهة سياحية عالمية، بفضل ما تمتلكه من موارد طبيعية هائلة، ومواقع تاريخية وتراثية عريقة، وإمكانات ثقافية متنوعة، وطابع معماري مميز، لا سيما العمارة النجدية المعروفة في الدرعية، والتي يعود تاريخها إلى أكثر من 300 عام.
وأوضح جيري انزيريلو، أنه من بين المشاريع التي سيتم تنفيذها وفقا لخطة تأهيل وتطوير الدرعية التاريخية ضمن مشروع بوابة الدرعية الذي يمتد على مساحة 7 كلم2، إنشاء مجموعة متنوعة من المقاصد السياحية والترفيهية بإضافة أكثر من 20 فندقا ومجموعة متنوعة من المتاحف، ومحلات عالمية للتسوق، وأكثر من 100 من المطاعم العالمية، بأذواق ونكهات تنتمي لدول وشعوب من مختلف الدول والثقافات. كما يشمل المشروع عددا من الساحات الخارجية ذات التصاميم المميزة والإطلالات الخلابة، وممشى بطول 3 كلم يطل على وادي حنيفة التاريخي، بل إن المنطقة ستكون بمثابة أكبر وأهم منطقة تراثية وثقافية مفتوحة، بإطلالات طبيعية وتاريخية، من بينها أكثر من 20 معلما ثقافيا سعوديا.
وعد الرئيس التنفيذي لهيئة تطوير بوابة الدرعية، أن اكتمال المشاريع في المنطقة سيحولها إلى وجهة عالمية ذات نمط حياة استثنائي، باعتبارها موطنا لجميع السعوديين، وهو ما يؤهلها، ليس لتكون فقط منطقة للاستكشاف والتسوق وتذوق أشهى الأطعمة العالمية، بل مكانا للسكن والعيش والحياة الراقية، وهو ما يؤهلها لجذب ملايين السياح والضيوف من جميع أنحاء العالم والمواطنين والمقيمين في المملكة.
ولفت الرئيس التنفيذي إلى أن المرحلة الأولى التي تم البدء في تنفيذها في منطقة البجيري تشهد عملية تطوير تأهيل وتجميل هائلة، وتحسين للبنية التحتية، وكذلك تحسين نوعية الحياة لمجتمع وسكان الدرعية، في ظل خطط المشروع لإنشاء شوارع ذات نمط معماري تاريخي، بمناظر طبيعية جميلة بالكامل، بالإضافة إلى مسارات للدراجات وأخرى لركوب الخيل، والتظليل الطبيعي لممرات المشاة. مضيفا أن منطقة البجيري ستكون مركزا رئيسيا للمطاعم العالمية الفاخرة في مدينة الرياض، مع إطلالات ومناظر مميزة على حي الطريف وواحة الدرعية للفنون التي تعد واحدة من مراكز الفن المعاصر في السعودية، وفندق سمحان التراثي الذي يتكون من 142 غرفة بطابع تراثي نجدي.
ويشمل المشروع تطوير مساحة 2 كلم2 من وادي حنيفة التاريخي، وتأهيل بساتين النخيل والمزارع القديمة في المنطقة، ومسارات مشي جديدة، ومناطق للتنزه، لتكون بمثابة مواقع مفتوحة للسياح والزوار للاستمتاع بهذه المناظر الطبيعية في الهواء الطلق.
كما يتم تنفيذ مشروع البنية التحتية للبجيري، والذي يعد واحدا من أكثر المشاريع تطورا وتعقيدا على مستوى العالم، ويشمل نقل حوالي 9 ملايين م2 من التربة، أي ما يعادل 3600 حمام سباحة أولمبي بطول 50م، وبارتفاع 15م تحت مستوى سطح الأرض، بهدف إنشاء 3 كلم من الأنفاق، وساحة انتظار تستوعب 10500 سيارة، باستخدام 1.2 مليون م2 من الخرسانة. وستغطي المراحل الأولى من أعمال التطوير 1,320,000م2، أي ما يعادل مساحة 185 ملعب كرة قدم تقريبا.
واختتم جيري انزيريلو تصريحاته قائلا 'هناك درعية واحدة فقط لا مثيل لها، وهذا مشروعنا الأهم، ضمن تطلعات رؤية 2030، ونحن سعداء ببدء هذه المرحلة، وتحويل الرؤية إلى واقع ملموس، لتصبح الدرعية مركزا عالميا للثقافة ونمط الحياة الراقي، وموقعا للفعاليات والمتعة والترفيه، لتكون نموذجا معبرا عن قيمة وعظمة الثقافة السعودية، واقتصادها القوي ضمن اقتصادات العالم، فالاختلاف الأهم والأبرز لهذا المشروع عن غيره من المشاريع والذي يعطيه قيمة كبيرة على المستوى الاقتصادي والتاريخي والسياحي، أنه يجمع بين الموقع الفريد الذي يمثل جوهرة المملكة، وعراقة 300 عام من تاريخ المملكة، وعملية تطوير وتأهيل عالمية تجري على قدم وساق لهذه المنطقة التاريخية، والتي تشتمل على إنشاء مؤسسات تعليمية متقدمة وأكاديميات ومعاهد ثقافية وجامعات ومتاحف، في ظل النهضة الكبيرة التي تعيشها المملكة بفضل الله، ثم الحكومة الرشيدة بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وولي عهده الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، حفظهما الله'.
من جانبه أكد جوناثان تيمز، الرئيس التنفيذي للتصميم والتطوير في هيئة تطوير بوابة الدرعية، أن مشروع التطوير والتأهيل يشكل طريقة جديدة للحياة لسكان الدرعية بوجه خاص ومجتمع مدينة الرياض بوجه عام، خاصة أنه يجمع بين الحياة النجدية التقليدية، وأساليب ووسائل الترفيه والراحة الحديثة، والتي تمتزج جميعها في مجتمع حضري متكامل، يستمد قيمه من التراث الإنساني العريف، وقيم المساواة الثقافية في المملكة.
يذكر أن هيئة تطوير بوابة الدرعية تشرف على نطاق 190 كلم2، وحظيت بتدشين خادم الحرمين الشريفين العام الماضي لمشروع بوابة الدرعية، بحضور ولي العهد، لتكون وجهة سياحية عالمية تركز على الثقافة والتراث، وتبرز الخصائص التاريخية والعمرانية والبيئية للدرعية كواحدة من الوجهات الأولى في المنطقة، لاحتضان أنشطة تبادل المعرفة التاريخية والثقافية، استنادا إلى أهداف استراتيجية واعدة وطموحات مستقبلية كبيرة، ضمن جهود المملكة لتحقيق نقلة نوعية في مساهمة القطاعات غير النفطية في الاقتصاد الوطني، والارتقاء بالقطاعات السياحية والترفيهية وتطوير المواقع التراثية، وتحقيق أقصى استفادة اقتصادية ومجتمعية منها.