كهف التشابه
الاحد / 7 / ذو القعدة / 1441 هـ - 20:15 - الاحد 28 يونيو 2020 20:15
مُنذ ولدت وأمي تلبسني مثل الآخرين ونأكل مثلما يأكلون، حتى الأماكن التي يزورونها نذهب إليها دون أن نسأل أنفسنا: هل ذلك المكان مناسب لذائقتي أو ميزانيتي؟ اعتدنا في مجتمعنا أن نكون متشابهين، وأن الاختلاف نقمة وتطرف يجب أن لا ننحاز إليه، أن نكون يدا واحدة في جميع تفاصيل حياتنا، وأن نفترق عند منعطف المصالح! اعتقدت عندما أكبر وتصبح مسؤوليتي على عاتقي بأني سأخرج من كهف التشابه إلى التفرد بذاتي واختياراتي، والحقيقة أن الواقع الآن مع التحديثات الكونية في الحياة التقنية لن يجعلك تتفرد، فالكل سيشبهك وإن لم تشبهه، مهما حاولت أن تقلع عنك رداء التقليد ستجد نفسك تُجر إلى ارتدائه مرة أخرى، لأن كل محلات التفرد والتميز أصبحت تتشابه والأذواق أصبحت توائم في مجتمعنا.
أيقنت مؤخرا أن الانشغال بالذات بما يفيدها عن متابعة آخر الأخبار في السوق الالكترونية أو الزينة المنزلية أو الموضة المبتذلة أكثر يقينا من التقليد الأعمى، وأن التفكير العقلاني ومراجعة الذوق الشخصي في كل قطعة تودُ اقتناءها أجلّ بكثير من اللهث وراء كل جديد.
أيقنت مؤخرا أن الانشغال بالذات بما يفيدها عن متابعة آخر الأخبار في السوق الالكترونية أو الزينة المنزلية أو الموضة المبتذلة أكثر يقينا من التقليد الأعمى، وأن التفكير العقلاني ومراجعة الذوق الشخصي في كل قطعة تودُ اقتناءها أجلّ بكثير من اللهث وراء كل جديد.