الرأي

حاكم حزب تكفير الأمة!

سنابل موقوتة

عبدالله المزهر
أحيانا قد يخدعك اسمك وتتصرف على أنه وصف لحالك، ربما عزز هذه الثقة لدى البعض أنهم يؤمنون بالمثل القائل «لكل من اسمه نصيب»، ومن الواضح أن من ابتدع هذا المثل كان يريد تمرير معلومة غير حقيقية عن نفسه، ولدي شكوكي في أن اسمه «جميل»، فأنا أعرف شخصا يحمل هذا الاسم لكنه وزع نصيبه من اسمه على الناس ونسي نفسه. وهذه قمة الإيثار.

وبعيدا عن الدعابة المتعلقة بصديقي الجميل - أستغفر الله وأتوب إليه - فإن أكثر مثال يوضح متلازمة تصديق الاسم هو ما يعانيه الأستاذ الدكتور حاكم المطيري، فهو يتصرف بناء على أنه حاكم فعلي، ويعقد الاتفاقيات ويتآمر ويخطط ويدبر وكأنه حاكم فعلا، وقد بدأ الدكتور تحويل هذه الأحلام التي جناها عليه اسمه فقرر إنشاء حزب أسماه «حزب الأمة»، وفي الاسم دلالة على المكان الذي يريد أن يشمله نفوذ حكمه، ثم قرر أن يخطو هذا الحزب - الذي لم تعترف به الحكومة في الكويت - خطوة فعلية ودخل الانتخابات البرلمانية بأكثر عدد من المرشحين بين كل التيارات التي تتنافس على مقاعد المجلس الكويتي، وكانت النتيجة النهائية أنه لم ينجح أي مرشح من «درزن» مرشحي الحزب.

وفشل حزب الأمة في الحصول على مكان في مجلس الأمة حتى ولو وقوفا دون كرسي. مع أن المجلس يضم بين جنباته أحيانا من تجد صعوبة في تخيل فوزه حتى في انتخابات تجري في منزله.

في الفترة التي شهدت قيام هذا الحزب كان الصوت المتشدد هو الأكثر تأثيرا، ولذلك حاول حاكم أن يكون أكثر تشددا بما يلائم المرحلة، حتى إنه وصم كثيرا ممن يعتبرون متشددين بأنهم مداهنون ومنافقون لأنه يريد أن يكون الحاكم الفعلي لمدرسة التشدد وأن يحتكر حزبه التنظير لها دون غيره.

ثم إنه توسع فيما بعد حتى يبدو لك من خطابه أن كل البشر الأحياء منهم والأموات منافقون ومداهنون، وأنه وبعض أعضاء حزبه هم الوحيدون الذين بيديهم إنقاذ الأمة من الضياع. مع أن الأمة منافقة حسب أدبيات حاكم، إلا أنه يعتقد أنه في مهمة رسالية لإخراج الناس من الظلمات إلى النور، حتى ولو عن طريق قتلهم وهم أحياء ورميهم في جهنم بعد موتهم.

وليس حديثي عنه بسبب التسجيلات الأخيرة مع الأخ القائد - كما وصفه - معمر القذافي، فهي طبيعية وفي سياقها، والشخصيتان متقاربتان في الأفكار والهلاوس السمعية والبصرية التي يعانيان منها.

ولكني قرأت رأيه في الحج بأعداد رمزية هذا العام، والذي قال عنه بأنه «حج صوري وتحويل المسجد الحرام إلى متحف وطني لا يزوره إلا من تسمح له الحكومة السعودية»، وأنا وأنتم والناس أجمعون وحاكم نفسه يعلم أنه لو منع الحج - وهذا أمر مبرر - فإنه سيقول بأن السعودية الكافرة تقرر تقليص أركان الإسلام، ولو سمحت بالحج لقال بأن السعودية الضالة تخاطر بحياة الناس التي هي أكرم عند الله من هدم الكعبة من أجل مكاسب مالية، ولو اتخذت أي إجراء لوجد مدخلا يكفر من خلاله من اتخذ هذا الإجراء، لأن التكفير خاصة «التكفير بالجملة» هي البضاعة التي يبيعها حزب الأمة وحاكمه.

وعلى أي حال..

هذه المخلوقات لديها قدرة هائلة على تحويل الغايات إلى وسائل، ولذلك فالدين والأمة والحرية وهذه الكلمات الكبيرة ليست كما يراها الأتباع، لأنها عند «المنظرين» ليست أكثر من تذاكر عبور، يستخدمها العاقل والمجنون، وحتى من أوهمه اسمه بأن يحكي انتفاخا صولة الأسد.

agrni@