موضوعات الخاصة

هل ينتهي الإرهاب الإيراني.. بلا حروب؟

موقع عالمي يقترح استراتيجية دبلوماسية جديدة لإنهاء 40 عاما من العداء

ظريف وروحاني مع مفتشي وكالة الطاقة النووية (مكة)
40 عاما من العداء بين الولايات المتحدة الأمريكية وإيران، لم تنجح خلالها الدبلوماسية في تغيير سلوك نظام الملالي، الراعي الرئيسي للإرهاب في العالم. ما هي الخيارات المقبلة للإدارة الأمريكية، هل تستخدم الخيار العسكري، أم تغير استراتيجيتها في التفاوض والعمل الدبلوماسي؟

تساءل موقع «جلوبال سكيورتي ريفيو» الأمريكي عن الخطوة التي ينبغي أن تتخذها الولايات المتحدة الأمريكية لوقف الإرهاب الإيراني، ووضع مجموعة من الخيارات والاحتمالات التي تستند إلى تحليلات سياسية في العمق الإيراني.

وخلص الموقع العالمي إلى ضرورة تقديم «تنازلات جزئية» لتصحيح مسار التفاوض والعودة إلى اتفاقات أشمل، توقف تمدد الملالي في المنطقة، وتنزع فتيل التوتر والقتل والدمار، بعدما أثبتت التجارب أن الحروب لا تحل الكثير من الأزمات.

فشل السياسات

بعد الاستيلاء على السفارة الأمريكية في طهران عام 1979، قطعت الولايات المتحدة العلاقات الدبلوماسية مع إيران، وبدأت بفرض عقوبات على البلاد، وبعد أكثر من أربعة عقود، استمرت إيران في دعم القوات المناوئة للولايات المتحدة، والحكومة السورية، بينما أعربت عن اهتمامها بتطوير أسلحة نووية.

يرى «جلوبال سكيورتي ريفيو» أن سياسة الولايات المتحدة للضغط الأقصى فشلت في تغيير سلوك طهران، وأوصلت إلى طريق مسدود وخطير، ومن أجل تحقيق الهدف المعلن بإحداث تغيير إيجابي في السلوك في طهران، يجب على الولايات المتحدة تنفيذ سياسة خطوة بخطوة تركز على الاستجابات المتبادلة.

التغير للأسوأ

وبحسب ما جاء بالموقع، تستمر العلاقات الأمريكية الإيرانية في التغير إلى الأسوأ، حيث تخشى الحكومة الإيرانية من تغيير النظام، وتركز كل جهودها على الإبقاء على المرشد الأعلى وأصحاب العمامات، علاوة على أن انسحاب الولايات المتحدة من خطة العمل الشاملة المشتركة (الصفقة النووية الإيرانية)، قلل الثقة فيما إذا كانت الولايات المتحدة ستفي بالتزاماتها.

لا يمكن أن يكون هذا النهج الجديد محصلته صفر، ويجب إحراز تقدم ملموس لكلا الجانبين. تحتاج الولايات المتحدة إلى تأكيدات بأن إيران لن تسعى لامتلاك أسلحة نووية، والتوقف عن دعم القوات العميلة العنيفة، ووقف التهديدات في المنطقة، وبالمقابل تحتاج إيران إلى تأكيدات بأن الولايات المتحدة لن تتراجع عن الالتزامات أو تهدد بتغيير النظام.

الخداع والتهريب

يعتقد البعض أن سياسة «الضغط الأقصى» على إيران تنجح، صحيح ربما تكون آثارها واضحة؛ فقد أعاقت معظم الاستثمارات الأجنبية ورفعت متوسط تكلفة الحليب بأكثر من 400% منذ عام 2010.

ومع ذلك، أمام إيران 40 عاما لتحسين طريقة عزلها من خلال العقوبات، حيث احتفط النظام بقوته على الخداع، وشبكات المهربين وغسيل الأموال ومزوري الوثائق في الأعمال التجارية، وبما أن العقوبات تضر بشكل غير متناسب بالمواطن العادي بدلا من النخب، فقد فشلت في تغيير سلوك النظام.

دعم الميليشيات

أضرت العقوبات بقدرة الحكومة الإيرانية على الدفاع عن نفسها ومواطنيها ودعم الميليشيات المسلحة في الخارج، وكان يتوقع من المرشد الأعلى علي خامنئي أن يختار العنصرين الأولين؛ وبدلا من ذلك، اتخذ قادة إيران القرار بتغيير وعي مواطنيهم من خلال إنفاق الأموال على الخيار الثالث، وهو دعم الجماعات المسلحة في الخارج، مع إلقاء اللوم على التهديدات الخارجية، وقد يكون رفض إيران تغيير سلوكها مدعوما بالفخر أو الحقد أو انعدام الأمن. ومع ذلك، من الواضح أن النظام يعطي قيمة أعلى للمقاومة من الخضوع.

وأظهر التاريخ أنه يمكن العمل بنجاح مع إيران في القضايا ذات الاهتمام المشترك، فبعد هجمات 11 سبتمبر، ضربت الولايات المتحدة أهدافا لطالبان في أفغانستان بمساعدة الحكومة الإيرانية، قبل الانسحاب الأمريكي، وامتثلت إيران لشروط الاتفاق النووي لمدة عامين، والذي نجح في الحد من تقدم إيران نحو الحصول

على سلاح نووي والسماح بعمليات تفتيش واسعة النطاق لمنشآت إيران.

تفكيك الشبكة

يتطلب اتباع نهج تدريجي بناء ثقة متزايدة، ويجب أن يبدأ بتفكيك شبكة العقوبات الحالية، وتفصيل القائمة الأمريكية التي تضم 12 متطلبا لاتفاقية جديدة، ويتطلب كل إجراء قابل للقياس استجابة متبادلة، وعلى سبيل المثال، يمكن أن يبدأ الجانبان بالنقطة الخامسة في القائمة الأمريكية، تبادل الأسرى، ويجب على الولايات المتحدة ربط تخفيف العقوبات الاقتصادية بالامتثال للمعايير الدولية لمكافحة غسل الأموال وتمويل الإرهاب.

ردع الصين وروسيا

يقول المنتقدون للمفاوضات الأمريكية الإيرانية إن التنازلات الجزئية تقوض الأمن القومي الأمريكي. ومع ذلك، فإن التقدم الجزئي سيوفر فوائد، فإيران الطبيعية سوف تقلل من العنف في العراق وسوريا. كما أن العلاقات الأمريكية الإيرانية المتجددة ستعيق النفوذ الروسي في الشرق الأوسط، ومن شأن تخفيف حدة التوترات في الشرق الأوسط أن يزيد بشكل مباشر من قدرة الولايات المتحدة على ردع منافسي القوى العظمى الصين وروسيا.

ووفقا للموقع، لا تزال هناك فرصة لمنع 40 سنة أخرى من العداء بين الولايات المتحدة وإيران. لا يزال لدى الولايات المتحدة دبلوماسيون من ذوي الخبرة في التفاوض بنجاح مع إيران، وفي صياغة المسار طويل الأجل لتخفيض العقوبات التدريجي.