الحوثيون يستنسخون تجربة الحرس الثوري في تعذيب النساء
قصص دامية لناشطات تعرضن للضرب والاغتصاب في سجون صنعاء السرية
السبت / 9 / رمضان / 1441 هـ - 20:15 - السبت 2 مايو 2020 20:15
أعادت قصص التعذيب التي تمارسها ميليشيات الحوثي الإرهابية ضد النساء في المعتقلات والسجون النسائية، والتي نشرتها أخيرا وكالة «الأسوشييتد برس» الأمريكية، روايات الرعب التي يعمل بها الحرس الثوري الإيراني على مدار عقود من الزمن في طهران.
وبات واضحا أن العلاقة الآثمة التي تربط إيران مع ميليشيات الحوثي الإرهابية لا تتوقف على الجانب العسكري والسياسي فقط، بل تمتد إلى كل شيء، فأنصار عبدالملك الحوثي عازمون على استنساخ تجربة الحرس الثوري بكل تفاصيلها في صنعاء والمناطق التي يسيطرون عليها في اليمن.
التفاصيل المفزعة التي فعلها نظام الملالي مع نساء إيران من ضرب وتعذيب واغتصاب وقهر وإذلال لمنعهن من الانخراط في الحراك السياسي، تكررت في شبكة من السجون السرية التابعة لميليشيات الحوثي في حي تعز بصنعاء، والتي تظهر من الخارج وكأنها مدارس أو بيوت، والتي تضم مئات النساء، يتعرضن لانتهاكات يومية، وفق ما أكدته ناشطات يمنيات ومعتقلات سابقات في تحقيق مطول ومفصل للوكالة.
قصص دامية
أقبية العذاب والضرب والاغتصاب كشفت عنها الناشطة سميرة الحوري «33 عاما» التي هربت إلى مصر بعد إطلاق سراحها، تقول «اقتادوني إلى قبو مدرسة داخل العاصمة صنعاء، اعتدى المحققون علي بالضرب المبرح وتعرضت لصدمات كهربائية، وأمعنوا في تعذيبي النفسي، ثم أعلنوا موعد إعدامي وألغوه في اللحظة الأخيرة»، مشيرة إلى أن التعذيب الذي تعرضت له كان من نصيب كل من تجرأت على الانشقاق أو حتى مجرد العمل في المجال العام، واللاتي تحولن إلى أهداف حملة قاسية ومتصاعدة من قبل الحوثيين.
لا تختلف رواية سميرة عما تتعرض له النساء في سجون الحرس الثوري في ظروف قاسية؛ إذ يوضعن في قوالب تسمى التابوت لا يستطعن التحرك داخلها، وفي أفضل الأحوال يوضعن في صناديق يكون الوضع فيها جاثيا، أو في الحبس الانفرادي. وتبتكر أبشع أنواع التعذيب للسجينات السياسيات، لمنعهن من الانخراط في الحياة العامة أو الاهتمام بالشأن السياسي.
قهر واغتصاب
ونشرت الوكالة قصصا أخرى مؤلمة لـ6 محتجزات سابقات نجحن في الفرار إلى القاهرة قبل أن يتسبب وباء كورونا في وقف الرحلات الجوية وإغلاق الحدود، وقدمن روايات يدعمها تقرير صدر قبل وقت قريب من لجنة من الخبراء التابعين للأمم المتحدة، ذكر أن الانتهاكات الجنسية التي تتعرض لها المحتجزات قد تصل إلى مستوى جرائم الحرب.
وتقول إحدى السيدات، وهي مدرسة تاريخ سابقا رفضت كشف اسمها لحماية أسرتها في اليمن، إنه ألقي القبض عليها في خضم حملة واسعة ضد التظاهرات في ديسمبر 2017، واقتيدت إلى مكان ما في ضواحي صنعاء، لا تعلم أين هو على وجه التحديد، وكان كل ما بإمكانها سماعه ليلا نباح الكلاب، ولم تسمع حتى أذان الصلاة، وقالت «كنت بعيدة للغاية، وكأني سقطت خارج الأرض».
وتضيف «حوالي 40 سيدة كن محتجزات داخل فيلا، كلهن تعرضن للتعذيب على أيدي المحققين، وفي إحدى المرات نزعوا أظافر إصبعي الأصغر في قدمي، وفي أكثر من مرة قال لي ثلاثة ضباط مقنعين إنهم سيطهروني من الإثم، وبعد ذلك، تناوبوا على اغتصابي، بينما تولت حارسات تقييدي ومنعي من الحركة».
العصر المظلم
وتقول رشا جرهوم التي تعمل بمؤسسة «مبادرة مسار السلام»، التي تدعو لضم النساء إلى المحادثات بين الحوثيين والحكومة اليمنية الشرعية «هذا أكثر العصور ظلاما للمرأة اليمنية. لقد جرت العادة أن توقيف شرطة المرور لسيدة يعد أمرا مشينا»، فيما تشير التقديرات إلى أن ما يتراوح بين 250 و300 امرأة محتجزات حاليا داخل محافظة صنعاء وحدها، تبعا لما أفادت به عدد من المنظمات الحقوقية. وأوضحت «المنظمة اليمنية لمكافحة الاتجار بالبشر» أن ثمة احتمالا أن تكون هذه التقديرات أقل من العدد الحقيقي.
وتؤكد الوكالة صعوبة تقدير أعداد المحتجزات داخل المحافظات والأقاليم الأخرى الخاضعة للحوثيين.
وقدرت نورا الجوري، رئيسة «ائتلاف نساء من أجل السلام في اليمن»، أن ما يزيد على 100 امرأة محتجزات داخل محافظة ذمار جنوب العاصمة، والتي تشكل نقطة عبور كبرى من المناطق الخاضعة للسيطرة الحكومية إلى الأخرى التي يسيطر عليها الحوثيون.
ووثقت الجوري، التي تتولى إدارة مجموعة دعم غير رسمية في القاهرة تتعامل مع السيدات اللواتي أطلق سراحهن من سجون الحوثيين، 33 حالة اغتصاب و8 حالات لسيدات أنهكهن التعذيب.
ضرب واحتجاز
وذكرت امرأة أنه جرى سحبها من خارج سيارة أجرة كانت تستقلها داخل مكان كان يشهد تظاهرة وتعرضت للضرب والاحتجاز. كما تعرضت ناشطة سلام تعمل مع منظمة إنسانية مقرها في لندن للاحتجاز طوال شهور داخل مركز احتجاز للشرطة في صنعاء طوال أسابيع.
ووصفت معلمة كمبيوتر تبلغ من العمر 48 عاما، كيف اقتحم 18 رجلا مسلحا منزلها واعتدوا بالضرب على كل من كانوا بالداخل، وضربوا وجهها بأحذيتهم وأطلقوا في حقها أقذع الشتائم الجنسية. ولم يكن للسيدة أي صلة بالعمل السياسي، لكنها نشرت مقطع فيديو عبر صفحتها على فيس بوك تشكو فيه من أن رواتب العاملين لم تصرف منذ شهور، وبعد ذلك الحادث بفترة قصيرة فرت هي وأطفالها إلى مصر.
تحقيقات الليل
وفي داخل إحدى المدارس، تولى رئيس قسم التحقيقات الجنائية لدى الحوثيين، سلطان زابن، إجراء التحقيقات، حسبما ذكرت الضحايا، وأضفن «في بعض الليالي كان زابن يصطحب الفتيات الجميلات والصغيرات إلى خارج المدرسة لاغتصابهن».
في المقابل قالت الناشطة سميرة الحوري إنها عندما رفضت طلبا من مسؤول حوثي للوشاية بالنشطاء الآخرين، تعرضت للاختطاف في يوليو 2019 على يد زمرة من الرجال المقنعين المدججين بالكلاشينكوف «كما لو كنت أسامة بن لادن»، مؤكدة أنها تعرضت للاحتجاز داخل «دار الهلال»، وهي مدرسة مهجورة في شارع تعز، وكان معها حوالي 120 امرأة بينهن بارديس الصايغي، وهي شاعرة بارزة كانت تلقي أشعارا حول قمع الحوثيين.
كما قالت الحوري إن المحتجزات كان بينهن «مدرسات وناشطات بمجال حقوق الإنسان ومراهقات». وأضافت أن المحققين خبطوا رأسها في طاولة بشدة لدرجة أنها احتاجت لإجراء جراحة في إحدى عينيها كي تتمكن من الرؤية بشكل طبيعي بعد إطلاق سراحها بشهور.
ضحايا الحوثي من نساء اليمن:
40,000 حالة انتهاك ضد النساء من قبل الحوثيين
270 سيدة جرى اختطافهن والزج بهن في سجون سرية
160 امرأة اختفين قسرا
33 امرأة تعرضن للاغتصاب
55 امرأة تعرضن لتلفيق تهم التقاط صور وإنتاج أفلام
وبات واضحا أن العلاقة الآثمة التي تربط إيران مع ميليشيات الحوثي الإرهابية لا تتوقف على الجانب العسكري والسياسي فقط، بل تمتد إلى كل شيء، فأنصار عبدالملك الحوثي عازمون على استنساخ تجربة الحرس الثوري بكل تفاصيلها في صنعاء والمناطق التي يسيطرون عليها في اليمن.
التفاصيل المفزعة التي فعلها نظام الملالي مع نساء إيران من ضرب وتعذيب واغتصاب وقهر وإذلال لمنعهن من الانخراط في الحراك السياسي، تكررت في شبكة من السجون السرية التابعة لميليشيات الحوثي في حي تعز بصنعاء، والتي تظهر من الخارج وكأنها مدارس أو بيوت، والتي تضم مئات النساء، يتعرضن لانتهاكات يومية، وفق ما أكدته ناشطات يمنيات ومعتقلات سابقات في تحقيق مطول ومفصل للوكالة.
قصص دامية
أقبية العذاب والضرب والاغتصاب كشفت عنها الناشطة سميرة الحوري «33 عاما» التي هربت إلى مصر بعد إطلاق سراحها، تقول «اقتادوني إلى قبو مدرسة داخل العاصمة صنعاء، اعتدى المحققون علي بالضرب المبرح وتعرضت لصدمات كهربائية، وأمعنوا في تعذيبي النفسي، ثم أعلنوا موعد إعدامي وألغوه في اللحظة الأخيرة»، مشيرة إلى أن التعذيب الذي تعرضت له كان من نصيب كل من تجرأت على الانشقاق أو حتى مجرد العمل في المجال العام، واللاتي تحولن إلى أهداف حملة قاسية ومتصاعدة من قبل الحوثيين.
لا تختلف رواية سميرة عما تتعرض له النساء في سجون الحرس الثوري في ظروف قاسية؛ إذ يوضعن في قوالب تسمى التابوت لا يستطعن التحرك داخلها، وفي أفضل الأحوال يوضعن في صناديق يكون الوضع فيها جاثيا، أو في الحبس الانفرادي. وتبتكر أبشع أنواع التعذيب للسجينات السياسيات، لمنعهن من الانخراط في الحياة العامة أو الاهتمام بالشأن السياسي.
قهر واغتصاب
ونشرت الوكالة قصصا أخرى مؤلمة لـ6 محتجزات سابقات نجحن في الفرار إلى القاهرة قبل أن يتسبب وباء كورونا في وقف الرحلات الجوية وإغلاق الحدود، وقدمن روايات يدعمها تقرير صدر قبل وقت قريب من لجنة من الخبراء التابعين للأمم المتحدة، ذكر أن الانتهاكات الجنسية التي تتعرض لها المحتجزات قد تصل إلى مستوى جرائم الحرب.
وتقول إحدى السيدات، وهي مدرسة تاريخ سابقا رفضت كشف اسمها لحماية أسرتها في اليمن، إنه ألقي القبض عليها في خضم حملة واسعة ضد التظاهرات في ديسمبر 2017، واقتيدت إلى مكان ما في ضواحي صنعاء، لا تعلم أين هو على وجه التحديد، وكان كل ما بإمكانها سماعه ليلا نباح الكلاب، ولم تسمع حتى أذان الصلاة، وقالت «كنت بعيدة للغاية، وكأني سقطت خارج الأرض».
وتضيف «حوالي 40 سيدة كن محتجزات داخل فيلا، كلهن تعرضن للتعذيب على أيدي المحققين، وفي إحدى المرات نزعوا أظافر إصبعي الأصغر في قدمي، وفي أكثر من مرة قال لي ثلاثة ضباط مقنعين إنهم سيطهروني من الإثم، وبعد ذلك، تناوبوا على اغتصابي، بينما تولت حارسات تقييدي ومنعي من الحركة».
العصر المظلم
وتقول رشا جرهوم التي تعمل بمؤسسة «مبادرة مسار السلام»، التي تدعو لضم النساء إلى المحادثات بين الحوثيين والحكومة اليمنية الشرعية «هذا أكثر العصور ظلاما للمرأة اليمنية. لقد جرت العادة أن توقيف شرطة المرور لسيدة يعد أمرا مشينا»، فيما تشير التقديرات إلى أن ما يتراوح بين 250 و300 امرأة محتجزات حاليا داخل محافظة صنعاء وحدها، تبعا لما أفادت به عدد من المنظمات الحقوقية. وأوضحت «المنظمة اليمنية لمكافحة الاتجار بالبشر» أن ثمة احتمالا أن تكون هذه التقديرات أقل من العدد الحقيقي.
وتؤكد الوكالة صعوبة تقدير أعداد المحتجزات داخل المحافظات والأقاليم الأخرى الخاضعة للحوثيين.
وقدرت نورا الجوري، رئيسة «ائتلاف نساء من أجل السلام في اليمن»، أن ما يزيد على 100 امرأة محتجزات داخل محافظة ذمار جنوب العاصمة، والتي تشكل نقطة عبور كبرى من المناطق الخاضعة للسيطرة الحكومية إلى الأخرى التي يسيطر عليها الحوثيون.
ووثقت الجوري، التي تتولى إدارة مجموعة دعم غير رسمية في القاهرة تتعامل مع السيدات اللواتي أطلق سراحهن من سجون الحوثيين، 33 حالة اغتصاب و8 حالات لسيدات أنهكهن التعذيب.
ضرب واحتجاز
وذكرت امرأة أنه جرى سحبها من خارج سيارة أجرة كانت تستقلها داخل مكان كان يشهد تظاهرة وتعرضت للضرب والاحتجاز. كما تعرضت ناشطة سلام تعمل مع منظمة إنسانية مقرها في لندن للاحتجاز طوال شهور داخل مركز احتجاز للشرطة في صنعاء طوال أسابيع.
ووصفت معلمة كمبيوتر تبلغ من العمر 48 عاما، كيف اقتحم 18 رجلا مسلحا منزلها واعتدوا بالضرب على كل من كانوا بالداخل، وضربوا وجهها بأحذيتهم وأطلقوا في حقها أقذع الشتائم الجنسية. ولم يكن للسيدة أي صلة بالعمل السياسي، لكنها نشرت مقطع فيديو عبر صفحتها على فيس بوك تشكو فيه من أن رواتب العاملين لم تصرف منذ شهور، وبعد ذلك الحادث بفترة قصيرة فرت هي وأطفالها إلى مصر.
تحقيقات الليل
وفي داخل إحدى المدارس، تولى رئيس قسم التحقيقات الجنائية لدى الحوثيين، سلطان زابن، إجراء التحقيقات، حسبما ذكرت الضحايا، وأضفن «في بعض الليالي كان زابن يصطحب الفتيات الجميلات والصغيرات إلى خارج المدرسة لاغتصابهن».
في المقابل قالت الناشطة سميرة الحوري إنها عندما رفضت طلبا من مسؤول حوثي للوشاية بالنشطاء الآخرين، تعرضت للاختطاف في يوليو 2019 على يد زمرة من الرجال المقنعين المدججين بالكلاشينكوف «كما لو كنت أسامة بن لادن»، مؤكدة أنها تعرضت للاحتجاز داخل «دار الهلال»، وهي مدرسة مهجورة في شارع تعز، وكان معها حوالي 120 امرأة بينهن بارديس الصايغي، وهي شاعرة بارزة كانت تلقي أشعارا حول قمع الحوثيين.
كما قالت الحوري إن المحتجزات كان بينهن «مدرسات وناشطات بمجال حقوق الإنسان ومراهقات». وأضافت أن المحققين خبطوا رأسها في طاولة بشدة لدرجة أنها احتاجت لإجراء جراحة في إحدى عينيها كي تتمكن من الرؤية بشكل طبيعي بعد إطلاق سراحها بشهور.
ضحايا الحوثي من نساء اليمن:
40,000 حالة انتهاك ضد النساء من قبل الحوثيين
270 سيدة جرى اختطافهن والزج بهن في سجون سرية
160 امرأة اختفين قسرا
33 امرأة تعرضن للاغتصاب
55 امرأة تعرضن لتلفيق تهم التقاط صور وإنتاج أفلام