انجُ بعاديَّتك!
الثلاثاء / 5 / رمضان / 1441 هـ - 17:00 - الثلاثاء 28 أبريل 2020 17:00
يمر الوقت، تطوى السنين، كل الناس يجرون في عجلة الزمن، كلما جروا للأمام كلما سقط بعضهم وسقطت معهم بعضا من التقاليد والقيم،البساطة إحدى تلك القيم التي تسقط شيئا فشيئا، التكلف ظاهرة مزعجة، والعظمة هي المرض الاجتماعي المتفشي في هذا الزمن.
الجميع يحب ويريد أن يكون عظيما متناسين أن للعظمة أهلها، للعظمة صعوباتها وعواقبها، ولن تأتيك بالسهل الهين.
'قيل لي يوما عظيم' و'عظيم في عيني' ما هي إلا مسؤولية وأعباء ثقيلة تلقى على ظهر الشخص، تصعب عليه ممارسة عاديته التي يستحقها، فيربطون ممارساتهم اليومية ببضع الكلمات هذه، ومن ثم يبدؤون هم أيضا برفع كل الأشياء لأعلى من قدرها، وتبدأ المبالغات وتعظيم أمور لا تستحق وحقيقة إنه لأمر مزعج أن نطلق كلمة 'عظيم' على كل شاردة وواردة.
وكذلك فإن إطلاق حكم العظمة على توافه الأمور أمر في غاية السذاجة، القهوة مثلا هذا المشروب البسيط بلونه البني الداكن أنشؤوا له حزبا كاملا، وضبطوا له معايير من يخالفها يسخرون منه بعبارات سخيفة، وأصبحت 'معد القهوة أو باريستا أو حتى قهوجيا' مهنة مطلوبة جدا ولا يتوفر كثير ممن يجيدونها طعما وشكلا. ولم ينتهوا هنا بل أصبحوا يهاجمون الأحزاب الأخرى وأولها أعداؤهم حزب الشاي.
القراءة أيضا تلك الهواية البسيطة التي لا تتطلب سوى كتابٍ يستهويك ومكان هادئ قد جعلوا لها طقوسا خاصة، إضافة إلى زرع علاقة لا أعلم ماهيتها بين القهوة والقراءة، ناهيك عن الماراثون القرائي الذي يجرون فيه وكأن المهم هو الكم لا الفهم والقيم المضافة، هذا ولم نتطرق بعد إلى من يطلقون حكم الجهل على كل من لا يحب القراءة، وكأن المعرفة لا تؤخذ إلا من الكتب، ولم نتطرق أيضا إلى الخصام المندلع بين من يرون أن الرواية فن أدبي ذي قيمة وبين من لا يرى ذلك.
وأصبح التكلف مستعمرا لعقولنا والعظمة المزيفة غاية يلهث وراءها أغلب الناس، العالم أصبح معقدا، الحياة تعيسة بهذه القوانين التي لا أصل ولا فائدة ضئيلة منها، والتكلف دائما ما يمحو متعة الأشياء، الجميع يسعى لنيل ثناء استثنائي عليه وعلى ممارساته، صحيح أن العظمة استثناء ولكن عندما يرغب بها الجميع ويسعى لها لا تصبح كذلك، فتحل العادية بدلا منها لتصبح هي استثناء هذا الزمن!
وبالمناسبة فإن العظمة تكون في أمور تخدم البشرية وتأخذ بيد العالم إلى الأمام، ومثلما يحتاج العالم أناسا عظماء يحتاج أيضا أناسا عاديين، يحتاج العالم أن تستيقظ وتذهب لوظيفتك العادية وتعود إلى منزلك البسيط، أن تأكل الطعام الذي صنعته بصحن غير مزخرف، وتنام على سريرك الذي لا يبدو أنه مريح كفاية.
تحب فتاة متوسطة الجمال وتحتفلون بزواجكما في عرس غير أسطوري، ومن ثم تنجب أطفالا ليسوا نخبة في الذكاء ولا يحصلون المعدلات العالية دائما، أن تقنع بعيشك وباختيارك أمرا عاديا ومستحبا لا جريمة في الطموح وطعنا بتحقيق الأهداف.
لا بد أن نحارب مثل هذه الظواهر التي تبدد عيشنا أو على الأقل أن نرفضها، إن الرفض بطبيعته هو البوابة لعالم القبول للأمر المعاكس، رفض الظلم يوجب العدالة، ورفض الغش يوجب الأمانة، وكذلك فإن رفض التكلف يوجب البساطة، ورفض العيش بطريقة عظيمة يوجب العيش بالطريقة التي تحب وتعجبك، اختر الطريقة التي تناسبك لا التي تناسب المجتمع وما هو عليه، احذر أن تنجرف في تيار مستمر من الأعمال الشاقة طوال عمرك، انج بعاديتك، بسط عيشك الحياة تستحق منك نظرة أخرى ومحاولات عدة.
الجميع يحب ويريد أن يكون عظيما متناسين أن للعظمة أهلها، للعظمة صعوباتها وعواقبها، ولن تأتيك بالسهل الهين.
'قيل لي يوما عظيم' و'عظيم في عيني' ما هي إلا مسؤولية وأعباء ثقيلة تلقى على ظهر الشخص، تصعب عليه ممارسة عاديته التي يستحقها، فيربطون ممارساتهم اليومية ببضع الكلمات هذه، ومن ثم يبدؤون هم أيضا برفع كل الأشياء لأعلى من قدرها، وتبدأ المبالغات وتعظيم أمور لا تستحق وحقيقة إنه لأمر مزعج أن نطلق كلمة 'عظيم' على كل شاردة وواردة.
وكذلك فإن إطلاق حكم العظمة على توافه الأمور أمر في غاية السذاجة، القهوة مثلا هذا المشروب البسيط بلونه البني الداكن أنشؤوا له حزبا كاملا، وضبطوا له معايير من يخالفها يسخرون منه بعبارات سخيفة، وأصبحت 'معد القهوة أو باريستا أو حتى قهوجيا' مهنة مطلوبة جدا ولا يتوفر كثير ممن يجيدونها طعما وشكلا. ولم ينتهوا هنا بل أصبحوا يهاجمون الأحزاب الأخرى وأولها أعداؤهم حزب الشاي.
القراءة أيضا تلك الهواية البسيطة التي لا تتطلب سوى كتابٍ يستهويك ومكان هادئ قد جعلوا لها طقوسا خاصة، إضافة إلى زرع علاقة لا أعلم ماهيتها بين القهوة والقراءة، ناهيك عن الماراثون القرائي الذي يجرون فيه وكأن المهم هو الكم لا الفهم والقيم المضافة، هذا ولم نتطرق بعد إلى من يطلقون حكم الجهل على كل من لا يحب القراءة، وكأن المعرفة لا تؤخذ إلا من الكتب، ولم نتطرق أيضا إلى الخصام المندلع بين من يرون أن الرواية فن أدبي ذي قيمة وبين من لا يرى ذلك.
وأصبح التكلف مستعمرا لعقولنا والعظمة المزيفة غاية يلهث وراءها أغلب الناس، العالم أصبح معقدا، الحياة تعيسة بهذه القوانين التي لا أصل ولا فائدة ضئيلة منها، والتكلف دائما ما يمحو متعة الأشياء، الجميع يسعى لنيل ثناء استثنائي عليه وعلى ممارساته، صحيح أن العظمة استثناء ولكن عندما يرغب بها الجميع ويسعى لها لا تصبح كذلك، فتحل العادية بدلا منها لتصبح هي استثناء هذا الزمن!
وبالمناسبة فإن العظمة تكون في أمور تخدم البشرية وتأخذ بيد العالم إلى الأمام، ومثلما يحتاج العالم أناسا عظماء يحتاج أيضا أناسا عاديين، يحتاج العالم أن تستيقظ وتذهب لوظيفتك العادية وتعود إلى منزلك البسيط، أن تأكل الطعام الذي صنعته بصحن غير مزخرف، وتنام على سريرك الذي لا يبدو أنه مريح كفاية.
تحب فتاة متوسطة الجمال وتحتفلون بزواجكما في عرس غير أسطوري، ومن ثم تنجب أطفالا ليسوا نخبة في الذكاء ولا يحصلون المعدلات العالية دائما، أن تقنع بعيشك وباختيارك أمرا عاديا ومستحبا لا جريمة في الطموح وطعنا بتحقيق الأهداف.
لا بد أن نحارب مثل هذه الظواهر التي تبدد عيشنا أو على الأقل أن نرفضها، إن الرفض بطبيعته هو البوابة لعالم القبول للأمر المعاكس، رفض الظلم يوجب العدالة، ورفض الغش يوجب الأمانة، وكذلك فإن رفض التكلف يوجب البساطة، ورفض العيش بطريقة عظيمة يوجب العيش بالطريقة التي تحب وتعجبك، اختر الطريقة التي تناسبك لا التي تناسب المجتمع وما هو عليه، احذر أن تنجرف في تيار مستمر من الأعمال الشاقة طوال عمرك، انج بعاديتك، بسط عيشك الحياة تستحق منك نظرة أخرى ومحاولات عدة.