تفاعل

التجارة الرابحة

ممدوح التمار
بمفهوم التجارة وعالم المال والأعمال ومبادئ الاستثمار عليك أن تبحث عن الفرص المميزة والمشاريع المربحة التي تعود عليك بالأرباح الوفيرة، وبأسرع وقت وخلال فترة معينة، وهذا أهم مؤشرات نجاح استثمارك وصحة اختيارك.

ومن المعروف أن لكل تجارة موسم تنشط فيه وتزداد أرباحها وتنمو مبيعاتها وتتميز عروضها وتنحصر خصائصها، وبالتالي كل صاحب عمل ذكي يترقب ذلك الموسم، ويستعد له بكل جد واجتهاد وخطة عمل محكمة ليحقق أقصى استفادة لتجارته واستثماراته ومشاريعه.

ولمن يبحث عن تجارة رابحة ومشروع ناجح وفرصة لا تقدر بثمن، واستثمار مجد ومشروع ما ينقطع أثره وفائدته مدى الحياه وبعدها أيضا، وليست معرضة لخسائر كما هو الوضع حاليا مع أزمة كورونا التي أثرت على الاقتصاد والمشاريع والتجارة والاستثمار، فإننا في موسم لتجارة لن تبور معادلة الربح فيها مختلفة، وليس لها نظير حيث الريال الواحد بعشرة وأضعاف كثيرة بشرط التزامه بأركانها وأساسياتها وقيمها ومبادئها واتباع نهجها ومدرستها.

وإن هذا الموسم السنوي الأكبر والأشمل والأفضل هو شهر رمضان المبارك الذي كان يبشر به رسول الله عليه الصلاة والسلام أصحابه، ويهنئهم بقدومه ويخبرهم عن خيراته الفريدة ويدعوهم لاغتنامها والحرص عليها لكيلا يحرموا فضلها الذي لا يقدر بثمن، ففيه تفتح أبواب السماء وتغلق أبواب الجحيم وتغل مردة الشياطين.

وتلك هي التجارة الرابحة التي ليست كتجارة الدنيا أبدا لأن أرباحها حسنات ترفعك أعلى الدرجات، وإن نتائج استثمارك وعملك خلال ساعات يومك بذلك الشهر الفضيل تمنحك عوائد تعيش بها الحياة والسعادة الحقيقية والدائمة بأعظم مكان (جنات النعيم)، التي بها ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر.

وإن شهر رمضان الفضيل ينشط بأعمال أخرى كثيرة مع الصيام الذي يعتبر أفضل الأعمال، لأنه يحفظه الله عز وجل لك عنده لأنه عمل سري بينك وبين الله عز وجل، ولا يعلمه أحد غيره سبحانه وتعالى ولا يرأها الآخرين مثل العبادات الظاهرة الأخرى التي قد يدخل فيها الرياء والسمعة والتباهي والعياذ بالله بها أمام الناس لكسب على أساسها صفة معينة بالمجتمع وشهرة.

وأهم تلك الأعمال هي المساهمات والمبادرات الإنسانية والتطوعية والصدقات المالية، والتبرعات العينية والهبات الشخصية، وإخراج الزكوات وتعهد الفقراء والمساكين والمحتاجين ورعايتهم.

ولأننا نمر بأزمة فيروس كورونا ذلك الوباء الذي انتشر بيننا وتسبب في إلحاق الضرر الشديد بنا، خاصة بفئات معينة من المجتمع لذلك أصبح من الضروري والواجب كحق من حقوق المجتمع علينا كأفراد وقطاعات تجارية واقتصادية واستثمارية كبرى المشاركة الفعالة والقصوى، لنيل ما عند الله عز وجل للمتصدقين والمحسنين والمنفقين في سبيله سبحانه وتعالى، ولنتجاوز جميعنا تلك الأزمة والجائحة بصحة وسلام.

وليكرمك الله عز وجل ببلوغ ليلة القدر أفضل جوائز وفضائل موسم رمضان المبارك التي وصفها الله عز وجل بكتابه العزيز بأنها خير من ألف شهر، تمنحك أجر عمل 84 سنة تقريبا بليلة واحدة، فهي بحق ما تستحق أن تعرف ويطلق عليها صفقة العمر من حرم خيرها فقد حرم، فشمر لها وأستعد وركز عليها واجتهد واحرص أن تغتنمها وتكسبها ولا تخسرها وتسوف فيها بداعي أنك ممكن أن تكسبها مستقبلا، وتذكر دائما أنها قد تعود وأنت غير موجود، وبالتالي تندم عليها بوقت لا يفيدك الندم.

وختاما احرص وركز واهتم بتجارتك الرابحة ونمها وتوسع فيها، لتصل بها كل أنحاء الدنيا، وقدم لها شبابك وطاقتك وكامل وقتك، وخالص جهدك وصفوة فكرك، وسخر لها كل إمكاناتك وامنحها حياتك لأنها هي حياتك الدائمة.