تفاعل

صراع الذات وكورونا

سلطان مطهري
مع تسارع الأحداث الراهنة وتزايد حالات الإصابة بفايروس كورونا حول العالم، ارتفعت معدلات الخوف بفقدان الرفاهية التي اعتادت عليها البشرية في يومها وليلتها، وهذا شأن طبيعي لنشوء حالة مقاومة التغيير حينما يفرض على الإنسان تغيير روتينه في يوم وليلة.

هذه التحديات الصحية التي انعكست لتصبح جيوسياسية لتتعدى مساحة الجغرافيا لتصبح اجتماعية وتجاوزت الزمن لتهدد المكون الأساسي من كل مجتمع وهو الأسرة جعلت كل فرد من أفراد المجتمع ولأول مرة في مسؤولية مطلقة وحاجة ماسة للتغيير، والتكيف المستمر وفقا للظروف المتغيرة بشكل آني في كل بقعة من بقاع الأرض.

هذه الفرصة الاستثنائية المحملة بمسؤولية لم يعتد عليها الفرد في أي مجتمع من المجتمعات كانت وما زالت فرصة مواتية ليحلل الفرد انغماسه في معارك الحياة التي لم ولن تنتهي، والتي أصبحت تقتل قيمتي المحبة والسلام التي يعيش من أجلها الإنسان.

هذه المعارك غير المبررة بدواعي الخوف والقلق من مستقبل مجهول تحت وطأة حسابات الماضي وغياب إمكانات اللحظة.

جاء الوقت لأن تتوقف وأن تتبدل المعارك إلى تعايش ولأن يبدد الماضي ويغيب المستقبل، وتبزغ منه شمس اللحظة، اللحظة ذاتها الآن، وليس شيئا آخر، الآن أنا أتنفس أنا موجود.

كل لحظة كجبل شاهق يحد بينها وبين أن نكون سعداء لأن سر السعادة لا يكمن في أي شيء سوى أن نكون حاضرين حينما تدعونا اللحظة.

هذا الصراع الأبدي مع اللحظة وفي أن نكون حاضرين في كل لحظة هو الجبل الشاهق الذي يحد بيننا وبين أن نعيشها/ وربما أكون مبالغا إن قلت حتى أن نكون سعداء أو أشقياء فيها، ولا يهم فالحياة ما هي سوى لحظة لا يجملها شيء أكثر من قبولها والرضى بها.

لن نحتاج إلى تلك الإمكانات العظيمة لمواجهة حالة الخوف المتجدد جراء إيقاع الأحداث المتسارعة، لأننا نملك القدرات العقلية الفائقة التي من الممكن أن تجعلنا قادرين على التكيف، والسير في اتجاه أمواج التغيير المتسارعة، وبإمكاننا أن نمتطي قطار اللحظة الذي سينقلنا مدن السكون والفرح التي ستغمرنا بحياة ذات عمق روحي وإحساس ذاتي وقيمة جوهرية لنعيش بأرواح مليئة بالأمل والسكون الروحي.