العالم

الإندبندنت: إيران مقبلة على فوضى

قالت إن الغرب غاضب من تجاهل النداءات واستئناف الحياة الطبيعية في طهران

قالت صحيفة الإندبندنت البريطانية إن الغرب يشعر بحالة غضب كبيرة تجاه النظام الإيراني، بعدما أقدم الأخير على استئناف النشاط اليومي، متجاهلا احتواء تفشى فيروس كورونا المستجد، ويخشى أن تكون البلاد مقبلة على حالة فوضى عارمة.

وأشارت في تقرير على موقعها الالكتروني أمس إلى أن الرئيس الإيراني حسن روحاني أعلن أمس الأول أن البلاد ستسمح لمراكز التسوق والأسواق بفتح أبوابها مجددا، على الرغم من تحذيرات مسؤولي الصحة من أن البلاد ربما تتخذ بذلك

خطوات من شأنها أن تبدد احتواء كوفيد-19.

وقال روحاني «لدينا بعض الشركات تعد عرضة لمخاطر متوسطة وليست مخاطر منخفضة مثل المحال في الأماكن المغلقة كالأسواق أو المتاجر في المنشآت المجاورة لبعضها البعض مثل مراكز التسوق» مضيفا «ومن البداية تم اتخاذ قرار بأنها ستستأنف نشاطها مجددا انطلاقا من 20 أبريل وفي الوقت ذاته سنراقب كل البروتوكولات الصحية».

وأشارت الصحيفة في التقرير إلى أن خبراء الصحة الدوليين سيراقبون عن كثب محاولات إيران لاستئناف الحياة الطبيعية، فهي الدولة الأكثر تضررا بالفيروس في الشرق الأوسط، حيث توفي أكثر من 5 آلاف شخص، وأصيب أكثر من 82 ألف شخص، مما قاد إلى اتخاذ إجراءات العزل وإغلاق الحياة العامة والتجارية على غرار الغرب.

وأوضحت الإندبندنت أن إيران تجد نفسها في مواجهة نفس الضغوط التي تتعرض لها معظم دول العالم، في محاولة لإحداث توازن بين تزايد المطالب الصاخبة للشعب لاستئناف الحياة الاقتصادية مع توصيات مسؤولي الصحة والمسؤولين الآخرين والتحذيرات من أنه بينما يتم الوصول إلى ذروة الوباء من المحتمل عودة تزايد الإصابة بالفيروس في حال تم تخفيف إجراءات التباعد الاجتماعي في وقت قريب جدا.

وحذر بعض الباحثين من أن الأعداد الفعلية للوفيات والإصابات بالوباء في إيران ربما تكون أكبر بكثير من الأعداد الصادرة عن حكومة لديها سجل طويل من التعتيم والتشويه، كما أن الاقتصاد الإيراني يشهد حالة من الفوضى. وقد تقلص بنحو 8.7 % العام الماضي ، ومن المتوقع أن يرتفع معدل البطالة الرسمي إلى 13.5% هذا العام. وبسبب الضغوط الأمريكية يتردد أن إيران قد حرمت من قرض طلبته من صندوق النقد الدولي بـ5 مليارات دولار (4 مليارات جنيه إسترليني) ، مما زاد من الضغوط على السلطات الإيرانية .

وأضافت الصحيفة أن إيران بدأت السماح لما وصفته بالأعمال منخفضة المخاطر مثل المكاتب بإعادة فتح أبوابها في عطلة نهاية الأسبوع الماضي في جميع أنحاء البلاد ويوم السبت في العاصمة طهران، مما أدى إلى اختناقات مرورية ضخمة، وحشود كبيرة في محطات المترو، وقوائم انتظار للتقدم بطلب مقابل 238 دولارا (190 جنيه إسترليني) القروض التي تقدمها الحكومة .

وحذر مسؤولو الصحة الإيرانيون والدوليون من أن الأمر قد يستغرق أسبوعين حتى يتم الكشف عن زيادة في الحالات، إذ إن العديد من حاملي الفيروسات إما بدون أعراض أو يعانون من أعراض خفيفة نسبيا مع الاستمرار في نشر مسببات الأمراض في الهواء. وقال آصفي «إن الانتقال من التقاط المرض وظهور الأعراض يستغرق أربعة أو خمسة أيام». «لن ترى معدلات الوفاة أو حتى الإصابات الشديدة لمدة تصل إلى أسابيع بعد تخفيف التباعد.»

واختتمت الصحيفة البريطانية تقريرها قائلة إن الافتتاح الجزئي للبلاد أمام حركة التجارة يأتي قبل بداية شهر رمضان المبارك، وهو وقت للتجمعات الدينية، ووجبات الإفطار الاحتفالية بعد انتهاء الصيام. لكن روحاني أعلن عن استمرار حظر التجمعات الدينية، بما في ذلك الإفطار الجماعي، على الأقل في الأسبوعين المقبلين.