ربيع: رواية مشري الحصون تنعى القرية
الخميس / 18 / رمضان / 1437 هـ - 23:30 - الخميس 23 يونيو 2016 23:30
أقر الدكتور محمد ربيع بأن التحولات الكبرى في القرية السعودية حدثت مع انهيار نظام العمل بإحلال الوظائف الرسمية محل العمل بالزراعة، ففقدت ثقافة القرية أواصر الارتباط الطبيعي بالأرض.
وقال في ورقته التي قدمها في الحلقة النقدية بنادي جدة الأدبي مساء أمس الأول، بعنوان (الرد بالكتابة ـ فنون القرية في أعمال المشري الروائية): من الغريب أن يتحول مكون ثقافي أساسي في حياة مجتمع ما إلى عمل مشبوه، وأشد غرابة من ذلك أن يتقبل هذه الشبهة الإنسان الذي عاش في ظل هذه الثقافة، وأن ينحاز ضد ما كان جزءا من تكوينه.
رواية الحصون
وقال: أحداث رواية الحصون لعبدالعزيز مشري تدور حول محادثات ليلية بين «المحدِث» الذي يملك مخزونا هائلا من تراث القرية، ومستمع له يسمى في الرواية «الصاحب»، هذا يسأل وذاك يجيب، حيث تشكل فنون القرية أساسا للرواية ومكونها الرئيس.
وأضاف ربيع «يبدو المشري في هذا العمل الروائي المخصص بكامله لفنون القرية وأغانيها كأنما يريد أن ينعاها ويذكِر باختفائها، ليلتقي صنيعه هذا مع الكثير المبثوث في أعماله من مظاهر النعي للقرية وما آلت إليه في ظل التحولات الجديدة التي مرت بها».
الرد بالكتابة
وأوضح أن استعارته لمفهوم «الرد بالكتابة» للنظر إلى أعمال المشري الروائية، كمفهوم يؤطر آداب ما بعد الكولونيالية، كما يقدمه كتاب (عودة إمبراطورية الكتابة) لبيل أشكروفت، تنطوي على ثلاثة معان:
- أولها: «الرد على» القوي المهيمن والوقوف أمام هيمنته بسلاح الكتابة.
- ثانيها: «الاسترداد» بسلاح الكتابة ما فقد من مظاهر الهوية الثقافية بفعل الهيمنة.
- ثالثها: الرد بمعنى «الرفض» للهيمنة ورفض طمس معالم الهوية الثقافية.