العالم

50 يوما من العذاب لصحفي بريطاني في طهران

أكد أن أجهزة الدولة مختلفة والكل يشعر أنه أسير في سجن كبير

نيكولاس بيلهام
روى صحفي يعمل في مجلة «ذي إيكونوميست» البريطانية قصة 50 يوما من العذاب عاشها في طهران، بعدما جرى احتجازه على مدار 7 أسابيع دون توجيه أي اتهام له.

وأشار نيكولاس بيلهام، الذي يعمل مراسلا للمجلة البريطانية في الشرق الأوسط، إلى أنه توجه في يوليو الماضي إلى إيران في مهمة لأسبوع حاملا جواز سفر صحفي، لكنه أرغم على البقاء هناك قسرا سبعة أسابيع مع ترك حرية التنقل له في طهران، في بادرة مستغربة.

وعنون الصحفي البريطاني مقالته التي تصدرت غلاف العدد الجديد من المجلة «علقت في لعبة سياسية تتخطى بكثير قدرتي على التأثير عليها»، وقال ردا على أسئلة وجهتها له وكالة «فرانس برس» حول المآخذ عليه أو الجهات الواقفة خلف مثل هذا الإجراء «ليس لدي أي فكرة، عليكم أن تسألوا الإيرانيين»، مضيفا «يبدو واضحا أن (أجهزة الدولة المختلفة) لم تكن جميعها على توافق... إن منطقهم يبقى لغزا لي».

وأشار إلى قيام عناصر من استخبارات الحرس الثوري الإيراني بتوقيفه في اليوم المقرر لمغادرته البلد، لكنه لم يتم اعتقاله ولا توجيه أي تهمة إليه، وتمت مصادرة جواز سفره، لكنه كان بوسعه التنقل بحرية في طهران وقصد الأحياء اليهودية من العاصمة ومحادثة الإيرانيين وحضور حفلات زفاف. وتابع «لكن لم تكن لي بالطبع الحرية التامة، فرضت على نفسي انضباطا ذاتيا تجاه النظام، فأصبحت سجاني ورقيبي الذاتي، مدركا ما يمكن أن يترتب عن أي خطأ من عواقب».

وأردف «كنت أشعر بحضور مئات العيون الالكترونية، الوجوه الأكثر ودا التي كانت تحييني كان يمكن أن تكون وجوه مخبرين، ولم يكن بوسعي مغادرة إيران، لكن هكذا هي الأمور في طهران. طرقات تفتح وأخرى تغلق، الكل يشعر بنفسه أسيرا»، مشيرا إلى أن المسألة انتهت بغرامة بقيمة مئتي دولار فرضت عليه، لعدم احترامه مدة صلاحية جواز سفره.

وشهدت إيران توقيف الكثير من حاملي الجنسيتين الذين يتهمون في الغالب بالتجسس، والعمل ضد الدولة، ويتم تلفيق عشرات الاتهامات لهم.