أرجع رئيس مجلس إدارة وقف اقرأ للإنماء والتشغيل صالح كامل ضعف بعض البنوك والمصارف الإسلامية إلى تقليد الغرب والتعامل بالاقتصاد الافتراضي بالبيع قبل امتلاك السلع، مما يتطلب ضرورة العودة إلى الكتاب والسنة النبوية وتطبيق ما جاء فيهما بالشكل الصحيح. الندوة السنوية للبركة وتأتي تصريحات كامل على هامش ورشة عقدت في جدة أخيرا قبيل انطلاق الندوة السنوية لمجموعة البركة المصرفية في الاقتصاد الإسلامي التي ستعقد الاثنين المقبل على مدار يومي الثامن والتاسع من رمضان الحالي في دورتها السابعة والثلاثين بإدارته ورعايته، إذ من المقرر أن يناقش عدد من الخبراء والمختصين في الاقتصاد الإسلامي عدداً من القضايا والعقبات في المسائل التطبيقية حول تطبيق صيغ التمويل والاستثمار. لا تبع ما ليس عندك وبين كامل أن الندوة في دورتها الـ 37 ستركز على المشاركة والبيوع والعودة إلى الأحاديث النبوية وكيفية تطبيقها في التعاملات المالية المعاصرة حتى يكون للحضارة الإسلامية أثر بارز في تعاملاتنا المصرفية بدلاً من تقليد الغرب، وسوف يكون تركيزنا هذا العام على مجموعة من الأحاديث منها «لا تبع ما ليس عندك» والعودة إلى الأحاديث وتطبيقها بالشكل الصحيح، فللأسف نحن اختزلنا الاقتصاد الإسلامي في موضوع الربا ولم نتطرق للجوانب الأخرى للاقتصاد الإسلامي، أصبحنا نسمع من يتحدث عن المشتقات الإسلامية والحقيقة فلقد توسعنا في مجاراة ما هو موجود في الغرب. تجربة التسعينات وتطرق كامل إلى تجربته في التسعينات وقال: اشترت مجموعتنا ثالث أكبر شركة شاي في العالم وقد ربحت في عامها الأول ومن ثم خسرت في عاميها الثاني والثالث، ومن ثم ذهبت إلى مقر الشركة للاطلاع على كافة العقود فوجدت معظم الخسائر بسبب البيع قبل التملك، ومن ثم منعت البيع بهذه الطريقة، وبدأ الربح وتغطية الخسائر السابقة، لذلك يجب ألا نتوسع في تقليد الغرب، وألا نبحث عن كيفية استصدار الفتاوى بأن المشتقات والخيارات سليمة، نريد فقط تغيير ألفاظ دون تطبيق إسلامي صحيح. اقتناع ميركل وأضاف كامل في غرفة جدة زارتنا المستشارة الألمانية ميركل وسألتني عن عدم خسارة البنوك الإسلامية خلال الأزمة المالية، وأجبتها بأن هناك بنوكا خسرت، والأخرى لم تخسر لأنها لم تعمل في الاقتصاد الافتراضي الموجود لديكم الذي أصبح أضعاف النشاط الفعلي، فشرحت لها حديث لا تبع ما ليس عندك، وبعد مرور أربعة أشهر تم منع البيع على المكشوف في ألمانيا وأصبح قانونا داخل بلدها. ضعف تطبيق المصرفية الإسلامية وحول ما إذا كان هناك ضعف في تطبيق المصرفية الإسلامية في المصارف قال الرئيس التنفيذي لمجمــوعة البركة المصرفية عـدنان أحمد ليس هناك ضعف بالمعنى الحرفي للكلمة بدليل استمرار صناعة التمويل الإسلامي، والتي نجحت في أن تصبح صناعة عالمية لها وزنها ومكانتها، ولكن هذا النجاح سيظل على الدوام محدود الأثر قليل الفعالية، فما زالت البنوك الإسلامية تخضع لنفس قوانين ولوائح ومعايير المصرفية التقليدية. خطة علمية في المقابل أشار المشرف على ندوة البركة الأمين العام للغرفة الإسلامية للتجارة والصناعة الدكتور أحمد محيي الدين، إلى أنه وضعت خطة لإعداد بحثين حول الأحاديث النبوية في المعاملات المالية من حيث دلالاتها ومقاصدها ومآلاتها، وأثر ذلك في الحكم على المعاملة والتي ستعرض في جلستين منفصلتين في الندوة. أربع جلسات وذكر المشرف على ندوة البركة أنها تشتمل على أربع جلسات ستتطرق إلى موضوعات تتركز على البيع والمشاركة من خلال تطبيق الأحاديث النبوية الشريفة على المعاملات التجارية والمالية المعاصرة، وكذلك موضوع تفعيل صيغة المشاركة في المصارف والمؤسسات المالية الإسلامية، وموضوع حول مخاطر ومشكلات تطبيق صيغة المشاركة والتجارب العملية، وموضوع تقييم ربحية عقود المشاركات بالمقارنة مع صيغ وعقود المداينات.