الجيش الليبي يسيطر على مواقع استراتيجية ويحاصر داعش جنوب بنغازي
السبت / 10 / جمادى الآخرة / 1437 هـ - 22:45 - السبت 19 مارس 2016 22:45
سيطر الجيش الليبي على مواقع استراتيجية مهمة بمحيط مصنع الاسمنت آخر معاقل داعش بمنطقة الهواري جنوب بنغازي. وقال الناطق باسم القوات الخاصة العقيد ميلود الزوي، أمس إن السيطرة الكاملة على منطقة الهواري باتت مسألة وقت. وأكد أن تنظيم «داعش»محاصر من الاتجاهات كافة من قبل القوات الخاصة.
وتشهد بنغازي اشتبكات عنيفة في عدة محاور بين قوات الجيش وتحالف مجلس شورى ثوار بنغازي وتنظيمي داعش وأنصار الشريعة.
إلى ذلك، يبدو جنوب ليبيا الذي يشهد حربا منسية منطقة توسع طبيعية باتجاه أفريقيا جنوب الصحراء لداعش يمكن أن يحولها أيضا لمنطقة انكفاء في حال حصول تدخل دولي على الساحل.
ويبدو أن داعش يركز حاليا على طول الساحل في ليبيا حيث عزز سلطته بشكل كبير، لكن من الصعب معرفة مدى توغله في عمق الجنوب الصحراوي الذي تسوده الفوضى وبات يشبه ثقبا أسود واسعا.
وأعلن التنظيم أنه نصب في 11 مارس الجاري كمينا على بعد 150 كلم جنوب طرابلس بمحاذاة الجنوب و»ولايته» فزان.
وفزان المعزولة جدا، أكبر ولاية في الجنوب، منطقة صحراوية هائلة تقع فيها بعض الواحات على حدود الجزائر والنيجر وتشاد. والمنطقة استراتيجية وتقع في قلب كل عمليات التهريب. فالمهاجرون من أفريقيا جنوب الصحراء المتوجهون لأوروبا يمرون عبرها وكذلك المتطوعون الأجانب، معظمهم أفارقة، يلتحقون بالتنظيم في معقله بسوريا. كما أنها تعد إحدى طرق المخدرات الرئيسة في القارة وتستخدم قاعدة خلفية وملاذا لتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي وجماعات إرهابية أخرى.
مجرمون ومتطرفون
وقال تقرير لخبراء الأمم المتحدة حول ليبيا إن «السلطة العسكرية تتركز بشكل رئيس بين أيدي القبائل ومجموعات إجرامية ومجموعات متطرفة».
ومنذ ثورة 2011 تشهد فزان نزاعات بين التبو من جهة، والطوارق وقبيلتين عربيتين (الزوايا وأولاد سليما) من جهة أخرى. وهذه النزاعات المتعددة الرهانات وبينها السيطرة على الحقول النفطية، أحياها انهيار الدولة والتنافس بين حكومتي طبرق وطرابلس وتدخلات القوى الأجنبية الكبرى.
وقد أدت إلى مواجهات منذ صيف 2014 حول ثلاث بلدات هي أوباري (جنوب غرب) وسبها (جنوب غرب) والكفرة (جنوب شرق).
ومع سقوط القذافي عزز التبو، الأقلية السوداء التي همشت لفترة طويلة في عهده، سيطرتهم على الطريق العابرة للحدود وجذبوا إخوتهم التبو من تشاد والنيجر المجاورتين.
وباتت فزان تحت تأثير المدن الكبرى في الشمال «مما يؤدي لتفاقم التوتر» حسب تقرير الأمم المتحدة.
فتحالف فجر ليبيا الذي تهيمن عليه مصراتة ويدعمه برلمان طرابلس، يساند الطوارق والقبائل العربية. أما تحالف اللواء خليفة حفتر والحكومة المعترف بها دوليا في طبرق والزنتان (شمال غرب) فيدعمان التبو.
وتستخدم القوى الكبرى نزاعات الجنوب بمحور يضم تشاد (حليفة التبو) والإمارات ومصر في مواجهة مجموعة قطر وتركيا والسودان، وسط منافسة حادة بين نجامينا والدوحة حول الجنوب.
الكفرة مستهدفة
وتقول الأمم المتحدة إن هذه اللعبة الدبلوماسية العسكرية «تغذي» استمرار العنف أيضا، وتترجم على الأرض بتزايد وجود المقاتلين الأجانب في الجانبين، الذين قدم كثيرون منهم من دارفور.
وفي هذه الأجواء القابلة للانفجار، تبقى هجمات داعش قليلة مما يمكن أن يكون «مؤشرا على أن الجماعة تحاول تعزيز وجودها فيها». ويمكن للتنظيم «القلق من تدخل دولي قد يضعف مواقعه في الشمال» على طول الساحل أن يجعل من فزان منطقة انكفاء له.
ويرتدي الساحل حاليا «طابعا استراتيجيا أكبر» كما يقول جيريمي توبيانا الباحث بمجموعة سمول أرمز سيرفي.
ويضيف أن النزول باتجاه النيجر وإقامة علاقات مع بوكو حرام، فرع داعش في غرب أفريقيا، ومنافسة تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي يمكن أن تكون كلها مغرية لداعش.
وتسيطر على هذه المناطق مجموعات مسلحة متنوعة بعضها معاد لداعش، إلى جانب الجيش الفرنسي، مما ينطوي على «مجازفة كبيرة» للتنظيم.
وتابع أن التنظيم «قد يكون مهتما أكثر بالتوجه للجنوب الشرقي باتجاه الكفرة» بينما عبر عدد كبير من متطرفي أفريقيا السودان للالتحاق بالتنظيم.
وأكد توبيانا أن «داعش سيقترب بذلك من شبكات إسلامية من السودان ومن البحر الأحمر ومصر، وطرق تهريب قائمة أصلا، وكذلك برميل البارود الذي يمثله دارفور الذي تخلت عنه الأسرة الدولية».
مخاطر الجنوب
وتشهد بنغازي اشتبكات عنيفة في عدة محاور بين قوات الجيش وتحالف مجلس شورى ثوار بنغازي وتنظيمي داعش وأنصار الشريعة.
إلى ذلك، يبدو جنوب ليبيا الذي يشهد حربا منسية منطقة توسع طبيعية باتجاه أفريقيا جنوب الصحراء لداعش يمكن أن يحولها أيضا لمنطقة انكفاء في حال حصول تدخل دولي على الساحل.
ويبدو أن داعش يركز حاليا على طول الساحل في ليبيا حيث عزز سلطته بشكل كبير، لكن من الصعب معرفة مدى توغله في عمق الجنوب الصحراوي الذي تسوده الفوضى وبات يشبه ثقبا أسود واسعا.
وأعلن التنظيم أنه نصب في 11 مارس الجاري كمينا على بعد 150 كلم جنوب طرابلس بمحاذاة الجنوب و»ولايته» فزان.
وفزان المعزولة جدا، أكبر ولاية في الجنوب، منطقة صحراوية هائلة تقع فيها بعض الواحات على حدود الجزائر والنيجر وتشاد. والمنطقة استراتيجية وتقع في قلب كل عمليات التهريب. فالمهاجرون من أفريقيا جنوب الصحراء المتوجهون لأوروبا يمرون عبرها وكذلك المتطوعون الأجانب، معظمهم أفارقة، يلتحقون بالتنظيم في معقله بسوريا. كما أنها تعد إحدى طرق المخدرات الرئيسة في القارة وتستخدم قاعدة خلفية وملاذا لتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي وجماعات إرهابية أخرى.
مجرمون ومتطرفون
وقال تقرير لخبراء الأمم المتحدة حول ليبيا إن «السلطة العسكرية تتركز بشكل رئيس بين أيدي القبائل ومجموعات إجرامية ومجموعات متطرفة».
ومنذ ثورة 2011 تشهد فزان نزاعات بين التبو من جهة، والطوارق وقبيلتين عربيتين (الزوايا وأولاد سليما) من جهة أخرى. وهذه النزاعات المتعددة الرهانات وبينها السيطرة على الحقول النفطية، أحياها انهيار الدولة والتنافس بين حكومتي طبرق وطرابلس وتدخلات القوى الأجنبية الكبرى.
وقد أدت إلى مواجهات منذ صيف 2014 حول ثلاث بلدات هي أوباري (جنوب غرب) وسبها (جنوب غرب) والكفرة (جنوب شرق).
ومع سقوط القذافي عزز التبو، الأقلية السوداء التي همشت لفترة طويلة في عهده، سيطرتهم على الطريق العابرة للحدود وجذبوا إخوتهم التبو من تشاد والنيجر المجاورتين.
وباتت فزان تحت تأثير المدن الكبرى في الشمال «مما يؤدي لتفاقم التوتر» حسب تقرير الأمم المتحدة.
فتحالف فجر ليبيا الذي تهيمن عليه مصراتة ويدعمه برلمان طرابلس، يساند الطوارق والقبائل العربية. أما تحالف اللواء خليفة حفتر والحكومة المعترف بها دوليا في طبرق والزنتان (شمال غرب) فيدعمان التبو.
وتستخدم القوى الكبرى نزاعات الجنوب بمحور يضم تشاد (حليفة التبو) والإمارات ومصر في مواجهة مجموعة قطر وتركيا والسودان، وسط منافسة حادة بين نجامينا والدوحة حول الجنوب.
الكفرة مستهدفة
وتقول الأمم المتحدة إن هذه اللعبة الدبلوماسية العسكرية «تغذي» استمرار العنف أيضا، وتترجم على الأرض بتزايد وجود المقاتلين الأجانب في الجانبين، الذين قدم كثيرون منهم من دارفور.
وفي هذه الأجواء القابلة للانفجار، تبقى هجمات داعش قليلة مما يمكن أن يكون «مؤشرا على أن الجماعة تحاول تعزيز وجودها فيها». ويمكن للتنظيم «القلق من تدخل دولي قد يضعف مواقعه في الشمال» على طول الساحل أن يجعل من فزان منطقة انكفاء له.
ويرتدي الساحل حاليا «طابعا استراتيجيا أكبر» كما يقول جيريمي توبيانا الباحث بمجموعة سمول أرمز سيرفي.
ويضيف أن النزول باتجاه النيجر وإقامة علاقات مع بوكو حرام، فرع داعش في غرب أفريقيا، ومنافسة تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي يمكن أن تكون كلها مغرية لداعش.
وتسيطر على هذه المناطق مجموعات مسلحة متنوعة بعضها معاد لداعش، إلى جانب الجيش الفرنسي، مما ينطوي على «مجازفة كبيرة» للتنظيم.
وتابع أن التنظيم «قد يكون مهتما أكثر بالتوجه للجنوب الشرقي باتجاه الكفرة» بينما عبر عدد كبير من متطرفي أفريقيا السودان للالتحاق بالتنظيم.
وأكد توبيانا أن «داعش سيقترب بذلك من شبكات إسلامية من السودان ومن البحر الأحمر ومصر، وطرق تهريب قائمة أصلا، وكذلك برميل البارود الذي يمثله دارفور الذي تخلت عنه الأسرة الدولية».
مخاطر الجنوب
- منطقة توسع طبيعية لتنظيم داعش
- منطقة انكفاء في حال تدخل دولي
- يمتلك حدودا مع الجزائر والنيجر وتشاد
- تقع في قلب كل عمليات التهريب
- معبر المهاجرين لأوروبا
- بوابة المتطوعين الأجانب
- أخطر طرق المخدرات في القارة
- قاعدة خلفية وملاذ للإرهابيين
- القبائل
- مجموعات إجرامية
- مجموعات متطرفة
- نزاعات بين التبو والطوارق
- برلمان طرابلس يساند الطوارق
- حكومة طبرق تدعم التبو