الأطفال يهربون من المحطات الفضائية المخصصة لهم، لأنهم غالبا ما يجدون في مقاطع اليوتيوب كل ما يريدونه ويغنيهم عن ملاحقة التلفاز الذي من المحتمل أنه سيفوت عليهم ما يرغبون مشاهدته أحيانا، وقد يستخدم الطفل حيله المعتادة حتى يرضخ له أبواه ويتيحان له الفرصة لاستخدام أجهزتهم المحمولة أو هواتفهم النقالة ليداعب هو في المقابل لوحة المفاتيح متنقلا بين مقاطع الفيديو على موقع التواصل الاجتماعي »يوتيوب«

ولأن الترفيه ينال الحصيلة الأكبر من الوقت الذي يمضيه الطفل خلال اليوم، فكثير من الأطفال يفضلون التلفاز فقط لمتابعة «طيور الجنة» التي تعرض عديدا من المغامرات وأناشيد الأطفال والبرامج الخفيفة على مدار 24 ساعة من هذه القناة التي تحظى بمتابعة دائمة من قبل الأطفال، انطلقت أغنية باتت لصيقة باسم الطفلة جنى مقداد ذات الأربعة أعوام ألا وهي «ماما جابت بيبي»، فيما تم نشرها عبر اليوتيوب في 2012م، حيث حصدت أعلى نسبة مشاهدة على اليوتيوب في العالم العربي، بعدد مشاهدين يصل إلى 57,711,046 مشاهدا، فكلمات الأغنية متداولة بين الناس ومعروفة لدى الأطفال منذ زمن بعيد حتى قبل أن تشرع جنى في التغني بها، لكن القناة المنتجة لهذه الأغنية أخرجتها بقالب يجذب الأطفال من حيث الألوان والموسيقى وعنصر الحركة الموجود في الفيديو كليب وفي حين أن هناك العديد من مقاطع الفيديو غير الهادفة التي تسعى خلف الإمتاع والترفيه لا غير إلا أنها تحفل بملايين بل مليارات المشاهدين، فما زالت حتى اليوم الأغنية الكورية الشهيرة «gangnam style « تتصدر اليوتيوب حيث تجاوز عدد مشاهديها 1,910,349,716 مشاهدا، لندرك أن الشركات المنتجة لهذه الأغاني جعلت التركيز على الترفيه من أولوياتها، من ثم أولت المحتوى القليل من اهتمامها، كما علينا أن لا نغفل عن تطبيقات الهواتف الذكية التي جعلت من اليوتيوب نوتة جيبية نحملها معنا أينما نذهب وبيسر نشاهد محتواها، فهذه الشركات جعلت لها تواصلا مع الناس بشكل مباشر وحرصت على تواجدها الدائم في كل ما يتداوله الناس، إضافة إلى توجهها في دعم الإعلانات التجارية من أبطالها المشاهير، فكل هذه العوامل تتضافر لجعل هذه المقاطع منتشرة بين الناس ومعروفة لتحصد نسب مشاهدات عالية