نقاد يحاكمون تجربة إجهاض الحداثة في السعودية
الأربعاء / 15 / جمادى الأولى / 1437 هـ - 22:30 - الأربعاء 24 فبراير 2016 22:30
اتهم أستاذ النقد والنظرية المشارك بجامعة الملك سعود الدكتور معجب العدواني حاملي الفكر الحداثي في الثقافة السعودية بأنهم اتجهوا في تناول الكتابة الإبداعية إلى الفنون التقليدية، مهملين ما عداها من الفنون التي كان من الممكن أن تضيف إلى فكر المرحلة النقدي.
وأشار العدواني في ورقته «الحداثة بساق واحدة: قراءة في التجربة النقدية السعودية»، ضمن الجلسة الثانية من ملتقى قراءة النص الـ14 الذي ينظمه أدبي جدة وافتتح أمس الأول بفندق الموفنبيك إلى ضرورة تقييم التجربة التي سادت في حقبة الثمانينات الميلادية، وأنتجت عددا من الدراسات والسجالات والفعاليات التي كانت آنذاك خارجة على المألوف، وأحدثت تفتيتا للاتجاهات النقدية التقليدية.
ولفت إلى مرحلة التصادم الثقافي التي سادت في تلك الحقبة بين مؤيدي تيار الحداثة والمناوئين له من الصحويين، باعتبار ذلك مفصلا تاريخيا مهما لا يمكن إهماله، حيث نجحوا بشكل أو بآخر في إجهاضها، من خلال سلسلة المعارك الفكرية والأدبية، أو حتى خارج إطار تلك المعارك.
صراع الحداثة
وأوضح نائب رئيس أدبي الطائف قليل الثبيتي أن المنجز النقدي لرواد الحداثة السعودية تمثل في كتب «الخطيئة والتكفير» للدكتور عبدالله الغذامي، و»الكتابة خارج الأقواس» للدكتور سعيد السريحي، و»ثقافة الصحراء» للدكتور سعد البازعي.
وأضاف «تلك المصادر النقدية بما سبقها ومهد لها من أطروحات تعد البنية الأساسية لخطاب الحداثة النقدي في السعودية، وشكلت تحولا جذريا في طبيعة العلاقة بين الناقد والنص، وحملت رؤية نقدية مغايرة في دراسة الإنتاج الأدبي ومقاربات نصوصه».
وقال أثناء تقديمه ورقته «خطاب الحداثة النقدي في السعودية»: أفردت جانبا مهما للخطاب المضاد لحركة النقد، كما أن المنجز النقدي الحداثي الجديد شكل صدمة فكرية واجتماعية ليس على مستوى التيار المحافظ فحسب، بل تعدى ذلك إلى بعض المشتغلين بالأدب والدارسين لفنونه».
وأشار إلى أن معارضي الحداثة واجهوا خصومهم بفكر مضاد تمثل في منجز مضاد مثل كتاب «الحداثة في ميزان الإسلام» للدكتور عوض القرني، وكتاب «الحداثة مناقشة هادئة لقضية ساخنة» للدكتور محمد خضر، مما أسهم في تعطيل هذا الخطاب النقدي، وفتح أمام رواده أبواب التحول إلى مشاريع وخطابات نقدية أخرى.
ملامح الخطاب
بحث الدكتور عالي القرشي في «ملامح الخطاب الإبداعي والنقدي في مرحلة الثمانينيات»، من خلال تأمل النصوص الإبداعية، والنقد في تلك الفترة؛ قائلا «يظهر أن هناك ملامح لخطاب يتكون من الفعل الثقافي في ضوء التفاعل مع المتغيرات الإبداعية، والتحولات الاجتماعية»، وأبرزها في محاور عدة منها: تمازج لحظة الوجود الإنساني الفاعل ما بين قطبي التراث والمعاصرة، والبحث عن مقومات الذات التي تمنع الهوية من الذوبان. إضافة إلى التأكيد على حرية الوجود الإنساني، كما ناقش محور التشكيل المتجدد عبر الحوار.
هوامش الحداثة
وتضمنت ورقة الدكتور محمد الشنطي «هوامش على متن المرحلة»؛ مرحلة الثمانينيات، توضيحا لانبثاق حركة التجديد التي عرفت بالحداثة، وخاض في جذورها خلال العقد السابق لها دون الذهاب بعيدا في عمقها الزمني، كما تناول مفاهيم الحداثة فكريا واجتماعيا وإبداعيا ونقديا كما تطرح في تلك الحقبة وكيف اتسعت دلالاتها فيما بعد.
ثقافة الصحراء
فيما ارتكز الدكتور عبدالله حامد في مشاركته البحثية على حقبة الصراع بين الحداثة وخصومها، من خلال كتاب «ثقافة الصحراء» للدكتور سعد البازعي، وقال «حين كان جدل الحداثة الأدبية مشتعلا في السعودية منتصف ثمانينات القرن الماضي، كان البازعي منشغلا بمشروع القصيدة الحديثة، يكتب عن جمالياتها، وقصورها أيضا، ويحاول أن يوجد مساحة من التواصل بين المتلقي وهذا الإبداع الجديد، وغابت أو غيبت من بعض الجهود النقدية الأخرى».
وأضاف «ثقافة الصحراء كان قادرا - لو تمت قراءته قراءة منصفة – على ردم الهوة المفتعلة التي حفرت، ولم يشأ أحد من طرفي النزاع أن يردمها لأسباب مختلفة».
وانتقد من وصفهم بـ «المثقفين الطفيليين البراجماتيين» الذين استثمروا الحركة وما خلفوه من تراث يتسم بالسطحية والسذاجة وانعكاساته، والإسراف في استغلال فكرة الخصوصية إلى الحد الذي كاد يلامس سقف الشوفونية.
وأشار العدواني في ورقته «الحداثة بساق واحدة: قراءة في التجربة النقدية السعودية»، ضمن الجلسة الثانية من ملتقى قراءة النص الـ14 الذي ينظمه أدبي جدة وافتتح أمس الأول بفندق الموفنبيك إلى ضرورة تقييم التجربة التي سادت في حقبة الثمانينات الميلادية، وأنتجت عددا من الدراسات والسجالات والفعاليات التي كانت آنذاك خارجة على المألوف، وأحدثت تفتيتا للاتجاهات النقدية التقليدية.
ولفت إلى مرحلة التصادم الثقافي التي سادت في تلك الحقبة بين مؤيدي تيار الحداثة والمناوئين له من الصحويين، باعتبار ذلك مفصلا تاريخيا مهما لا يمكن إهماله، حيث نجحوا بشكل أو بآخر في إجهاضها، من خلال سلسلة المعارك الفكرية والأدبية، أو حتى خارج إطار تلك المعارك.
صراع الحداثة
وأوضح نائب رئيس أدبي الطائف قليل الثبيتي أن المنجز النقدي لرواد الحداثة السعودية تمثل في كتب «الخطيئة والتكفير» للدكتور عبدالله الغذامي، و»الكتابة خارج الأقواس» للدكتور سعيد السريحي، و»ثقافة الصحراء» للدكتور سعد البازعي.
وأضاف «تلك المصادر النقدية بما سبقها ومهد لها من أطروحات تعد البنية الأساسية لخطاب الحداثة النقدي في السعودية، وشكلت تحولا جذريا في طبيعة العلاقة بين الناقد والنص، وحملت رؤية نقدية مغايرة في دراسة الإنتاج الأدبي ومقاربات نصوصه».
وقال أثناء تقديمه ورقته «خطاب الحداثة النقدي في السعودية»: أفردت جانبا مهما للخطاب المضاد لحركة النقد، كما أن المنجز النقدي الحداثي الجديد شكل صدمة فكرية واجتماعية ليس على مستوى التيار المحافظ فحسب، بل تعدى ذلك إلى بعض المشتغلين بالأدب والدارسين لفنونه».
وأشار إلى أن معارضي الحداثة واجهوا خصومهم بفكر مضاد تمثل في منجز مضاد مثل كتاب «الحداثة في ميزان الإسلام» للدكتور عوض القرني، وكتاب «الحداثة مناقشة هادئة لقضية ساخنة» للدكتور محمد خضر، مما أسهم في تعطيل هذا الخطاب النقدي، وفتح أمام رواده أبواب التحول إلى مشاريع وخطابات نقدية أخرى.
ملامح الخطاب
بحث الدكتور عالي القرشي في «ملامح الخطاب الإبداعي والنقدي في مرحلة الثمانينيات»، من خلال تأمل النصوص الإبداعية، والنقد في تلك الفترة؛ قائلا «يظهر أن هناك ملامح لخطاب يتكون من الفعل الثقافي في ضوء التفاعل مع المتغيرات الإبداعية، والتحولات الاجتماعية»، وأبرزها في محاور عدة منها: تمازج لحظة الوجود الإنساني الفاعل ما بين قطبي التراث والمعاصرة، والبحث عن مقومات الذات التي تمنع الهوية من الذوبان. إضافة إلى التأكيد على حرية الوجود الإنساني، كما ناقش محور التشكيل المتجدد عبر الحوار.
هوامش الحداثة
وتضمنت ورقة الدكتور محمد الشنطي «هوامش على متن المرحلة»؛ مرحلة الثمانينيات، توضيحا لانبثاق حركة التجديد التي عرفت بالحداثة، وخاض في جذورها خلال العقد السابق لها دون الذهاب بعيدا في عمقها الزمني، كما تناول مفاهيم الحداثة فكريا واجتماعيا وإبداعيا ونقديا كما تطرح في تلك الحقبة وكيف اتسعت دلالاتها فيما بعد.
ثقافة الصحراء
فيما ارتكز الدكتور عبدالله حامد في مشاركته البحثية على حقبة الصراع بين الحداثة وخصومها، من خلال كتاب «ثقافة الصحراء» للدكتور سعد البازعي، وقال «حين كان جدل الحداثة الأدبية مشتعلا في السعودية منتصف ثمانينات القرن الماضي، كان البازعي منشغلا بمشروع القصيدة الحديثة، يكتب عن جمالياتها، وقصورها أيضا، ويحاول أن يوجد مساحة من التواصل بين المتلقي وهذا الإبداع الجديد، وغابت أو غيبت من بعض الجهود النقدية الأخرى».
وأضاف «ثقافة الصحراء كان قادرا - لو تمت قراءته قراءة منصفة – على ردم الهوة المفتعلة التي حفرت، ولم يشأ أحد من طرفي النزاع أن يردمها لأسباب مختلفة».
وانتقد من وصفهم بـ «المثقفين الطفيليين البراجماتيين» الذين استثمروا الحركة وما خلفوه من تراث يتسم بالسطحية والسذاجة وانعكاساته، والإسراف في استغلال فكرة الخصوصية إلى الحد الذي كاد يلامس سقف الشوفونية.