تشكل مراكز النمو في منطقة عسير البالغ عددها 12 مركزا صورة حضارية لتوطين السكان الذين حالت بيئاتهم المختلفة دون وصول التنمية إليهم، وتعد من التجارب الرائدة التي أسهمت في صنع بيئة جديدة توفر خدمات أساسية للسكان الذين عانت معهم الجهات الرسمية نظير ارتباطهم الوثيق بأراضيهم وتشكل مراكز النمو 12 مركزا حضاريا، بنيت فيها قرابة 1350 فيلا سكنية مساحاتها ما بين 600 و1200 متر مربع، تتوزع على خارطة عسير الإدارية

حلول لنقص الخدمات

وأوضح المشرف على مراكز النمو بعسير عبدالله بن عفتان أن مراكز النمو الحضري نشأت لحل مشكلة نقص الخدمات وصعوبة إيصالها لكل تجمع سكاني وما يعوق الخطط التنموية، وعكست صورة حقيقية لتفاعل القيادة مع التجار وطبقات المجتمع للمساهمة في بنائها، بالإضافة لجهود الوزارات والقطاعات لتوفير الخدمات لها، ومنحت سكانها صكوكا شرعية لتملكها مع كافة الصلاحيات عدا بيعها أو رهنها

خارطة المراكز

وأضاف «تعد تلك المراكز مجمعات متطورة تحوي خدمات أساسية يحتاجها السكان، ويحتوي مركز عين اللوى على 281 قطعة سكنية، ومركز القيرة الذي يبعد عن محافظة تثليث 80 كلم باتجاه وادي الدواسر وبه مركز للإمارة، ويسكنه 10,500 نسمة يتوزعون على تسع قرى، فيها 3 مدارس تضم 79 طالبا وطالبة، ويوجد مخطط به 289 قطعة أرض سكنية مع مرافقها، فيما يقع مركز سعيدة الصوالحة على شاطئ البحر الأحمر ويتبع محايل عسير، ويسكنه 8 آلاف نسمة، ويحوي مخططا جاهزا يضم 574 قطعة، ويخدم الأسر التي تعيش على الرعي واستقرت في مواقع غير مناسبة، ويوجد به حاليا 11 مدرسة يدرس بها نحو 1300 طالب وطالبة

الوادي الأصعب

وأشار ابن عفتان إلى أن مركز وادي الحياة يعتبر من أصعب المواقع وأبعدها، ويقع في تهامة قحطان ويتبع سراة عبيدة، ويتوافر به حاليا 205 قطع سكنية، أما مركز خبت ال حجري فيقع شمال غرب عسير، وتوجد به مخططات معتمدة تضم 2,854 قطعة سكنية، أما مركز الأمواه فيقع جنوب شرق تثليث، ويسكنه نحو 15 ألفا، وبه 79 قرية وهجرة

نواة للتنمية

ويقع مركز الحمضة جنوب تثليث، وسكانه 5 آلاف نسمة، يتوزعون على 15 قرية، وتوجد حاليا نواة للتنمية في مخططين سكنيين معتمدين تتوافر فيهما الخدمات الحكومية وتمت توسعتهما بمخطط ثالث ليصبح عدد القطع السكنية نحو 914 قطعة، ويوجد بالمركز حاليا 6 مدارس للبنين والبنات يدرس بها نحو 400 طالب وطالبة، أما مركز الزرق فيبعد عن تثليث 50 كلم، ويسكنه 4 آلاف نسمة، وفي جنوب شرق تثليث يقع مركز العين ويتوزع سكانه البالغون نحو 3500 نسمة، على عدد من الهجر، ويقع مركز الخنقة شرق أحد رفيدة ويسكنه 3500 نسمة ويخدم المواقع المستهدفة بسكن ملائم وخدمات تلبي احتياجات السكان

تكافل اجتماعي

وأضاف ابن عفتان «حرصا على إيجاد فرص عمل للأسر المتوطنة في تلك المراكز وتأمين مصادر رزق لهم تم إنشاء ميناء الشراكة الاجتماعية للصيادين من المستفيدين في مركز النمو في خيرية الأمير سلطان بالقحمة على ساحل البحر الأحمر، ومنح قوارب الصيد ومستلزماتها لعدد من الصيادين، بالإضافة لدعم برامج التنمية الاجتماعية بجميع المراكز في مجالات الأمومة والطفولة والشباب والصناعات البيئية والحرفية ومحو الأمية والحاسب الآلي للشباب والشابات وتدريب، وتأهيل الأمهات في مجالات الحرف النسائية ورعاية الأسرة، إضافة إلى وحدات للطب البيطري ورعاية المناحل، والإشراف على الغابات فيها، وتأمين الوقاية والعلاج والتوعية الصحية فيها»