على الرغم مما أذيع حول مستقبل اللغة العربية المفضي لاندثارها، كونها الأم التي أشقها مخاض عدد من اللهجات حول العالم وتحديدا «ألسنة العرب»، إلا أنها لا تزال تتربع بأصالتها العالمية ومصدريتها القديمة، ممتحنة بقوتها ووجوديتها صبر أعدائها ليشن أبناؤها على ما نهجته، حرب البقاء التي ذرفتها أصواتهم وأقلامهم لحمايتها والدفاع عنها، فقبل أن تسجل في تاريخ الشعوب كثقافة موشومة على جبين الذاكرة، حفلت بمكانتها «الأم» والموروث الحضاري الذي يشهد ويؤكد قوتها وبقاءها، فهي ركن أساس لوحدة الأمة، وتفوقها وتأتي «العربية» محتلة المرتبة الأعلى من بين لغات العالم في عدد كلماتها واستخدامها، مما أثلج صدور الكثيرين من الغيورين عليها بعد أوار القلق الذي أشعلته بهم بعض الدراسات والتقارير التي جاءت توقعاتها باندثار لغتهم الأم وبحسب ما أشارت إليه الموسوعة العربية العالمية، فإن العربية إحدى أكثر اللغات استعمالا في العالم، وهي اللغة الأولى لأكثر من 300 مليون عربي، واللغة الرسمية في 18 دولة عربية، كما يجيدها ويلم بها أكثر من 200 مليون مسلم من غير العرب، إلى جانب لغاتهم أو لهجاتهم الأصلية وفي حين تشير بعض الدراسات إلى هجرها وانعدام الالتفات لها، حيث يزداد عزوف الشباب عن إيلائها الأولوية في اهتماماتهم الدراسية، تفيد أخرى بإقبال آخرين من أنحاء العالم على تعلمها لأسباب قد تتعلق بالدين أو التجارة أو العمل والثقافة وما يميز العربية هو جذرها اللغوي الذي تشتق منه مفرداتها ويقدر بحوالي 16000 جذر لغوي، في حين أن لغة مثل العبرية تحتوي على 2500 جذر لغوي، أما اللاتينية التي هي أصل اللغة الإنجليزية فتتضمن 700 جذر لغوي، مما يجعل نصيبها الأقل ويرجعها إلى مؤخرة سلم المراتب اللغوية كما أن جهاز النطق العربي يتسع لأكبر عدد من مخارج الحروف، بينما هناك حروف تفتقدها اللغات الأخرى، ناهيك عن الكلمة الواحدة منها والتي تتيح للناطقين بها اشتقاق عدد من الألفاظ المختلفة، يقابلها الفقر من جانب اللغات الأخرى وعلى ما يبدو فإن هتافات الاعتزاز ومحابر البهجة التي اجتاحت مواقع التواصل الاجتماعي على إثر مستخدميها، سترتفع معدلاتها، فقد أكد أحد اللغويين عدم محدودية أحرف اللغة العربية، فهي لغة اشتقاقية ويمكن اشتقاق عدة كلمات منها ربما تصل إلى نصف مليون كلمة

تمت المقارنة بين اللغة العربية وأهم ثلاث لغات حية بحسب إحصائية الأمم المتحدة

الإنجليزية 600.000 كلمة

الفرنسية 150.000 كلمة

الروسية  130.000 كلمة