يستمتع راصدو النجوم خلال الشتاء برصد كوكبة الجبار، وهي مجموعة نجمية تتكون من 21 نجما تمثل بشكل تخيلي صورة رجل ممسك بقوس، لذا من أشهر أسمائها أيضا كوكبة الصياد وعرفت بالجوزاء. وتقسم الكوكبة بحسب عضو الاتحاد العربي لعلوم الفلك والفضاء ملهم هندي لأجزاء رئيسة هي الأكتاف والقوس والحزام والسيف والرجل، وتعد الكوكبة الأشهر عبر العصور فقد نسجت حولها الأساطير من اليونانيين والإغريق والبابليين والعرب، وأكثر من افتتن بها الفراعنة، ومما يروى أن الأهرامات الثلاثة الأكبر تمثل حزام الجبار وموضعها مع أبوالهول يشكل كوكبة الجبار مع الأسد. ويشير هندي إلى أن حزام الجبار هو العلامة الأشد جذبا للراصدين وهي النجوم الثلاث الساطعة على استقامة واحدة، وتعود شهرة هذه الكوكبة بين جميع الحضارات القديمة لأنها ترى من أي موقع على الكرة الأرضية، ولا يحجبها سوى ضوء الشمس، وذلك لمرور خط الاستواء السماوي في منتصف الكوكبة عند (حزام الجبار) ويمكن رؤية نصفيها من قطبي الأرض الشمالي والجنوبي. ويلفت هندي إلى أن الحضارة الإسلامية حققت تقدما كبيرا في علم الفلك وما زالت حتى اليوم تحتفظ بعض نجوم الجبار بالأسماء العربية منها (إبط الجوزاء Betelgeuse) و(الرجل Rigel) وهي أشهر وألمع نجوم الجبار. ويوضح هندي أن هذه الأيام من فصل الشتاء تعد فرصة مميزة لرصد الكوكبة والتمتع بتصوير سديم الجبار الذي يتخلل الكوكبة في منطقة السيف عبر عدسات الكاميرات المقربة، لافتا إلى أن سديم الجبار من السدم القليلة التي يمكن مشاهدتها بالعين المجردة في ليلة مظلمة ويعود ذلك لمساحته الكبيرة التي تقدر بـ 24 سنة ضوئية وبعده البالغ 1300 سنة ضوئية، وقد عرف قديما بالسديم الأعظم، ويمكن رؤية كوكبة الجبار بعد غروب الشمس مباشرة من جهة الشرق وتستمر طوال الليل في السماء حتى الفجر.