بحثت كثيرا عن سبب نهضة اليابان، وما فاجأني أنهم -إضافة إلى التطور التقني والتكنولوجي - يطبقون مكارم الأخلاق التي ينص عليها ديننا الحنيف!وقعت عيني على برنامج عرض قبل سنوات في موسم رمضان اسمه «خواطر» تكلم - في موسمه الخامس- عن اليابان وتكلم عن أسباب نهضتهم، لكن أغلبنا - مع الأسف الشديد ـ اتهمه بأنه يقارن ليستنقص من حجمنا وحضارتنا وشعبنا. هو ألقى الضوء على هذا التقدم والرقي في العلم والمعرفة والأخلاق، وركز على أولى هذه الأسباب التي جعلتهم يصلون إلى هذا التقدم المبهر وهي المدرسة. هناك في مدارس اليابان يتعلم الطالب منذ نعومة أظفاره على كيفية التعامل مع عمال النظافة وكبار السن وطريقة طلب الأكل ـ إفطار الصباح- من «المقصف» وبعد الفراغ من وجبة الإفطار وضع ما تبقى في مكان مخصص ورمي المخلفات في سلة المهملات. كل هذه الأمور الدقيقة التي لا نلتفت إليها ولا نلقي لها بالا، رسخت في ذهن الطفل أمورا بسيطة تعود على ممارستها إلى أن تحولت إلى مسلمات يطبقها لا إراديا كأن يرتدي ملابسه وينام ويأكل ويشرب. تخيل معي، لو أن أطفالنا في المدارس - بمختلف المراحل- ينتظمون على الوقوف في صف «المقصف»، وبعد فراغهم من الأكل يرمون المخلفات في سلة المهملات ويحترمون عمال النظافة ويوقرون كبار السن، ما الذي نتوقعه أن يحدث بعد 10 أعوام أو قل 20 عاما؟! لا تحقرن من المعروف شيئا، هذه الأمور البسيطة التي لا تشكل لنا أي ضرورة أو أهمية كان سبب اندهاش كل باحث عن الرقي والتقدم بثقافة الشعب الياباني وضرب المثل بهم في حسن تعاملهم وتطبيقهم لمكارم الأخلاق التي حث عليها نبينا محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ لينطبق على الشعب الياباني مقولة (طبقوا أخلاق الإسلام دون إسلام). تذكرت تغير مسمى الوزارة..! عندما كنت طالبا، كانت «التربية قبل التعليم» شعارا يردده أساتذتنا في كل بداية عام دراسي جديد، والآن أتمنى أن أذهب إلى أقرب مدرسة وأجلس في نهاية الصف بداية العام الدراسي لأرى وأترقب هل تغيرت العبارة التي كانت تكرر على آذاننا كل بداية عام بعد أن تحولت وزارة التربية والتعليم إلى وزارة التعليم؟!