أعمال

البنك الدولي يتوقع انخفاض أسعار جميع السلع الأولية في 2016

توقع البنك الدولي انخفاض جميع مؤشرات أسعار السلع الأولية الرئيسية خلال 2016 بسبب استمرار المعروض الضخم، إضافة إلى بطء الطلب في بلدان الأسواق الناشئة في حالة السلع الأولية الصناعية.

ووفقا لأحدث طبعة من نشرة آفاق السلع الأولية، عدل مراقبو البنك الدولي من توقعاتهم بزيادة الانخفاض في أسعار 37 من 46 سلعة أولية خلال العام الحالي وقدروا الانخفاض في السلع الأولية خلاف الطاقة بنسبة 3.7% مع هبوط أسعار المعادن 10% بعد تراجعها 21% في 2015، وذلك لأسباب تعود إلى ضعف الطلب في بلدان الأسواق الناشئة وزيادة الطاقات الجديدة.

ومن المتوقع أن تتراجع أسعار السلع الزراعية 1.4% مع انخفاضها في جميع مجموعات السلع الأولية الرئيسية، وذلك انعكاسا لتوقعات بمستويات إنتاج جيدة رغم المخاوف من توقف الإنتاج بسبب النينو، ووجود مستويات مريحة من المخزون وتراجع تكلفة الطاقة واستقرار الطلب على الوقود الحيوي.

الأسواق الناشئة

وكانت بلدان الأسواق الناشئة المصدر الرئيسي لنمو الطلب على السلع الأولية منذ 2000، ونتيجة لذلك فإن توقع ضعف النمو في هذه البلدان يؤثر على أسعار السلع الأولية.

ومن شأن زيادة التراجع الاقتصادي في بلدان الأسواق الناشئة الرئيسية أن تحد من نمو الشركاء التجاريين ومن الطلب العالمي على السلع الأولية.

وأوضح مدير مجموعة آفاق التنمية بالبنك الدولي أيهان كوسي: إن انخفاض أسعار السلع الأولية سلاح ذو حدين، فالمستهلكون في البلدان المستوردة سيستفيدون من ذلك في حين أن المنتجين في البلدان ذات الصادرات الصافية سيعانون، ويستغرق الاستفادة من انخفاض أسعار السلع الأولية لتحويلها إلى نمو اقتصادي قوي بعض الوقت من المستوردين، لكن مصدري السلع الأولية يشعرون بالألم اليوم.

النفط الخام

وبشأن النفط الخام خفض البنك الدولي توقعاته لأسعار النفط الخام خلال 2016 إلى 37 دولارا للبرميل مقابل 51 دولارا للبرميل في توقعاته لأكتوبر، ويعكس انخفاض التوقعات عددا من عوامل العرض والطلب.

وأوضح أحدث عدد من النشرة الفصلية للبنك الدولي أن هذه العوامل تشمل استئناف الصادرات الإيرانية بأسرع مما كان متوقعا، وزيادة مرونة الإنتاج الأمريكي بسبب خفض التكلفة وزيادة الكفاءة، واعتدال الحرارة في الشتاء في نصف الكرة الشمالي، وتوقعات بضعف النمو في بلدان الأسواق الناشئة الرئيسية.

وانخفضت أسعار النفط بنسبة 47% في 2015 ومن المتوقع أن تواصل التراجع بمتوسط سنوي يصل إلى 27% في 2016، غير أنه انطلاقا من مستوياتها المنخفضة الحالية، فمن المتوقع أن تشهد الأسعار انتعاشا تدريجيا على مدار العام لثلاثة أسباب:

لأن الهبوط الحاد في أسعار النفط في أوائل 2016 غير مبرر تبريرا كاملا فيما يبدو بالمحركات الأساسية للعرض والطلب للنفط، ومن المحتمل أن تعكس مسارها.

من المتوقع أن تتحمل البلدان المنتجة للنفط بتكلفة عالية خسائر مستمرة وتزيد من خفض الإنتاج وهو ما سيعوض على الأرجح أي طاقة إضافية قد تُطرح في السوق.

من المتوقع أن يرتفع الطلب إلى حد ما مع تسجيل ارتفاع متواضع في النمو العالمي.

وأضافت النشرة أنه من المتوقع أن يكون الانتعاش في أسعار النفط أقل مما حدث في حالات الهبوط الحاد السابقة في 2008 و1998 و1986.

ويبقى السعر معرضا لمخاطر ضخمة تدفعه للهبوط.

وقال كبير الخبراء الاقتصاديين والمؤلف الرئيسي لنشرة آفاق السلع الأولية جون بافس: الأسعار المنخفضة للنفط والسلع الأولي ستبقى على الأرجح معنا لبعض الوقت، وفي حين أننا نرى بعض الاحتمالات لارتفاع أسعار السلع الأولية ارتفاعا طفيفا خلال العامين المقبلين، فما زالت هناك مخاطر ملموسة تدفعها للهبوط.