أمريكا تحاصر إيران بتسليح أذربيجان
ويكيليكس سرب برقيات عن مواجهة حربية بين سفن طهران وباكو البلد الآسيوي قفز للمركز الثالث بين أكثر الدول بالمساعدات العسكرية آزاد جاريبوف: تولي روحاني زاد من الترويج للتشيع في البلاد المجاورة سناميان: الجيش الأمريكي يستخدم أراضي أذربيجان للعبور إلى أفغانستان فيلجنهاور: أذربيجان وجدت نفسها فجأة في بؤرة اهتمام إدارة ترمب
الثلاثاء / 2 / صفر / 1441 هـ - 18:45 - الثلاثاء 1 أكتوبر 2019 18:45
فيما عملت الولايات المتحدة على زيادة ضغوطها الدبلوماسية والعسكرية على إيران، أخذت في تسليح أذربيجان المجاورة، وتقديم مساعدات عسكرية تجاوزت 100 مليون دولار بهدف محاصرة الخطر الإيراني ومواجهة التوترات التي تثيرها طهران في المنطقة.
ووفقا لموقع أوراسيانت، خصصت وزارة الدفاع الأمريكية مبلغ 58.6 مليون دولار في السنة المالية 2018، ومبلغ 42.9 مليون دولار في العام التالي لخدمات الحدود والجمارك الأذربيجانية، حسب تقارير البنتاجون المقدمة إلى الكونجرس الأمريكي.
مثلت خطط التمويل زيادة كبيرة في المساعدات العسكرية الأمريكية لأذربيجان مقارنة بالسنوات السابقة، وتفوقت إلى حد بعيد على المساعدات المقدمة إلى أي دولة أخرى في المنطقة تقريبا، وخلال هذين العامين الماليين، من المتوقع أن تتجاوز المساعدات العسكرية المقدمة إلى البلد الآسيوي أذربيجان تلك المقدمة إلى جورجيا، التي تعد الشريك الصريح والأكثر ولاء للولايات المتحدة في المنطقة.
ميزانية خفية
علاوة على ذلك، فإن وزارة الدفاع الأمريكية لم تصدر جميع المعلومات المتعلقة بالميزانية المخصصة للبرنامج في السنة المالية 2019، وهو ما يعني أن الرقم الحقيقي الذي أنفق على البرنامج خلال هذا العام قد يتجاوز 42.9 مليون دولار.
تأتي هذه الأموال من صندوق التدريب والإعداد الرئيسي التابع للبنتاجون، والذي يخضع لرقابة أخف من تلك التي تخضع لها برامج المساعدات العسكرية الأكبر التي تديرها وزارة الخارجية الأمريكية.
وعلى مدار العامين الماضيين، كانت أذربيجان ثالث أكبر متلق للمساعدات من ذلك البرنامج، ولا يسبقها سوى لبنان والأردن، وكلاهما شريك استراتيجي أساس للولايات المتحدة في مكافحة الإرهاب، وليس من الواضح ما إذا كانت تلك المساعدات قد تم تسليمها بالفعل، لكن حتى لو لم يتم ذلك فإن وزارة الدفاع تخطر في تقريرها الكونجرس ببرنامج المساعدات، وهو أمر في غاية الدلالة على أن أذربيجان انتقلت من عدم تلقي أي مساعدات من خلال ذلك البرنامج إلى كونها ثالث أكبر متلقٍ في السنة المالية 2019.
هدوء وتكتم
كلا الجانبين كان متكتما للغاية بشأن المساعدات، إذ إن البيانات الصادرة رسميا في الفترة الأخيرة حول البرامج العسكرية الأمريكية في المنطقة لم تأت على ذكر أذربيجان أو بحر قزوين على الإطلاق، علاوة على أن وزارة الخارجية الأذربيجانية، من جانبها، لم ترد على طلب التعليق.
وردا على أسئلة مكتوبة قدمها موقع «أوراسيانت»، أصدرت السفارة الأمريكية في العاصمة باكو بيانا موجزا قالت فيه «إن الولايات المتحدة تشارك في برامج تعزيز الدفاع والأمن، ليشمل ذلك أمن الحدود وجهود مكافحة انتشار أسلحة الدمار الشامل، مع الدول الشريكة المستعدة للمساهمة في جميع أنحاء العالم».
مساعدة مستمرة
على مر السنين حصلت أذربيجان على أشكال متنوعة من المساعدات من الولايات المتحدة لتعزيز قواتها البحرية، وقوات خفر السواحل لحماية سواحل بحر القزوين الغني بالنفط والغاز، وساهم برنامج المساعدات العسكرية «حرس قزوين» خلال السنوات الأولى من الحرب على الإرهاب في تدريب القوات البحرية الأذربيجانية الخاصة.
وتبرعت الولايات المتحدة بزوارق دوريات عسكرية مستعملة لأذربيجان، وكذلك لكازاخستان وتركمانستان، لكن حجم التبرعات في برنامج المساعدات الجديد أعلى بكثير من أي مبلغ قدمته الولايات المتحدة من قبل.
أهمية بحر قزوين
من المنظور الأمريكي يعد بحر قزوين منطقة حساسة من الناحية الاستراتيجية بشكل خاص، لأن إيران تطل على أجزاء منه، وقد عملت الولايات المتحدة في هدوء، ولفترة طويلة، على مساعدة أذربيجان على الدفاع عن نفسها في مواجهة الحضور العسكري الإيراني الأقوى في بحر قزوين.
وثمة مجموعة مذهلة من البرقيات الدبلوماسية الأمريكية سربتها ويكيليكس وصفت مواجهة متوترة جرت في 2009 بين سفن إيرانية وأذربيجانية، وبينت مشاركة عميقة للولايات المتحدة في تقديم المشورة لباكو حول كيفية حل الوضع ومساعدتها، بشكل عام في دعم أمنها البحري.
وفي حين أن الوثائق التي تبرر المساعدات الجديدة لا تشير صراحة إلى إيران، فهناك العديد من العناصر التي تشير إلى تركيز على هذا التهديد، رغم حقيقة أن بحر قزوين هو بحر مغلق، تعني أن التهديدات المحتملة هي محدودة بالفعل.
ويقدم هذا التمويل بوصفه جزءا من برنامج أمن الحدود الجنوبية التابع لقيادة العمليات الأمريكية الأوروبية، وهو بند يلائم سياسات التعامل مع إيران وليس غيرها من جيران أذربيجان. وتعرف الجهات المتلقية لهذا التمويل في الوثائق على أنها مكاتب مراقبة الحدود ومكاتب الجمارك في آستارا الأذربيجانية، وهي مدينة ساحلية تقع على الحدود مع إيران.
الوقت المناسب
يبدو توقيت المساعدات الجديدة جديرا بالملاحظة، إذ إنه في الوقت الذي تصاعدت فيه التوترات بين الولايات المتحدة وإيران منذ أصبح دونالد ترمب رئيسا في 2017، فإن العلاقات الأذربيجانية الإيرانية تتمتع بفترة من الهدوء النسبي. فالاتفاق الذي جرى التوقيع عليه العام الماضي لترسيم حدود بحر قزوين، أزال أحد العوامل التي ظلت مصدر قلق لفترة طويلة.
ووفق المحلل الأذربيجاني آزاد جاريبوف في مقال كتبه أخيرا، فإنه منذ تولى الرئيس الإيراني حسن روحاني منصب سلفه أحمدي نجاد، أصبح الترويج للتشيع الذي كان سابقا أحد أبرز شكاوى باكو ضد إيران ثانويا، وذكر جاريبوف أنه قد حلت أخيرا المشكلات الأساسية التي كانت قد ولدت الشكوك المتبادلة وأبقت العلاقات الثنائية متوترة في معظم فترات تاريخ أذربيجان ما بعد الاستقلال.
ذوبان الجليد
انعكس تحسن العلاقات في العلاقات العسكرية بين البلدين، فمنذ عامين، شرعت السفن الحربية الإيرانية والأذربيجانية في إجراء اتصالات ودية إلى موانئ كل منهما، واستمرت تلك الممارسة هذا الصيف، وفي 28 يوليو الماضي، وصلت سفينتان حربيتان إيرانيتان متوسطتا الحجم إلى باكو للمشاركة في مسابقة بحرية دولية ودية.
وتهدف حزمة التمويل الجديدة إلى مواجهة التهديدات العابرة للحدود الوطنية ودعم استقرار أذربيجان من خلال مساعدة قواتها الأمنية على تطوير القدرة على تأمين حدودها ورصد ومنع العمليات الإرهابية ومكافحة انتشار أسلحة الدمار الشامل والتعامل مع الأزمات الطارئة.
مراقبة تحت الماء
وهناك أموال مخصصة للتدريب على عمليات «المراقبة تحت الماء»، ولا تشمل الوثائق الحديث عن أي شيء يمكن تصنيفه على أنه مميت، كما تنص على أن الولايات المتحدة ستتولى الإشراف على استخدام المعدات لمدة عامين من تسليمها، ثم تتولى أذربيجان بعدها المسؤولية عنها.
وتتقيد المساعدات العسكرية الأمريكية لأذربيجان اسميا تحت بند قانوني يعرف بـ»القسم 907»، إلا أنه منذ 2001، أخذ في التخلي عن هذا التقييد بشكل منتظم، وقد وقع آخر تفاهم في أبريل الماضي، وينص على السماح بتقديم مساعدات عسكرية لأذربيجان ما دامت تشارك في مكافحة الإرهاب، وأن تدعم القوات الأمريكية أو تساهم في تأمين الحدود الأذربيجانية، مع عدم السماح باستخدام أي من البنود الواردة في التفاهم لمهاجمة دولة أرمينيا المجاورة.
ضخ المليارات
ويشير المحلل إميل سناميان إأن بعض قوات حرس الحدود في أذربيجان كانت قد شاركت في عمليات قتال ضد أرمينيا، وكان سناميان هو أول من أثبت بشكل علني التمويل الأمريكي المقدم إلى أذربيجان، وأشار إلى أنه في الوقت الذي تحصل فيه أذربيجان على دعم كبير، فإن الولايات المتحدة قد خفضت مساعداتها العسكرية لأرمينيا.
وأثار سناميان النقاش في الصحافة الأرمينية والأذربيجانية، ما صرح به عضو البرلمان الأذربيجاني راسم موسابيوف قائلا «إن تعزيز سيطرة أذربيجان على حدودها البرية والبحرية والجوية يلبي المصالح الاستراتيجية للولايات المتحدة، التي استثمرت شركاتها مليارات الدولارات في مشاريع النفط والغاز في منطقة بحر قزوين، بالإضافة إلى استخدام الجيش الأمريكي الأراضي الأذربيجانية للعبور من خلالها إلى أفغانستان».
وأضاف موسابيوف:»إن حجر الزاوية الأساسي للأمر كان هو الاهتمام الاستراتيجي من واشنطن تجاه أذربيجان، فبالنسبة إلى أذربيجان المهم بالأساس هو حقيقة تقديم المعونة ومصدرها، وليس حجمها».
بؤرة اهتمام ترمب
وزعم موسابيوف أن الارتفاع الطفيف أخيرا في انتهاكات وقف إطلاق النار بين أرمينيا وأذربيجان كان مرتبطا ببرنامج الدعم، وقال «أعتقد أن السبب وراء هذه التحركات هو أن جماعات الضغط الأرمينية في الكونجرس الأمريكي لديها أسبابها التي تهدف إلى تعطيل هذا الحجم الكبير (100 مليون دولار) من المساعدات الأمريكية لقوات الحدود الأذربيجانية».
وقال الخبير العسكري الروسي بافيل فيلجنهاور الذي يعد هذه المساعدات موجهة أكثر كدعم لعمليات تطبيق القانون، ولا يراها مفيدة بالضرورة في نزاع عسكري مع إيران، « إن أذربيجان تستفيد من الاهتمام الأمريكي المتزايد بإيران، لقد أخذت العلاقات الأمريكية الإيرانية في التدهور بسرعة كبيرة، ومن ثم فإن أذربيجان وجدت نفسها في بؤرة اهتمام إدارة دونالد ترمب، على خلاف أرمينيا، التي غالبا ما ينظر إليها كحليف لإيران».
التمويل الأمريكي لأذربيجان
15 قاربا فائقة السرعة
14 منظومة للكشف عن الأهداف تحت الماء
25 شاحنة دفع رباعي
34 مركبة للاستخدام في مختلف التضاريس
معدات اتصال وأجهزة لاسلكي ورادارات بحرية وأجهزة إرسال واستقبال لـ»نظام التعريف الأوتوماتيكي« الملاحي
ووفقا لموقع أوراسيانت، خصصت وزارة الدفاع الأمريكية مبلغ 58.6 مليون دولار في السنة المالية 2018، ومبلغ 42.9 مليون دولار في العام التالي لخدمات الحدود والجمارك الأذربيجانية، حسب تقارير البنتاجون المقدمة إلى الكونجرس الأمريكي.
مثلت خطط التمويل زيادة كبيرة في المساعدات العسكرية الأمريكية لأذربيجان مقارنة بالسنوات السابقة، وتفوقت إلى حد بعيد على المساعدات المقدمة إلى أي دولة أخرى في المنطقة تقريبا، وخلال هذين العامين الماليين، من المتوقع أن تتجاوز المساعدات العسكرية المقدمة إلى البلد الآسيوي أذربيجان تلك المقدمة إلى جورجيا، التي تعد الشريك الصريح والأكثر ولاء للولايات المتحدة في المنطقة.
ميزانية خفية
علاوة على ذلك، فإن وزارة الدفاع الأمريكية لم تصدر جميع المعلومات المتعلقة بالميزانية المخصصة للبرنامج في السنة المالية 2019، وهو ما يعني أن الرقم الحقيقي الذي أنفق على البرنامج خلال هذا العام قد يتجاوز 42.9 مليون دولار.
تأتي هذه الأموال من صندوق التدريب والإعداد الرئيسي التابع للبنتاجون، والذي يخضع لرقابة أخف من تلك التي تخضع لها برامج المساعدات العسكرية الأكبر التي تديرها وزارة الخارجية الأمريكية.
وعلى مدار العامين الماضيين، كانت أذربيجان ثالث أكبر متلق للمساعدات من ذلك البرنامج، ولا يسبقها سوى لبنان والأردن، وكلاهما شريك استراتيجي أساس للولايات المتحدة في مكافحة الإرهاب، وليس من الواضح ما إذا كانت تلك المساعدات قد تم تسليمها بالفعل، لكن حتى لو لم يتم ذلك فإن وزارة الدفاع تخطر في تقريرها الكونجرس ببرنامج المساعدات، وهو أمر في غاية الدلالة على أن أذربيجان انتقلت من عدم تلقي أي مساعدات من خلال ذلك البرنامج إلى كونها ثالث أكبر متلقٍ في السنة المالية 2019.
هدوء وتكتم
كلا الجانبين كان متكتما للغاية بشأن المساعدات، إذ إن البيانات الصادرة رسميا في الفترة الأخيرة حول البرامج العسكرية الأمريكية في المنطقة لم تأت على ذكر أذربيجان أو بحر قزوين على الإطلاق، علاوة على أن وزارة الخارجية الأذربيجانية، من جانبها، لم ترد على طلب التعليق.
وردا على أسئلة مكتوبة قدمها موقع «أوراسيانت»، أصدرت السفارة الأمريكية في العاصمة باكو بيانا موجزا قالت فيه «إن الولايات المتحدة تشارك في برامج تعزيز الدفاع والأمن، ليشمل ذلك أمن الحدود وجهود مكافحة انتشار أسلحة الدمار الشامل، مع الدول الشريكة المستعدة للمساهمة في جميع أنحاء العالم».
مساعدة مستمرة
على مر السنين حصلت أذربيجان على أشكال متنوعة من المساعدات من الولايات المتحدة لتعزيز قواتها البحرية، وقوات خفر السواحل لحماية سواحل بحر القزوين الغني بالنفط والغاز، وساهم برنامج المساعدات العسكرية «حرس قزوين» خلال السنوات الأولى من الحرب على الإرهاب في تدريب القوات البحرية الأذربيجانية الخاصة.
وتبرعت الولايات المتحدة بزوارق دوريات عسكرية مستعملة لأذربيجان، وكذلك لكازاخستان وتركمانستان، لكن حجم التبرعات في برنامج المساعدات الجديد أعلى بكثير من أي مبلغ قدمته الولايات المتحدة من قبل.
أهمية بحر قزوين
من المنظور الأمريكي يعد بحر قزوين منطقة حساسة من الناحية الاستراتيجية بشكل خاص، لأن إيران تطل على أجزاء منه، وقد عملت الولايات المتحدة في هدوء، ولفترة طويلة، على مساعدة أذربيجان على الدفاع عن نفسها في مواجهة الحضور العسكري الإيراني الأقوى في بحر قزوين.
وثمة مجموعة مذهلة من البرقيات الدبلوماسية الأمريكية سربتها ويكيليكس وصفت مواجهة متوترة جرت في 2009 بين سفن إيرانية وأذربيجانية، وبينت مشاركة عميقة للولايات المتحدة في تقديم المشورة لباكو حول كيفية حل الوضع ومساعدتها، بشكل عام في دعم أمنها البحري.
وفي حين أن الوثائق التي تبرر المساعدات الجديدة لا تشير صراحة إلى إيران، فهناك العديد من العناصر التي تشير إلى تركيز على هذا التهديد، رغم حقيقة أن بحر قزوين هو بحر مغلق، تعني أن التهديدات المحتملة هي محدودة بالفعل.
ويقدم هذا التمويل بوصفه جزءا من برنامج أمن الحدود الجنوبية التابع لقيادة العمليات الأمريكية الأوروبية، وهو بند يلائم سياسات التعامل مع إيران وليس غيرها من جيران أذربيجان. وتعرف الجهات المتلقية لهذا التمويل في الوثائق على أنها مكاتب مراقبة الحدود ومكاتب الجمارك في آستارا الأذربيجانية، وهي مدينة ساحلية تقع على الحدود مع إيران.
الوقت المناسب
يبدو توقيت المساعدات الجديدة جديرا بالملاحظة، إذ إنه في الوقت الذي تصاعدت فيه التوترات بين الولايات المتحدة وإيران منذ أصبح دونالد ترمب رئيسا في 2017، فإن العلاقات الأذربيجانية الإيرانية تتمتع بفترة من الهدوء النسبي. فالاتفاق الذي جرى التوقيع عليه العام الماضي لترسيم حدود بحر قزوين، أزال أحد العوامل التي ظلت مصدر قلق لفترة طويلة.
ووفق المحلل الأذربيجاني آزاد جاريبوف في مقال كتبه أخيرا، فإنه منذ تولى الرئيس الإيراني حسن روحاني منصب سلفه أحمدي نجاد، أصبح الترويج للتشيع الذي كان سابقا أحد أبرز شكاوى باكو ضد إيران ثانويا، وذكر جاريبوف أنه قد حلت أخيرا المشكلات الأساسية التي كانت قد ولدت الشكوك المتبادلة وأبقت العلاقات الثنائية متوترة في معظم فترات تاريخ أذربيجان ما بعد الاستقلال.
ذوبان الجليد
انعكس تحسن العلاقات في العلاقات العسكرية بين البلدين، فمنذ عامين، شرعت السفن الحربية الإيرانية والأذربيجانية في إجراء اتصالات ودية إلى موانئ كل منهما، واستمرت تلك الممارسة هذا الصيف، وفي 28 يوليو الماضي، وصلت سفينتان حربيتان إيرانيتان متوسطتا الحجم إلى باكو للمشاركة في مسابقة بحرية دولية ودية.
وتهدف حزمة التمويل الجديدة إلى مواجهة التهديدات العابرة للحدود الوطنية ودعم استقرار أذربيجان من خلال مساعدة قواتها الأمنية على تطوير القدرة على تأمين حدودها ورصد ومنع العمليات الإرهابية ومكافحة انتشار أسلحة الدمار الشامل والتعامل مع الأزمات الطارئة.
مراقبة تحت الماء
وهناك أموال مخصصة للتدريب على عمليات «المراقبة تحت الماء»، ولا تشمل الوثائق الحديث عن أي شيء يمكن تصنيفه على أنه مميت، كما تنص على أن الولايات المتحدة ستتولى الإشراف على استخدام المعدات لمدة عامين من تسليمها، ثم تتولى أذربيجان بعدها المسؤولية عنها.
وتتقيد المساعدات العسكرية الأمريكية لأذربيجان اسميا تحت بند قانوني يعرف بـ»القسم 907»، إلا أنه منذ 2001، أخذ في التخلي عن هذا التقييد بشكل منتظم، وقد وقع آخر تفاهم في أبريل الماضي، وينص على السماح بتقديم مساعدات عسكرية لأذربيجان ما دامت تشارك في مكافحة الإرهاب، وأن تدعم القوات الأمريكية أو تساهم في تأمين الحدود الأذربيجانية، مع عدم السماح باستخدام أي من البنود الواردة في التفاهم لمهاجمة دولة أرمينيا المجاورة.
ضخ المليارات
ويشير المحلل إميل سناميان إأن بعض قوات حرس الحدود في أذربيجان كانت قد شاركت في عمليات قتال ضد أرمينيا، وكان سناميان هو أول من أثبت بشكل علني التمويل الأمريكي المقدم إلى أذربيجان، وأشار إلى أنه في الوقت الذي تحصل فيه أذربيجان على دعم كبير، فإن الولايات المتحدة قد خفضت مساعداتها العسكرية لأرمينيا.
وأثار سناميان النقاش في الصحافة الأرمينية والأذربيجانية، ما صرح به عضو البرلمان الأذربيجاني راسم موسابيوف قائلا «إن تعزيز سيطرة أذربيجان على حدودها البرية والبحرية والجوية يلبي المصالح الاستراتيجية للولايات المتحدة، التي استثمرت شركاتها مليارات الدولارات في مشاريع النفط والغاز في منطقة بحر قزوين، بالإضافة إلى استخدام الجيش الأمريكي الأراضي الأذربيجانية للعبور من خلالها إلى أفغانستان».
وأضاف موسابيوف:»إن حجر الزاوية الأساسي للأمر كان هو الاهتمام الاستراتيجي من واشنطن تجاه أذربيجان، فبالنسبة إلى أذربيجان المهم بالأساس هو حقيقة تقديم المعونة ومصدرها، وليس حجمها».
بؤرة اهتمام ترمب
وزعم موسابيوف أن الارتفاع الطفيف أخيرا في انتهاكات وقف إطلاق النار بين أرمينيا وأذربيجان كان مرتبطا ببرنامج الدعم، وقال «أعتقد أن السبب وراء هذه التحركات هو أن جماعات الضغط الأرمينية في الكونجرس الأمريكي لديها أسبابها التي تهدف إلى تعطيل هذا الحجم الكبير (100 مليون دولار) من المساعدات الأمريكية لقوات الحدود الأذربيجانية».
وقال الخبير العسكري الروسي بافيل فيلجنهاور الذي يعد هذه المساعدات موجهة أكثر كدعم لعمليات تطبيق القانون، ولا يراها مفيدة بالضرورة في نزاع عسكري مع إيران، « إن أذربيجان تستفيد من الاهتمام الأمريكي المتزايد بإيران، لقد أخذت العلاقات الأمريكية الإيرانية في التدهور بسرعة كبيرة، ومن ثم فإن أذربيجان وجدت نفسها في بؤرة اهتمام إدارة دونالد ترمب، على خلاف أرمينيا، التي غالبا ما ينظر إليها كحليف لإيران».
التمويل الأمريكي لأذربيجان
15 قاربا فائقة السرعة
14 منظومة للكشف عن الأهداف تحت الماء
25 شاحنة دفع رباعي
34 مركبة للاستخدام في مختلف التضاريس
معدات اتصال وأجهزة لاسلكي ورادارات بحرية وأجهزة إرسال واستقبال لـ»نظام التعريف الأوتوماتيكي« الملاحي